• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

قراءة نقدية في قصة: قنديل واحد لا يكفي

جنان الهلالي / الأربعاء 15 نيسان 2020 / ثقافة / 4024
شارك الموضوع :

صورت لنا الكاتبة في هذه القصة أن العبادة والاعتكاف ليست هي الطريق المعبد الوحيد للوصول مع المنتظرين

كفراشة ليلية تألقت وسط الليل المدلّهم، جلست في زاوية قصيّة من فناء الدار بعد أن أنهت طقوسها اليومية في تنظيف عتبة البيت.

بداية مشوقة للقصة القصيرة للكاتبة رقية تاج ضمن مجموعة قصصية اختارت لها عنواناً جميلاً ويتناغم مع أسماء كل قصص المجموعة: (عندما يكتمل القمر) التي صدرت لها مؤخراً عن دار  الجوادين في لبنان.

(قنديل واحد لايكفي) عنوان لنص جميل لشجرة وارفة الظلال، فمن خلال فهمك للنص فهماً دقيقاً يجعلك تخرجُ أفكاراً، وتبرز ماكمن فيه من قضايا سلوكية، وأخلاقية، عاطفية، اجتماعية تحاكي معاناة المنتظرين لأهل البيت من المنشأ الأول للأسرة، وكيف تكون الأم حلقة الوصل بين أسرتها والامام المهدي.

بعبارات شديدة الإيجاز لكنها تحمل من غنى الدلالة وقوة المعنى ما ينطق صراحة بنضج القصة واستواءها فنيا وبتنوع واتساع ثقافة صاحبها، واعتمدت الكلمة الدالة الموحية، فهي تحدثت بلسان الراوي في تجسيد حكاية بطلة القصة الأم وكيف استيقظت من غفلتها ببعض كلمات قد تكون  عفوية من ابنها (محمد)، فهنا انتقلت الكاتبة إلى الصراع مع الذات والشعور بالضيق مما قالهُ الابن، لقلة ادراكه ومعلوماته عن الإمام المنتظر، وبينت سبب ابتعاد أغلب الأبناء عن أمورهم العبادية لإنشغالهم بواسائل الاتصالات أو التلفاز.

كان وصفها لحالة الأم وصفا دقيقا حيث قالت: كان كلامه بمثابة صغعة أيقظتها من نوم عميق، ثم تسلسلت بالمشاعر وأوضحت كيف بررت الأم سبب عدم ايمان ولدها بعودة الإمام المنتظر؛ إنها الأفكار المسمومة والمنحرفة التي تدخل إلى اللاوعي بهذه الطريقة غير المباشرة، عن طريق القصص والروايات والأفلام والمسرحيات!.

صورت لنا الكاتبة في هذه القصة أن العبادة والاعتكاف ليست هي الطريق المعبد الوحيد للوصول مع المنتظرين، بل هنالك جهاد آخر للنفس، وقد يكون أكثر مشقة وهو انتشال الجيل الجديد من هفوات التضليل والشك في ظهور الإمام وذلك كله لن يحصل إلا إذا كانت المرأة متعلمة وتمتلك علم زاخر للمعلومات التي تستند عليها، وبذلك تستطيع مواجهة زمانها بالعلم والمعرفة، فهنالك الكثير توجد لديه كتب وأبحاث عن الامام المهدي (عجل الله مخرجه الشريف) ولكن مشاغل الدنيا أبعدتهم عنها. لذلك ذكرت أن الأم توجهت إلى المكتبة تبحث عن تلك الكتب المعرفية لتغنيها بالمعلومات عن أهل البيت وإمام آخر الزمان.

وصورت لنا ببلاغة الوصف إنتقالها إلى تلك الصحوة التي أيقظها فيها الإمام حين قالت موضحة: نزعت جلدها القديم ولبست جلداً جديداً يليق بالمنتظرين الحقيقيين. وآمنت أن قنديل واحد لا يكفي لأنها ستكون دون المستوى المطلوب بل تكليفها سيكون إشعال آلاف القناديل التي  ستتألق في قطع الليل المظلم، عندئذٍ فقط ستسأل بصدق: متى ترانا ونراك.

وأنت تقرأ القصة تستشعر أنها تتحدث عنك وتنقلك إلى داخل القصة لتشارك أبطالها همومهم لأنها تُخاطب المنتظرين بصورة خاصة. فيعيشوا اللحظات والصراع الذي واجهته البطلة. وكيف انتصرت على العالم الضبابي، بعد أن انتصرت بالبحث والاطلاع، فهي قد أوجدت الحلول ولم تدع القارئ يتخبط في نهاية القصة. وأوضحت بطريقة بلاغية سلسلة كيف ومتى تكون السعادة وهي في السعي للوصول للمحبوب.

لن يستطيع أيٌّ منا أن ينكر أن هذا النص يلامسه، بل يتحدث عنه في صورةٍ من الصور.. وهل يكون الإبداع أكثر من هذا؟!.

نحنُ أمامَ نصٍّ زاخرٍ بلغةٍ فريدةٍ متوهجة.. لغةٍ جمعت ما بين النثر والسرد القصصي بكل حنكةٍ واقتدار..

فلا نكاد نقرأ جملةً إلا و يحضر فيها رمزٌ أو تشبيهٌ أو كنايةٌ أو استعارة، ومع ذلك نجد النص لا ينفلتُ من يدِ الكاتبة ليحافظَ بكل مهارةٍ على لغةِ القصة القصيرة حاضرةً ومهيمنةً على كل انتفاضاتِ تلك اللغة الرائعة.

كان النص موظفاً بشكل دقيق بمايحويه من رسالة عظيمة للتواصل مع إمام العصر، بألف قنديل من السعي والاجتهاد في رضا الله والإمام عن المؤمن.. طرق شتى لنصرته وفي أولوياتها هو ارفاد العقل بالعلم النافع الذي يخدم العباد.

إذن في هذه القصة السلسة يفاجئنا هذا الازدحام من الصور البلاغية الرائعة والتي جاءت خادمةً للنص وموظفة بشكل دقيق للتعبير عن أحداثه وتقديم رسالته، وقد جاءت عفويةً في غالبها غير مقصودةٍ لذاتها، لكنها ألبستِ النَّصَ رداءً بهيًّا.

ويتجلّى في النصّ حينها كثافة وعمق شديدين. ويمكنني أن أرى كاتبتنا سارت نحو هذه الخاتمة القائمة الجميلة هو تصور قوة شخصية البطلة واخرجتها من صراع الذات والحالة النفسية المتعبة إلى السير في الاتجاه الصحيح وجعلتها تجد سعادتها بين تلك الكتب التي هجرتها منذ سنين لخدمة مولاها صاحب العصر والزمان وهنا تحقق رضا النفس.

قفلة القصة كانت لا تقل سماكة ومتانة فيما تقدم من النص حيث قالت واصفة البطلة:

نزعت جلدها القديم ولبست جلدا جديدا يليق بالمنتظرين الحقيقين وآمنت وقتها بأنه قنديل واحد لن يكفي.

تصوير بلاغي جميل يصف التحرر للإنسان الحر وتخليص الروح ونفض غبار الهموم عنه فيما كان جادا وقوياً في تغيير حياته نحو الأفضل والأتم والأكمل من أجل رضا الله ورضا أهل البيت (عليهم السلام).

ثم ختمت قصتها الكاتبة بالرسالة الثانية  للإمام المهدي (عجل الله مخرجه الشريف) وهنا شدة القارئ وحفزته على قراءة النصوص التي لم يطلع عليها للأمام المنتظر وهي جانب من هدف كتابة هذه القصة المعبرة حيث جاء فيها:

"ولو أنّ أشياعنا، وفقهم اللٌه لطاعته، على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا.. فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولانؤثره منهم".

القراءة
الكتابة
قصة
القيم
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    آخر القراءات

    من حكم الأمير

    النشر : الجمعة 01 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    كيف نحمي أطفالنا من وحوش المجتمع؟

    النشر : الأثنين 12 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    الثقافة الكورية.. رصاص ناعم: ورشة تقيمها جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    النشر : الخميس 08 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    الطفل ريان المغربي: قصة أبكت وأحزنت ملايين العالم

    النشر : الأربعاء 09 شباط 2022
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    7طرق سهلة لجعل غرفتك ملاذاً آمناً للنوم

    النشر : الأحد 05 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    الجار ثم الدار.. ماهي ثمار هذا المبدأ؟

    النشر : الثلاثاء 29 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1033 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 399 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 350 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 341 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 338 مشاهدات

    يقظة قلب

    • 332 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3472 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1105 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1082 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1052 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1033 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1003 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين
    • الخميس 19 حزيران 2025
    الإستجارة في عائلتي
    • الخميس 19 حزيران 2025
    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة
    • الخميس 19 حزيران 2025
    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟
    • الخميس 19 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة