• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الأمان الزائف: نجمة باهتة في سماء الحقيقة

رقية تاج / السبت 12 تموز 2025 / ثقافة / 350
شارك الموضوع :

العمران يشتري بعملة مزوّرة هي الأمان الزائف ليصادر الحرية بهذا الثمن البخس

تبهت بعض النجوم ولا تكاد تبين بجوار أخرى، تخفت رويداً رويداً مع ضوء الشمس، لكنها تبقى تومض للبعض وتشع في عينيه لتغدو نوراً زائفاً لصاحبها فتدله على طريقٍ نهايته الهاوية.

هكذا هو الأمان الزائف، يعيش الإنسان أعمى البصيرة في كنف وهمه لفترة من الزمن، وقد تمتد إلى آخر حياته، يظن بعقله المحدود ونظرته الضيقة أنّ القرار الذي اتخذه _بين خيارات عديدة_ هو الأصح، ليكتشف لاحقاً زيف الشعور الذي رام الوصول إليه، فيكون حاله: "ولات حين مناص".

هذا الشعور هو مشكلة نفسية واجتماعية خطيرة تؤثر في مراكز القرار عند الفرد والمجتمع، ويرتبط بعدة آليات منها: الإنكار، التبرير، الخوف، القلق، والتوتر المرتبط بمواجهة الحقيقة، والتي غالباً ما تنهار لاحقاً، وتساهم عدة أدوات في تعزيزه، ومنها الاعلام والتضليل.

وفق تعريف قاموس علم النفس للجمعية الأمريكية APA الأمان الزائف هو "تصور الفرد بأنه في مأمن من الخطر بينما هو في الحقيقة معرض له، غالبًا نتيجة سوء فهم أو تضليل أو إنكار الواقع".

وهناك عدة دراسات حول هذا المصطلح النفسي الشائع، وقد لا تكون بعنوان مباشر لكنها تحمل ذات السياق، نذكر منها دراسة نفسية شهيرة للدكتور "نيل واينستين" تناولت هذا المفهوم، وتقول "يميل الناس إلى أن يروا أنفسهم محصنين ضد الأحداث السلبية، مقارنة بالآخرين، حتى عندما لا يكون لديهم مبررات واقعية لذلك".

حيث وجد الباحث أن الأفراد يميلون إلى الاعتقاد بأنهم أقل عرضة للمخاطر المستقبلية من غيرهم (مثل الإصابة بمرض، الطلاق، حوادث السير…). هذا التفاؤل غير الواقعي (unrealistic optimism) يولّد شعورًا زائفًا بالأمان يجعلهم يتجاهلون اتخاذ تدابير وقائية حقيقية.

هذا النوع من التفكير يُعتبر أحد أشكال التحيّز المعرفي (Cognitive Bias) الذي يعزز "الأمان الزائف"، ويؤثر سلبًا في سلوكيات الوقاية، مثل تجاهل الفحوص الطبية أو الإفراط في المخاطرة.

هناك الكثير من النماذج العملية لهذا المصطلح، نورد منها مثالين مهمين يندرج تحتهما الكثير من الأمثلة الأخرى:

ضمان زائف:

يشعر الكثير من الموظفين ولا سيما في القطاع الحكومي، بالأمان النفسي الزائف، فوفق هذه العقلية هناك "دخل ثابت" لأنّ في نهاية كل شهر راتب محدد وثابت ومستمر، وامتيازات عديدة مثل التقاعد، والنتيجة: صدمة مفاجئة عند فقدانها نتيجة لعدة ظروف طبيعية وغير طبيعية، فدوام الحال من المحال، فالحكومات قد تتغير واقتصاد الدول قد يتدهور وخيار الحروب متاح دوماً وفق الأمزجة والمصالح، هذا عدا عن الكوارث الطبيعية أجارنا الله واياكم.

وبنظرة متفاءلة أكثر بعيدة عن الزلازل وأخواتها، يولّد العمل الوظيفي حالة عدم التطور الشخصي ويستنزف الوقت والجهد، مقابل العمل الحر الذي يحفّز الابداع ويدرّ أموالا أكثر ربما.

وفي الحقيقة، على الإنسان ألاّ يضمن شيئاً في هذه الدنيا؛ فالضمان الوحيد هو رزق الله.

ثقة زائفة:

وتتنوع أشكالها، فقد تكون علاقة مع شخص أو مع سلطة أو قائد، أو حتى مع نفسك.

فالاستمرار في علاقة مدمرة في سبيل الأمان النفسي المضاد للخوف من الوحدة، هو شعور زائف يستهلك الانسان ويشل من قراراته.

الصديق الالكتروني الذي يصنعه المراهق ينبع من أمان زائف يفتقد إلى العمق.

السلطة تعد كثيرا وتقلق على مواطنيها لكن تحكمها المصالح دائماً وأبداً فلا تثق بها مطلقاً.

ومهما كنت ماهراً ومتمكناً في أي مجال، لا تقع في شرك المثالية، فالتعرض للخطأ وارد، والاحتياط واجب.

عاشوراء.. غربال الزائفين

كانت أيام الطف المفجعة معدودة، لكنها زاخرة بالعِبر فضلاً عن العَبرات، وتمتلئ صفحات عاشوراء بمواقف لشخصيات وقعت في هذا الفخ؛ فخ الأمان والحماية الزائفة.

نذكر هنا موقفاً واحداً جمع الكثير من المبررات التي يختبئ وراءها كل خاذل للحق.

عبيد الله بن الحر الجعفي، له موقفين يعبّران عن فكرة الأمان الزائف.

1_ خرج من الكوفة قبل ما يقارب الشهر من استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، خشية أن يدخلها الإمام ويتخلّف عن نصرته، إذ يقول في ذلك مخاطباً رسول الحسين إليه "والله ما خرجتُ من الكوفة إلا مخافة أن يدخلها الحسين وأنا فيها ولا أنصره، لأنه ليس في الكوفة شيعة ولا أنصار إلا مالوا إلى الدنيا، إلا من عُصم منهم".

2_ رفض نصرة الإمام واقترح عليه مقابل ذلك فرسه وسيفه وأن يعيد أسرته إلى المدينة، وقال في ذلك مخاطباً ريحانة رسول الله "هذه فرسي المحلقة فاركبها، فوا الله ما طلبتُ عليها شيئاً إلا أدركته، ولا طلبني أحد إلا فته، حتى تلحق بمأمنك".

وفق تعريف "الأمان الزائف" تصوَّر ابن الحر بأنه في مأمن من الخطر بابتعاده المادي عن الواقعة، ثمّ بعد ذلك يتوهم بأنّ تقديمه الفرس والسيف للإمام هو تعويض عن خذلانه.

استقت ماء قرارات ابن الحر ماءها من عدة أفكار ومشاعر وبالطبع أهمها هو ضعف العقيدة ومن ثمّ الخوف من الموت مقابل التنازل عن أفضل الموت وهو الشهادة!.

فرأى أنه بذلك سيكون محصّناً ضد الأحداث التي ستقع في الحرب، مقارنة بالآخرين، _وهم أصحاب الحسين_  وبالطبع من دون مبررات واقعية!

ومن ثمّ محدودية تفكيره بأنّ الماديات تكفي أمام بذل النفس. وقد ظن أنه اتخذ تدابير وقائية حقيقية!.

لينبت أماناً زائفاً مثل جناحي ذبابة، لكنه مؤقت.

فنور الأمان الحقيقي لم يدخل لقلبه، لأنه كان يحتاج إلى تنظيف أولاً.

قلب ابن الحر كان مليئاً ب الخوف الدنيوي والتضليل الأموي وسوء فهم وتقدير للموقف وانكار لواقع خطورة الرفض، الرفض أمام من؟

رفض طلب نصرة من إمام زمانه!.

وبالطبع لم يقبل الإمام فرسه وسيفه، فلو قبل بها كان سيعزز ذلك الأمان في قلب ابن الحر وفي قلب كل سامع لحكايته، فقال له: "إذا بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا بمالك"، وتلا هذه الآية "وما كنت متخذ المضلين عضدا".

ورحمةً لهذا الشخص نصحه الامام:

"إن استطعت أن لا تسمع صراخنا ولا تشهد واعيتنا أو وقعتنا أو وقفتنا، فافعل. فوا الله لا يسمع واعيتنا أحد ثمّ لا ينصرنا إلا أكبه الله على منخريه في النار".

إذن، خسر ابن الحر كرامة القتال بين يدي ابن رسول الله والشهادة مع ولده وأصحابه. وعاش حياتاً ملئها الحسرة والخسران وسوء العاقبة.

وكان في آخر حياته يضرب يده على الأخرى ويقول: "ما فعلت بنفسي"، وكان يردد أشعار الندم منها:

فلو فلق التلهف قلب حي              

          لهمّ اليوم قلبي بانفلاقِ

فقد فاز الأولى نصروا حسيناً           

           وخاب الآخرون أولوا النفاقِ.

وظل ابن الحر هارباً لكن هذه المرة من ابن زياد الذي لامه على ترك نصرة يزيد، وتفرّق عنه أصحابه، وختاماً رمى نفسه بالفرات ورموه بالسهام حتى مات.

عملة زائفة

يُقال "العمران يشتري بعملة مزوّرة هي الأمان الزائف ليصادر الحرية بهذا الثمن البخس".

نعم الأمان الحقيقي يتطلب تخلّياً _وهنا يكون الاختبار_ ومن ثمّ امتثالاً، _وهنا تكمن القوة_ وأن تنتزع الخوف من قلبك أمام ضمان حقيقي واحد في هذا الوجود وهو الله.

قد نستنكر فعل وقول ابن الحر، ونتعجب من موقفه أيما تعجب، لكن ألم نهرب نحن أيضاً من بعض المنعطفات الايمانية التي ظهرت في طريقنا يوماً ما؟

ألم يُبعث لنا يوماً برسول أو رسالة؟

ترى ماذا لو أصبحنا أمام امام زماننا وجهاً لوجه؟

وطلب منّا أمرٌ يماثل أو يشبه أو ربما يختلف عن طلب الامام من إبن الحر، فماذا سنفعل؟

قد لا يطلب الامام روحك، قد يكون شيء أعزّ وأصعب، ربما ابنك أو مالك أو شيء تعرفه أنت، ربما الكثير منّا سيقول للامام خذ هذا عوضاً عن هذا، ولات حين مندم حين سيكون جواب الامام لنا: لا حاجة لي بذلك!.

وهنا ستنكشف زيف أو صدق مقولتنا "ونصرتي لكم معدة".

علم النفس
المجتمع
الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    حين تنطق الحروف: أثر الكلمة في إحياء النهضة الحسينية

    الإمام الحسين.. منارًا أخلاقيًا تحذو به الأمم

    عقلك الباطن خيرٌ لا يُصدق

    دراسة تحذر من تأثير "تشات جي بي تي" على الدماغ!

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    آخر القراءات

    احذفها فورًا.. تطبيقات "مفخخة" تسرق كلمات المرور على فيسبوك!

    النشر : الثلاثاء 15 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    طفلي أناني.. كيف أتصرف معه؟

    النشر : الخميس 17 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    عدم القناعة بالحال يؤدي إلى الإنفصال

    النشر : الثلاثاء 11 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    رهاب المستقبل.. سرطان يفتك بالانسان

    النشر : الأثنين 19 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    تحديات الحجاب الاسلامي والعمل: حوار خاص  مع حافظة القرآن رقية الحسناوي

    النشر : الخميس 17 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 32 ثانية

    التجليات السلوكية في الحياة الزوجية

    النشر : الأثنين 08 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 37 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 623 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 510 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 417 مشاهدات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    • 379 مشاهدات

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    • 373 مشاهدات

    تطبيقات الذكاء الاصطناعي

    • 361 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1291 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 904 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 686 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 667 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 632 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 623 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    حين تنطق الحروف: أثر الكلمة في إحياء النهضة الحسينية
    • منذ 12 ساعة
    الإمام الحسين.. منارًا أخلاقيًا تحذو به الأمم
    • منذ 12 ساعة
    عقلك الباطن خيرٌ لا يُصدق
    • منذ 12 ساعة
    دراسة تحذر من تأثير "تشات جي بي تي" على الدماغ!
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة