• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

التربية بين جناحين: دفء الأمومة وأفق العمل

‏زينب كاظم التميمي / منذ 3 ساعة / تربية / 54
شارك الموضوع :

علينا أن نعيد صياغة فهمنا لعمل المرأة في ضوء فلسفة التكامل لا التضاد

إنَّ مسألة عمل الأم وتأثيره على تربية الأبناء هي قضية معقدة تتشابك فيها خيوط الواقع الاقتصادي بالمسؤوليات الاجتماعية والأخلاقية. فالأولاد الذين يدرسون ثم يعودون إلى المنزل يجدون أنفسهم أمام فسحة زمنية قد تكون أرضًا خصبة للإبداع والتفوق، أو قد تتحول إلى فراغ يستدرجهم إلى متاهات لا تحمد عقباها. فإن لم يقضونها بإشراف من جانب أحد الأبوين عليهم، فهذه طامةٌ كبرى فكما نعلم فإنّ التحدّي الأكبر الذي يواجه الأم العاملة لا يكمن في ساعات العمل الطويلة، ولا في الأعباء المزدوجة التي تتحملها بين البيت والوظيفة، بل في كيفية حفظ التوازن الدقيق بين رسالتها في تنشئة جيل سليم وبين واجباتها في ميدان العمل.

فالطفل الذي يعود إلى بيتٍ فارغ، تغيب فيه رائحة الطعام المنزلي، أو لا يجد من يصغي إلى أسئلته الصغيرة وأحلامه الكبيرة، سرعان ما يبحث عن بدائل قد تكون مضرة: كالرفقة غير الصالحة، أو شاشات بلا حدود، أو فراغ قاتل.

‏ولذلك نرى أن كثيرًا من التجارب الاجتماعية الحديثة أكّدت على أهمية وجود بيئة بديلة تُسدّ بها هذه الفجوة، فظهرت الأندية الثقافية والمراكز التربوية التي تستقطب الأبناء في ساعات ما بعد المدرسة. وفي بعض المجتمعات، صار التعاون بين المدارس والأسر نموذجًا ناجحًا يُنتج جيلاً متوازنًا، مثلما فعلت بعض المدن التي أنشأت "مكتبات حيّة" تستقبل الأطفال بعد الدوام، ليتحوّل وقت فراغهم إلى مساحات للإبداع والقراءة بدل الضياع والفراغ.

‏غير أنّ الحقيقة الأعمق تبقى كامنة في الدور الأمومي الذي لا يمكن لأي مؤسسة أن تعوّضه بالكامل. فالأمومة ليست وظيفة تُؤدى، بل هي نَفَس حياة يُغذّي الروح والعاطفة والعقل معًا. وحين تندمج المرأة العاملة مع دورها كأم، بوعيٍ واعتدال، تصبح أكثر عطاءً في عملها وأكثر حنانًا في بيتها. إننا نعرف نماذج من النساء اللواتي استطعن أن يصنعن هذا التوازن، فخرجن من بيوتهن إلى ساحة العمل، ثم عدن محملات بخبرة إضافية صبّت في خدمة أسرهن، فصارت الأم أكثر وعيًا بأولادها، والأولاد أكثر فخرًا بأمهم.

‏إنّ الإشكالية لا تُحلّ بالمنع أو بالاندفاع غير المحسوب، بل بالوعي والتنظيم، وإن كان لا يستوجب الخروج فالأفضل أن تؤدي رسالتها الأسمى أو أن تهتم المرأة العاملة إلى سياسات العمل التي تكون مرنة وتراعي خصوصيتها كأم، كأن تكون هناك ساعات عمل تهتم لمواعيد المدارس، أو فرص عمل عن بُعد في بعض المجالات، أو توفير دور حضانة ملحقة بمؤسسات العمل. ومثل هذه المبادرات التي بدأت تُطبق في بعض البيئات الإسلامية تمثّل بارقة أمل تعكس انسجام القيم الأسرية مع متطلبات العصر.

‏علينا أن نعيد صياغة فهمنا لعمل المرأة في ضوء فلسفة التكامل لا التضاد. فالمرأة ليست مضطرة أن تختار بين أن تكون أمًّا أو أن تكون عاملة، بل بإمكانها أن تكون كليهما، متى ما وُضع العمل في موضعه، والأمومة في قدسيتها. ذلك أن أعظم استثمار لأي مجتمع ليس في المصانع ولا في الأسواق، بل في الإنسان الذي يُربّى في حضن أمٍّ متوازنة، تزرع في أبنائها قيم الصدق والإبداع والإيمان. وحين يلتقي عملها في الخارج بعملها في الداخل، يتحوّل البيت والمجتمع معًا إلى ورشة حياة مكتملة.

‏ولا بد من الاعتراف بأن عمل النساء يجب أن ينسجم ويتلاءم مع دورهن في مجال الأمومة. هذه ليست دعوة لتقييد طموحات المرأة، بل هي دعوة لإعادة التفكير في أولوياتنا كأفراد ومجتمعات. إنَّ التأكيد على هذا الأمر، وخاصة في مجتمعاتنا الإسلامية، ضرورة لا يمكن تجنبها. فالإسلام ينظر إلى الأسرة على أنها النواة الأساسية للمجتمع، ودور الأم في تربية الأجيال دور جوهري لا يمكن الاستغناء عنه.

التربية
العمل
الطفل
السلوك
الوعي
الأم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    لعبة الروبلكس.. قنبلة موقوتة في عقول الأطفال

    التربية بين جناحين: دفء الأمومة وأفق العمل

    كيف تبني ثقتك بنفسك؟!

    الأرق ليس مجرد تعب.. دراسة تربطه بزيادة خطر الخرف

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    آخر القراءات

    من أين نشأ مفهوم الغطرسة؟

    النشر : الأربعاء 26 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 20 دقيقة

    الشهداء أولاً: اللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمَماتِي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ

    النشر : الثلاثاء 06 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 20 دقيقة

    الأرق ليس مجرد تعب.. دراسة تربطه بزيادة خطر الخرف

    النشر : منذ 3 ساعة
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    التربية بين جناحين: دفء الأمومة وأفق العمل

    النشر : منذ 3 ساعة
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    كيف تبني ثقتك بنفسك؟!

    النشر : منذ 3 ساعة
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    عادات ذهبية لترتيب الأولويات بطريقة ذكية

    النشر : الأثنين 02 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 21 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 649 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 532 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 384 مشاهدات

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    • 355 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 354 مشاهدات

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    • 353 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1216 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1177 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1121 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1099 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1080 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 692 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    لعبة الروبلكس.. قنبلة موقوتة في عقول الأطفال
    • منذ 3 ساعة
    التربية بين جناحين: دفء الأمومة وأفق العمل
    • منذ 3 ساعة
    كيف تبني ثقتك بنفسك؟!
    • منذ 3 ساعة
    الأرق ليس مجرد تعب.. دراسة تربطه بزيادة خطر الخرف
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة