• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الاخلاص في العمل ودوره في تطوير الفرد والمجتمع

زهراء الجابري / الأحد 21 تشرين الاول 2018 / ثقافة / 11244
شارك الموضوع :

التجارب والدروس المنظورة والبعيدة هي عين الانسان للتعامل مع واقعه الحياتي المتنوع، فهي التي تقدم له مكامن الخطر والامان ومكامن القوة والضع

التجارب والدروس المنظورة والبعيدة هي عين الانسان للتعامل مع واقعه الحياتي المتنوع، فهي التي تقدم له مكامن الخطر والامان ومكامن القوة والضعف ومكامن السلب والإيجاب عموماً، وعند ذاك سيصل إلى غاياته بأقصر الطرق وأيسرها أيضاً إستناداً إلى المعرفة التي اختزنتها العين الكاشفة من تجارب الغابرين والحاضرين معاً.

ولعل الاخلاص مفهوم متداول بين الجميع ومفردة تتردد على ألسنة الناس مراراً وتكراراً، لدرجة أن الكثير منهم يرى بأن الاخلاص هو النافذة التي يطل منها الانسان على مساحة واسعة من النجاحات الدنيوية والاخروية في آن واحد، ففي العمل الدنيوي ينبغي أن تتوفر مفردة الاخلاص شكلاً وجوهراً كي يتحقق ما يتوخاه الانسان فردا وجماعات، وكذلك لابد أن يتوفر الاخلاص لضمان نجاح العمل الأخروي.

وبهذه السمة الشمولية لحضور الاخلاص في جميع شؤون الانسان، المادية والمعنوية، وفاعلية هذا المفهوم في تحفيز الطاقات البشرية على الوصول إلى مبتغياتها المرسومة سلفاً، فإن الاستغناء عن الاخلاص يبدو ضرباً من الاصرار على التراجع والنكوص الى درجات أدنى، لذا يستحسن أن نعي أهمية هذه المفردة ليست كلفظ، بل كمعنى ومبنى وفعل لما لها من ادوار كبيرة ومباشرة على تطور الفرد والجماعة معاً.

على أننا يجب أن نفهم جوهر الاخلاص ونعيشه واقعاً، فحين تتوصل إلى مرحلة الاخلاص قولاً وفعلاً ذلك يعني بأنك حققت الكثير الكثير، لأن ثمة من يدّعي الاخلاص زوراً، ولا يعنيه من هذه المفردة أو المفهوم سوى حروفها والتبجح الفارغ بها أو قولها وعدم الأخذ بجوهرها في أنشطته الانسانية كافة، بيد أن افعاله ستكشف لنا بواطنه المزيفة، وفي هذا المجال يقول سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي في كتابه القيم الموسوم بـ (العلم النافع):

(الإخلاص مرتبة صعبة البلوغ، وبالنسبة إلى أهل العلم أصعب؛ لمعرفتهم – بعض الشيء – أن يكيّفوا أعمالهم بنحو بحيث يتصور من يلاحظهم أنهم مخلصون حقاً. حتى إذا شعر من يصاحبهم بعد فترة أنهم كانوا يتصنعون الإخلاص ولم يكونوا مخلصين حقاً، سيرى في نفسه الشك في المخلصين من أهل العلم كلهم، مخاطباً نفسه: إن هذا الذي عاشرته كل هذه المدة – متصوراً أنه مخلص – تبين لي زيفه، فلا بدّ أن يكون الآخرون كذلك).

ومع أن الأمر لا يتعلق بأهل العلم وحدهم سواء كانوا مصلحين أو مثقفين أو علماء أو غيرهم، لكنهم النموذج الذي يتشبه به الآخرون، بمعنى أن الانسان على تنوع سماته الفكرية والدينية والعملية، ملزم بالاخلاص في أعماله وأقواله وأفكاره كونه الصورة المثلى للآخرين، فإذا تبين زيفها أو حدثت شكوك في هذا الجانب، فإن هذا يعني فشل النموذج وتراجعه وانكشاف أمره وبالتالي سينسحب التراجع على من يتشبه به وهكذا تكون العواقب كبيرة ومتصاعدة لدرجة أن الفرد أو الجماعة سيعزفون عن الاخلاص في أعمالهم بسبب فشل النموذج في تطبيق الاخلاص شكلاً وجوهراً.

وتبقى أهمية العمل تكمن في نوايا الانسان الحقيقية التي تقف وراءه، بمعنى من الأفضل للانسان أن يعمل ما يؤمن به (لله تعالى) أولاً وليس تحت الرغبة أو الإرضاء وما شابه، ولا يستسلم لضغوط الآخرين أو رغباتهم خلافاً لما يتطلبه الإخلاص، حيث يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا الصدد:

(لو لم تكن تفكر في القيام بعمل ما ولكن شجعك الآخرون ورأيت بأنه توجد رغبة عند الناس في هذا الأمر، فقمت به من أجل رغبة الناس وليس لأن الله أمرك به أو أحبه، فهذا أيضاً يعني غياب الإخلاص).

ولعل الخطورة الأشد تكمن في شريحة الشباب أكثر من غيرهم، مع أنهم أكثر قدرة على تحصين أنفسهم ضد اغراءات الشيطان ومسوغاته في إبعادهم عن الاخلاص حيث يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا الصدد:

(الشباب أقدر على أن يسحقوا جبين الشيطان ويرغموا أنفه، فليبادروا قبل أن يتمكن الشيطان منهم؛ فإن الخلاص من ربقته في المستقبل أصعب. والشيطان يعرف ذلك، ويعرف أن الإنسان إذا بلغ الأربعين ضعفت قواه وإرادته على محاربة الشيطان إلا من رحم الله).

لذا ليس مستحيلاً ولا صعباً أن يبدأ الانسان تدريب نفسه على الايمان بالاخلاص كسلوك ملزم له ومؤمن به، ولعل جل الأمر يتعلق بذات الفرد ونفسه، بمعنى أن الرصد والتقويم ينبغي أن يبدأ من نفس الإنسان أولاً، حيث يقول سماحة المرجع الشيرازي في كتابه الثمين نفسه:

(فلنبدأ من الآن في مراجعة أنفسنا كل يوم، كل في مجال عمله، ولنزنها قبل أن يصعب الأمر علينا أكثر، وقبل أن تصيبنا الغشاوة التي تكون مانعاً من نفاد نور اليقين والعلم إلى أعماقنا، لكي نتمكن أن نميز أصلاً ما هو الشيطان، وما هو الإخلاص!).

وهكذا يبدو لنا جلياً دور الاخلاص في تقويم الفرد والمجتمع معا وتطويرهما والانتقال بهما إلى فضاءات العمل الخلاق الذي يستند في تطوره ونجاحاته إلى الاخلاص شكلاً وجوهراً وتطبيقه على المنهج النظري والعملي لأنشطة الانسان كافة.

(من كتاب: القبسات، من أفكار سماحة المرجع الديني السيد صادق الشيرازي)
الانسان
الايمان
المعرفة
مهارات
المجتمع
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    معرض صور للوجوه العرقية المختلفة في استراليا

    النشر : الثلاثاء 09 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    هل ضبط هاتفك على وضع الطيران يقلل من أضراره؟

    النشر : الأربعاء 13 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    لماذا يعتبر قضاء ساعتين أسبوعياً في الطبيعة أمراً مفيداً لك؟

    النشر : الأربعاء 26 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    أبناؤنا وخطر الإنفتاح

    النشر : الأحد 21 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    ما هي خطورة الطفرة المزدوجة لفيروس كورونا في الهند؟

    النشر : السبت 01 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    الإمام الحسن.. مدرسة الفضيلة في قلب يثرب

    النشر : الأحد 03 آب 2025
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 541 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 478 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 414 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 359 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1196 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1161 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1098 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1065 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 18 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 18 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 18 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 18 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة