• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

من أين نشأ مفهوم الغطرسة؟

ليلى قيس / الأربعاء 26 تشرين الاول 2022 / منوعات / 2234
شارك الموضوع :

نبدأ مسيرتنا على الأرض بين أيدي أم لا تطالبنا بأكثر من أن نبقى أحياء

لا يكترث أحد بما نفعل حتى نبلغ سنا محددة، وقبلها يكون وجودنا بمفرده كافيا لنحصل على حنان دون قيد أو شرط، يمكننا أن نفتح أفواهنا، وأن نصرخ بأعلى صوتنا، وأن نرمي أدوات الأكل على الأرض، وأن نقضي يومنا محدقين بالنافذة ببلادة، وأن نفرغ أمعاءنا في إصيص الزهور ونظل متأكدين مع ذلك أن شخصا ما سيأتي ويمسد شعرنا، ويغير ثيابنا ويغني لنا.

نبدأ مسيرتنا على الأرض بين أيدي أم لا تطالبنا بأكثر من أن نبقى أحياء، حتى هؤلاء الذين ليسوا أمهاتنا، سواء رجالًا كانوا أم نساء، يعاملوننا بالقدر نفسه، يبتسمون لمرآنا ونحن مع الأسرة في جولة تسوق، يثنون على ملابسنا الظريفة، وفي يوم سعيد يحضرون لنا دمية حيوان من فراء، أو يضيفون لمجموعة قطاراتنا الصغيرة بضعة قضبان خشبية أو كشك تحويلات، مكافأة لنا على وجودنا من دون أي شيء آخر من التدليل، غير أنه من المحتوم أن تنتهي هذه الحالة المثالية، فعندما تُنهي تعليمنا، نضطر لاتخاذ موقعنا في عالم يسيطر عليه شخص مختلف أشد الاختلاف عن أمهاتنا، ومسلكه نحونا يقع في صميم قلقنا بشأن المكانة.

برغم أن بعض الأصدقاء والمحبين سوف يبقون بمنأى عن التغطرس علينا، وسوف يعدون بعدم التخلي عنا إذا ما لحق بنا الإفلاس أو الخزي (وفي يوم طيب، ربما نميل لتصديقهم)، فإننا مضطرون على وجه العموم إلى العيش على انتباه المتغطرسين لنا، ذلك الانتباه الذي لا يمنح إلا بشروط غير ميسرة.

تاريخ نشوء الغطرسة:

بدأ استخدام كلمة snobber وهي الغطرسة المبنية على التمييز الطبقي تحديدا للمرة الأولى في اللغة الإنجليزية خلال عشرينيات القرن التاسع عشر. وقيل إنها مشتقة من تعبير (sine nobilitate) أي (من خارج طبقة النبلاء)، أو كما صارت تختصر إلى snob وقد جرت العادة على كتابته في العديد من كليات أكسفورد وكامبرديج إلى جانب أسماء الطلاب العاديين في قوائم الامتحان، بغرض تمييزهم عن أقرانهم من الطبقة الأرستقراطية. في الأيام المبكرة لكلمة snob))، كان يشار بها إلى أي شخص من دون مكانة عالية، لكنها سرعان ما اكتسبت معناها الحديث والنقيض تماما لمعناها القديم: الشخص الممتعض من افتقار الآخرين للمكانة العالية، أي كل من يؤمن بالتوازن التام بين منزلة المرء الاجتماعية وقيمته كإنسان. لاحظ الكاتب وليام ثاكري في عمله كتاب المتغطرسين (1848)، وهو بحث رائد عن هذا الموضوع، أنه على مدى الخمسة والعشرين عاما السابقة، «انتشرت فئة المتغطرسين وامتدت في أنحاء إنجلترا مثل سكة الحديد. وهي الآن فئة معروفة ومعتادة في أنحاء الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس».

يؤلمنا هذا الاهتمام المعتمد على شروط خارجية، لأن أول ذكرياتنا عن الحب هي أن نتلقى الرعاية ونحن في حالة من العري والاحتياج لتأمين.

فالأطفال الرضع، بطبيعة الحال، لا يمكنهم رد الجميل لمن يرعونهم في صورة مكافآت مادية. ويرجع منحهم الحب والاعتناء بهم إلى كونهم من هم عليه وحسب، فالهوية هنا مفهومة في صورتها الأشد تجردا وعريا.

إنهم محبوبون بسبب كل ما يتسمون به من انفلات زمام وميل للعواء والعناد، أو بالرغم من ذلك كله. فقط حينما نبلغ سن الرشد تعتمد عاطفة الآخرين على ما ننجز ونقدم: أن نكون مهذبين، أن ننجح في المدرسة، وفيما بعد، أن نحقق المنزلة والوجاهة الاجتماعية.

 قد تنجح مثل تلك الجهود في جذب اهتمام الآخرين، غير أن التعطش العاطفي الأصيل داخلنا لا يتعلق بأن نبهر الناس بأعمالنا، بقدر ما يرمي إلى استعادة إحساس التدليل السخي والبريء الذي تلقيناه صغارا مقابل ترتيبنا بضعة مكعبات خشبية على أرض المطبخ، أو لأن لنا أجسادا ناعمة مكتنزة وأعينا واسعة مترعة بالثقة.

إن الشاهد المؤكد على هذا التعطش داخلنا أن أوقح المتملّقين لن يصرح برغبته في تكوين صداقة بناء على الانجذاب لمسائل مثل السلطة أو الشهرة.

فهي أسباب لا تصلح لأن يدعونا شخص إلى الغداء، بل ستكون مهينة ومتقلبة، وتقع خارج دائرة ذواتنا الحقيقية والتي لا يجوز اختزالها إلى عوارض عابرة. من الممكن أن نفقد وظائفنا، وأن يتآكل نفوذنا من دون أن نفنى نحن، ومن دون أن يتراخى احتياجنا المكرس منذ طفولتنا إلى الحنو. أما المتملق البارع فيعرف أنه ينبغي عليه الإيعاز بأن اهتمامه ينصب حصريا على ذلك الجانب الخالي من المنزلة في فريسته، وبأن سيارته الدبلوماسية، أو مقالات الصحف المكتوبة عنه، أو إدارته لإحدى الشركات، كلها مجرد خصائص عارضة لا تعني شيئا بالنسبة للرابطة الصافية والعميقة.

ذلك، ومع ورغم الجهود المضنية للمتملق، فإن فريسته مؤهل لأن يستشف حالة التقلب تحت السطح البراق، وأن يعرض عن رفقة المتغطرسين تخوفا من أن تكون ذاته الجوهرية بلا قيمة، إلى جانب مكانة قد يحوزها لفترة، ولن تثبت على أية حال.

المصدر:
مقتبس بتصرف من كتاب "قلق السعي إلى المكانة" للمؤلف "الان دو بوتون"
الشخصية
المجتمع
السلوك
التربية
التفكير
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    اوصيك بي خيراً

    النشر : الثلاثاء 28 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    أيُ كتابٍ أثر فيكِ؟.. فكرة جديدة في نادي أصدقاء الكتاب

    النشر : السبت 18 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    أي سر احتواك يا أم القمر

    النشر : الأحد 31 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    الحرمان النفسي وسيكولوجية العقوق.. ارتباطية طردية ونتائج مدمرة

    النشر : الخميس 24 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    وقفة تأملية في سورة محمد ١

    النشر : الأربعاء 13 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    قم بتأسيس ذاكرة جديدة

    النشر : الأحد 12 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 549 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 461 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 423 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 402 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 376 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1165 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 675 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 12 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 12 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 12 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 13 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة