ما هي الثقة بالنفس؟
تُعرَّف الثقة بالنفس غالبًا بأنها شعور بالطمأنينة أو اليقين تجاه شخص أو شيء ما. الثقة بالنفس هي إيمانٌ بالنفس وقدراتك. عندما تكون واثقًا، لن يكون لديك أدنى شك في نجاحك. مع ذلك، يمكن أن تكون الثقة أيضًا أسلوبًا للتصرف. إنها عندما تثق بنفسك للتصرف والمضي قدمًا والنمو، حتى لو كنت تشعر بعدم اليقين بشأن النتيجة المحتملة.
عندما تتصرف بثقة، قد لا تشعر باليقين من اجتيازك لتلك الدورة - بل قد تخشى ذلك - لكنك تلتحق بها بغض النظر عن ذلك. يُضيِّع الكثير من الناس الفرص أو يُقيِّدون طموحاتهم بسبب نقص الثقة. قد تتجنب دعوة أحدهم للخروج في موعد، على سبيل المثال، أو ترفض التقدم لوظيفة أحلامك، أو لا تُرشِّح نفسك للترقية. في هذه الحالات، يمنعك الخوف من الرفض أو خيبة الأمل من التصرف.
أنت لا تثق بنفسك للمثابرة في حال حدوث انتكاسة. هذا النوع من العقلية لا يحدّ من نموك فحسب، بل قد يؤثر أيضًا على صحتك النفسية. قد تشعر بالاكتئاب بسبب فتور علاقاتك العاطفية أو صداقاتك، أو بالقلق بشأن نجاحك الدراسي أو المهني. إن تعزيز ثقتك بنفسك - شعورك الداخلي بالثقة - له فوائد عديدة.
فعندما تكون واثقًا بنفسك، تكون مستعدًا لتجربة أشياء جديدة والمخاطرة التي تُثري حياتك. قد تشعر بمزيد من التمكين لوضع حدود، والسعي لتحقيق أهداف تتوافق مع قيمك، وتكون أكثر مرونة في مواجهة تحديات الحياة. من المهم أن تعلم أن الثقة متغيرة وليست ثابتة. بمعنى آخر، يمكنك دائمًا تعلم كيفية تعزيز ثقتك بنفسك. يبدأ كل شيء بتحديد عوائق الثقة. بعد ذلك، يمكنك تجربة نصائح واستراتيجيات بناء الثقة حتى تجد الأنسب لك.
عوائق شائعة للثقة بالنفس
هناك عوامل عديدة قد تُسهم في ضعف الثقة بالنفس منها:
التوقعات المبالغ فيها: قد لا تشعر أبدًا بالرضا عن إنجازاتك لأن صوتك الداخلي يطالبك بالكمال، لذا فإن الفشل أمرٌ غير مقبول، بل هو أمرٌ يجب الخوف منه. وهذا يمنعك من المخاطرة التي قد تؤدي إلى النمو.
الحكم المفرط على الذات: قد يكون حديثك مع نفسك ناقدًا للغاية عند مواجهة نكسات في الحياة، فتقول لنفسك عبارات مثل: "أنا غبي لأني أتجاهل هذا"، أو "أخطئ دائمًا". أو قد تُركز أكثر على نقاط ضعفك وأخطائك، ونادرًا ما تُخصص لحظة لتقدير نقاط قوتك.
التعلق المفرط بالمخاوف: الافراط في التفكير بالمخاوف يُقيد سلوكك. فبعض مخاوفك متجذرة في صدمة ماضية، لذا تتجنب الأشياء التي تُذكرك بذلك الجرح العاطفي. على سبيل المثال، مررت بانفصال عاطفي مؤلم، والآن تتجنب الارتباط
نقص الخبرة أو المهارة: من الصعب الشعور بالثقة عندما تفتقر إلى مهارات معينة أو خبرة قليلة. على سبيل المثال، قد تفتقر إلى الثقة كسائق لأنك لم تقضِ وقتًا طويلاً خلف عجلة القيادة.
تجارب الطفولة: ربما انتقدك والداك كثيرًا أو ثنياك عن المخاطرة. ربما قوضت كلماتهم وأفعالهم ثقتك بنفسك في سن مبكرة.
التمييز: ربما تكون قد التقطت رسائل مجتمعية - سواء كانت خفية أو صريحة - مفادها أن شخصًا في عمرك أو عرقك أو جنسك لا يمكنه النجاح فتبدأ بالشك في قدراتك، وحتى عندما تنجح، تعاني من متلازمة المحتال، معتقدًا أن أي نجاح تحققه غير مستحق.
الشخصية: قد يكون بعض الناس أكثر ثقة بالنفس بطبيعتهم من غيرهم. ذلك لأن بعض جوانب الشخصية مسألة وراثية. قد يكون لديك أصدقاء يبدو أنهم مبرمجون على أن يكون لديهم تصور أكثر إيجابية لقدراتهم. ومع ذلك، يمكن بناء الثقة بالممارسة.
علامات تدل على حاجتك لمزيد من الثقة
من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن الثقة تعني غياب الخوف. فالشخص الواثق ليس بالضرورة شجاعًا؛ بل يتصرف رغم خوفه. يخرج من منطقة راحته دون أن يثنيه الشك أو الهوس بالفشل. وبالمثل، لا تتطلب الثقة معرفة جميع الإجابات. فالواثقون يثقون بأنفسهم لإيجاد الحلول أو طلب المساعدة. فهم لا ينشغلون بالكمال، ويعتقدون أن لديهم القدرة على الصمود للتعافي من النكسات. ويُظهرون مزيجًا من الشجاعة والتعاطف مع الذات والكفاءة. إليك بعض العلامات التي قد تشير إلى حاجتك للعمل على ثقتك بنفسك:
أنت منشغل بالفشل: يمنعك الخوف من الفشل من التصرف. وقد تُعيد باستمرار أخطاء الماضي في ذهنك. قد تجد صعوبة في تصور نفسك ناجحًا، وغالبًا ما تتجاهل نجاحاتك السابقة.
أنت متمسك بمنطقة راحتك: انت تميل إلى تجنب التجارب الجديدة وترفض المخاطرة، حتى لو أتيحت لك فرصًا للنمو. على سبيل المثال، ترفض دعوةً لحفلةٍ ما لأنك تخشى التحدث مع الغرباء.
دائمًا ما تُقارن نفسك بالآخرين: تقيس قدراتك وإنجازاتك بقدرات أقرانك، مما يُغذي شعورك بالنقص.
تتوق دائمًا للاطمئنان: ولأنك لا تثق بنفسك، تطلب من الآخرين باستمرار التصديق أو الموافقة قبل اتخاذ القرارات.
لديك حدودٌ غير صحية: الحدود هي حدودٌ تضعها مع الآخرين للحفاظ على استقلاليتك وضمان راحتك الجسدية والنفسية. إذا كنت غير واثقٍ بنفسك، فقد تتردد في إثبات ذاتك. نادرًا ما تُخبر الآخرين برغباتك واحتياجاتك، بل تسمح لهم باستغلالك.
نصائح حول كيفية بناء الثقة
النصيحة ١: ضع أهدافًا قابلة للتحقيق
إحدى طرق بناء الثقة بالنفس هي وضع أهداف صغيرة وقابلة للتحقيق. مع تحقيق كل هدف - أو حتى إدراكك أن التقصير ليس نهاية العالم - ستتعلم أن تثق بنفسك وقدراتك.
النصيحة ٢: حدد العادات التي تُفقدك الثقة بنفسك واستبدلها
العادات هي أفعالٌ مارستها كثيرًا حتى أصبحت تلقائية. بعض العادات صحية ومثمرة، والبعض الآخر ليس كذلك. قد تكون لديك بعض السلوكيات المترسخة التي قد ترتبط بنقص الثقة بالنفس. على سبيل المثال، عندما تدخل غرفة مليئة بالغرباء، قد تتجنب التواصل البصري أو تتمتم بالتحية لتجنب لفت الانتباه إليك. على الرغم من أن العادات والسلوكيات السيئة تميل إلى أن تكون عنيدة، إلا أنها قابلة للتغيير.
النصيحة ٣: طور مهاراتك واعتمد التعلم المستمر
جزء من بناء الثقة يتضمن أيضًا بناء مهارات جديدة. يمكن أن يتضمن طريق اكتساب الثقة بمهارة معينة عدة خطوات. على سبيل المثال، يمكنك ممارسة المهارة. إذا كنت ترغب في اكتساب الثقة في التحدث أمام الجمهور، على سبيل المثال، يمكنك البدء بالتدرب على إلقاء خطاب أمام المرآة.
النصيحة ٤: ركّز على الحديث الإيجابي مع نفسك
تؤثر طريقة حديثك مع نفسك على ثقتك بنفسك. ربما يكون حوارك الداخلي نقديًا للغاية، ويركز على السلبيات، ويدفعك للتفكير في المستقبل. من ناحية أخرى، يمكن أن يدفعك الحديث الإيجابي مع نفسك إلى تجربة أشياء جديدة ومسامحة نفسك عندما لا تسير الأمور كما هو مخطط لها.
النصيحة ٥: عزّز ذكائك العاطفي
الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم مشاعرك وإدارتها لتخفيف التوتر، والتعاطف مع الآخرين، وبناء علاقات أقوى، والتغلب على التحديات. كما يُمكن أن يكون له دور في تعزيز الثقة بالنفس. فمن الصعب الوثوق بقدرتك على اتخاذ الإجراءات أو المثابرة إذا كنت تميل إلى فقدان السيطرة على مشاعرك، أو الانفعال، أو التصرف بشكل غير لائق عند الشعور بالتوتر.
النصيحة ٦: مارس الرعاية الذاتية
يمكن لأنشطة الرعاية الذاتية، مثل تخصيص وقت لممارسة الرياضة، والراحة، وتناول الطعام الصحي، أن تؤثر على الثقة بالنفس بعدة طرق. مثلا، تُحسّن شعورك الجسدي، وغالبًا ما تُعزز طاقتك ومزاجك. وقد تشعر أيضًا بتحسن تجاه نفسك من حيث مظهرك وقدرتك على مواجهة التحديات.
النصيحة ٧: ابنِ دائرة اجتماعية داعمة
يمكن للأشخاص الذين تتفاعل معهم يوميًا أن يكون لهم تأثير كبير على مستويات ثقتك بنفسك. يمكنهم إلهامك لاتخاذ الإجراءات ورفع معنوياتك عندما تشعر بالإحباط، مما يُنشئ حلقة تغذية راجعة إيجابية. مع ازدياد ثقتك بنفسك، تزداد احتمالية بحثك عن علاقات مُرضية والتواصل مع أحبائك. ومع ذلك، قد يكون لهذا الأمر تأثير عكسي. فالأصدقاء وأفراد العائلة الذين ينتقدونك أو يوجهون لك انتقادات سلبية باستمرار قد يُضعفون ثقتك بنفسك.
النصيحة ٨: تقبّل النكسات واستمر في المضي قدمًا
لا مفر من أن تواجه النكسات في حياتك، سواءً كان ذلك يعني اكتشاف أن خططك لم تسر كما خططت لها أو تجاهلك في وظيفة. ومع ذلك، فإن تعلم اعتبار الفشل قوة بناءة هو مفتاح بناء الثقة بالنفس.
اضافةتعليق
التعليقات