• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الامام الباقر: سليل النبوة ومعدن العلم

رؤيا فاضل / الخميس 08 آب 2019 / ثقافة / 2423
شارك الموضوع :

لا يخفى على أي انسان منصف أهمية العلم وضرورة تمتّع الفرد به ولاسيما إن كان متصدياً للدعوة أو الدفاع عن دين أو فكر أو مبدأ ذاتي خاص أو مجتمعي ع

لا يخفى على أي انسان منصف أهمية العلم وضرورة تمتّع الفرد به ولاسيما إن كان متصدياً للدعوة أو الدفاع عن دين أو فكر أو مبدأ ذاتي خاص أو مجتمعي عام.

لكن لابد لهذا العلم من ميزان ووسيلة أو أسلوب متميز لكي يصل أسرع ولمدى أوسع، ومن المقومات المهمة؛ الخُلق العالي الذي يجب أن يتحلّى به العالم، وأيضا غزارة المعلومات أو الثقافة العامة، وسرعة الجواب وحضور الفكرة التي تأتي من الذكاء والمهارة في الربط بين الحقائق وأرض الواقع أو الربط التاريخي بالقضايا العقدية أو حتى المعاصرة.

 قد عالج الكثير من العلماء وناقشوا محدّثيهم بهذه الطريقة ولكن ورثة رسول الله ومعدن علمه قد أجادوا ذلك أيما اجادة، وعندما نذكر العلم يبرق اسم الامام الباقر عليه السلام وهو الذي شهد فيه رسول الله صلى الله عليه وآله الذي ماينطق عن الهوى بأنه "يبقر العلم بقرا".

وقال فيه عبد الله بن عطاء المكي: ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم عند أبي جعفر، لقد رأيت الحَكَم عنده كأنه متعلم.

فلقد كان صلوات الله عليه نافذ البصيرة مليئا بالدرر والمعارف وباقر العلم وجامعه، نشر علوم الدين وأسس الحوزة العلمية وشيّد صرحها الثقافي، ربّى كادراً من الدعاة الرساليين في جميع المجالات بعد أن تفشّى الفساد الثقافي وشاعت الشبهات والانحرافات العقائدية كالزنادقة والملحدين.

وقال محمد بن مسلم: ماشجر في رأيي شيء إلا سألت عنه أبا جعفر عليه السلام حتى سألته عن ثلاثين ألف حديثاً.    

ويروى أن جلس يوماً الامام الباقر عليه السلام إلى أحد علماء النصارى فقال للإمام: هل أنت منّا أم من هذه الأمة المرحومة.

فقال الامام: بل من هذه الأمة المرحومة.

فقال: من أيهم أنت، من علمائها أم من جهالها؟

فقال له: لست من جهالها.

فاضطرب اضطراباً شديداً ذلك العالم وقال للإمام: أسألك؟

فقال الامام: سل.

فقال النصراني: من أين ادعيتم أنّ أهل الجنة يطعمون ويشربون ولا يحدثون ولايبولون؟ وما الدليل فيما تدّعونه من شاهد؟

فقال الامام: مثل الجنين في بطن أمه يطعم ولا يحدث.

فاضطرب النصراني ثم قال: هلا زعمت أنك لست من علمائها؟

فقال الامام: ولا من جهّالها.

فقال للإمام: أسألك عن مسألة أخرى؟

قال: سل.

قال النصراني: من أين ادعيتم أنّ فاكهة الجنة أبداً غضّة طرية موجودة غير معدومة عند جميع أهل الجنة؟ وما الدليل عليه من شاهد لا يجهل؟

فقال الإمام: دليله أن ترابنا أبدا يكون غضا طريا موجودا غير معدوم عند جميع أهل الدنيا لا ينقطع.

فاضطرب النصراني فقال: أخبرني عن ساعة لا من ساعات الليل ولا من ساعات النهار؟

فقال الامام: هي الساعة التي بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.

فقال النصراني: بقيت مسألة واحدة والله لأسألك عنها ولا تقدر أن تجيب عليها، فقال: أخبرني عن مولودين ولدا في يوم واحد وماتا في يوم واحد عمر أحدهما خمسون سنة وعمر الآخر مئة وخمسون سنة في دار الدنيا؟

فقال الامام: ذلك عزير وعزيرة ولدا في يوم واحد فلما بلغا مبلغ الرجال خمسة وعشرين عاماً مرّ عزير على حماره بأنطاكية "وهي خاويةُ على عروشها قال أنّى يحيي هذه الله بعد موتها".

فأماته الله مائة عام ثم بعثه على حماره، وكان عزيرة عمره مائة وخمسة وعشرون سنة، فعاشا سوية خمسة وعشرين سنة ثم قبضهما الله في يوم واحد.

فنهض النصراني وقال: جئتموني بأعلم مني وأقعدتموني معكم حتى هتكني وفضحني.

المتأمل في هذه المحادثة العلمية الجميلة، يرى كيف الامام صلوات الله عليه جمع في أجوبته عدة أمور منها: التواضع وذلك عندما فضّل الامام أن يعرّف نفسه بنفي الصفة لا اثباتها، عندما قال لست من جهالها ورفض أن يقول من علمائها وهو سيدهم بلا شك ولاغلو، وذلك لعمري قمّة الأخلاق المحدمية العلوية، وكذلك المقاربة اللطيفة بين سؤال النصراني عن أهل الجنة وأيضا فاكهتها، وكيف بيّن له الامام ذلك بتشبيه بليغ  كالجنين وتراب الدنيا وهو دليل علمي وواقعي، وذلك لتتوضح المسألة وليصدّق السائل ويقتنع أكثر بالاجابة.

فلم تكن اجابات الامام نظرية جامدة بل ربط السؤال بالتاريخ الموثّق بآية قرآنية وقد لا يؤمن النصراني بكتاب المسلمين، لكنها فرصة لاثبات أن القرآن يحيط علماً بقصص الأولين والاخرين وأنه النبع الأساسي لكل الاشكالات التي ترد على ذهن وألسنة الكثير، وذلك مصداق لحديث الامام الباقر عليه السلام: إذا جاءكم عنّا حديث فوجدتم عليه شاهداً أو شاهدين من كتاب الله فخذوا به وإلا فقفوا عنده ثم ردوه إلينا حتى يستبين لكم.

صدق الشاعر عندما قال في مدح شبيه رسول الله وخازن علمه المملوء علماً:

إذا طلب الناس علم القرآن   كانت قريش عليه عيالا

وإن قيل: أين ابن بنت النبي  نلت بذاك فرعاً طوالا

نجوم تهلل للمدلجين  جبال تورث علماً جبالا..   

تاريخ
مفاهيم
الدين
العلم
الامام الباقر
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    نظرة إيجابية لحياتك الزوجية

    النشر : الخميس 27 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    دور السيدة الزهراء في الدفاع عن الإمامة.. منهج وطريق: ندوة ثقافية تقيمها جمعية المودة والازدهار

    النشر : السبت 20 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    أنواع التأمل وما التأمل المناسب لي؟

    النشر : الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    وما بدّلوا تبديلا

    النشر : السبت 23 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الجو الروحي والعاطفي للأبناء في الأسرة

    النشر : الأحد 19 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    هذا هو الغدير الحقيقي

    النشر : الثلاثاء 17 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 996 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 636 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 583 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 441 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1071 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1049 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 996 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 972 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 8 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 8 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 8 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة