• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

يقتلون الحياة بلا حياء

هدى المفرجي / الأثنين 14 آب 2017 / ثقافة / 2244
شارك الموضوع :

اللحية امتداد ابيض يملأ وجهه الشاحب، واصفرار حزين تظهره شفتيه، بينما تشارك تلك اللوحة شمس الظهيرة الحارقة لتقبل جبهته على مفارق الطرق، مع ح

 

اللحية امتداد ابيض يملأ وجهه الشاحب، واصفرار حزين تظهره شفتيه، بينما تشارك تلك اللوحة شمس الظهيرة الحارقة لتقبل جبهته على مفارق الطرق، مع حركة جسده النحيل وثيابه الرثة كان يجلس ورجلاه على بلاط الرصيف والحصى تملأ مقدمة حذائه المتعب،بينما عيناه السوداء المخملية تشعان بريقا لا افقه معناه والالم يعتصر من بين الضلوع،كان كقصيدة حزينة ولوحة ثمينة، كان عنوانا جيدا لإثارة الجدل حول الاوضاع المتردية ولكن حصة الرسام كانت هي حصة الاسد، رسمه بإتقان وباع تلك اللوحة بثمن باهظ،الناس اشتروا اللوحة لكن كان نصف ثمن هذه اللوحة كافيا ليعيدوا الحياة لذلك الرجل!.

اُهنئك يا ابليس واصفق لك، حقا انت الان استحوذت العقول ونشرت اللامبالاة، البشر بدأوا يحزنون للصور ولايأبهون لأصحابها!.

ثم كانت تلك اللوحة بمثابة إلهام للمصور، تجول في الطرقات، لم يبصر ذاك المسن لكنه ابصر عجوزا تجلس على حافة الطريق وانهار الدموع تحارب الشمس وتتسلل مابين تعابير وجهها الذي بات يظهر الشرايين وتفاصيل ذبول عينيها يقطع القلب بينما يداها ترتجفان وتفوح من بين ثنايا وجهها حكايات خيبة اشبه بإحتراق وكأن قلبها ينتظر النعش..

كان منظرا يأسر القلوب ليدخله الى عالم الحزن العميق، اتجه المصور يمينا وشمالا حتى استطاع التقاط صورة بدرجة عالية ودقة لامثيل لها لكن لم يبصر ان احد من المارة انتبه لها او انه تعاطف لحالها، ربما لكثرة المتسولين بدأنا لانميز بين الحقيقة والتمثيل، تقدم نحوها،احنت رأسها وشهقت بعمق ثم توسدت الطريق لتلقي اخر انفاسها، كانت لحظة مؤلمة على المصور وبعد ساعات انتشرت تلك الصورة ودونت عليها كثير من المقالات وكان لمواقع التواصل الحظ الاوفر، الجميع اطلق شعار احزنني في اول يومين..

ولكن عندما مرت عدة ايام وانتشرت الصورة بشكل رهيب لم يعد احد يهتم، اصبح امرا عاديا وصورة مكررة كصورة الانفجارات وخبر الوفاة، انضمت تلك الصورة لروتين العراق اليومي، وبات العقوق شيئا عاديا، اصبح دار المسننين كالتجاعيد كلما اردنا ان نخفف منها وجدناها تنتشر اكثر من ذي قبل، والشوارع بدأت تغص بالمسنين الموجودين بيناسباب العقوق والوحدة..

كلما قلنا سلاما ياعراق وجدناه يقول سلام لكم انتم، سلام على موت الرحمة، وسلام على من يقرأون كتاب الله ولايطبقون ابسط ما فيه (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) (23).

عقوق الابناء للوالدين ظاهرة ليست جديدة بل هي قديمة وقد حذر منها القرآن الكريم ونددت بها السنة النبوية، وكم من المآسي التي ينفطر لها القلب جراء عقوق بعض الابناء لآباءهم وأمهاتهم حتى وصل الامر إلى الاعتداء بالضرب وإلى القتل والعياذ بالله او رميهم في الطرقات، والبعض ممن اهتزت ضمائرهم اخذوهم الى دار العجزة، من ربى وتعب وسهر واعطى اغلى ما يملك، من وهب الحياة وتنازل عن حقوقه، اليوم بلا حياء يضعونه على ابواب دار العجزة او يتركون الرصيف يحتضنهم، بأي حق تسلب الحياة لمن اعطاك الحياة!.

اليوم نبحث عن الحرية لأبنائنا ونسلب حياة ابائنا، ما بال الزمن اصبح يسير بالمقلوب، اين حقوق الابوين؟! نحن نطالب بوطن وبأيدينا نقتل الوطن، يا بنو ادم الوطن هو العائلة، إعلم لو ذهبت الى بلاد العالم كلها وتجنست بجناسيهم وسكنت افضل المساكن لن تجد كحجرامك ولاسندا كوالدك، عد لرشدك، أمَر الله تعالى عباده بالإحسان إلى الوالدين بعد الحثِّ على التمسُّك بتوحيده؛ فإن الوالدينِ هما سبب وجود الإنسان، ولهما عليه غاية الإحسان؛ فالوالد بالإنفاق، والوالدة بالإشفاق.

(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا)، العنكبوت: 8.

 

الأم
الابناء
الظلم
التسول
الانسانية
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    لعبة الروبلكس.. قنبلة موقوتة في عقول الأطفال

    التربية بين جناحين: دفء الأمومة وأفق العمل

    كيف تبني ثقتك بنفسك؟!

    الأرق ليس مجرد تعب.. دراسة تربطه بزيادة خطر الخرف

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    آخر القراءات

    ماهو مفهوم الأمن الاجتماعي؟

    النشر : الثلاثاء 25 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    تبصرة عقائدية من الخطبة الفاطمية

    النشر : الأحد 17 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    هل أنت من المستيقظين مبكرا؟

    النشر : الأحد 24 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    شـعـبـان والاقـمـار الـمـنـيـرة

    النشر : الأربعاء 18 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    هل تنقل سماعات الأذن بياناتك الشخصية؟

    النشر : الأحد 28 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    الرشوة.. وباء اجتماعي ينافي العدالة

    النشر : السبت 22 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 649 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 532 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 384 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 354 مشاهدات

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    • 353 مشاهدات

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    • 352 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1216 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1177 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1120 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1099 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1080 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 692 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    لعبة الروبلكس.. قنبلة موقوتة في عقول الأطفال
    • منذ 2 ساعة
    التربية بين جناحين: دفء الأمومة وأفق العمل
    • منذ 2 ساعة
    كيف تبني ثقتك بنفسك؟!
    • منذ 2 ساعة
    الأرق ليس مجرد تعب.. دراسة تربطه بزيادة خطر الخرف
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة