• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

موت في فلاة: إدانة صارخة بحق الطغاة

نجاح الجيزاني / الأحد 28 حزيران 2020 / ثقافة / 2600
شارك الموضوع :

كلنا نعلم أن أبا ذر عاش غريبا ومات غريبا، وبين هاتين الغربتين طوى حياة ملؤها الاحساس بالألم

شذرات مضيئة.. تتلألأ فوق صفحة المجد، فتزيد صاحبها بهاءً وسناءً، وتُضفي ببريقها الأخّاذ وضوحاً يشرق في حنايا الوجود، ليتمثّل رجلاً قلّما يجود الزمان بمثل إخلاصه وولائه ونكرانه لذاته.

عندما كتب الشاعر محمود درويش قصيدته (فكِّر بغيرك) لا ندري إن كان قد كتبها وهو يتمثّل أبا ذر أمامه أم لا ؟.. ليستلهم أبياتها من وهج مواقفه العظيمة، الغارقة في حب الآخرين، لكن ما نعلمه حقا أنّ الصحابيّ الكبير أبو ذر هو النموذج الأمثل لكل صفات الخير.. وهو الأكثر حظوة من غيره بتميّزه وتفرّده وتماهيه في حبِّ الغير.. 

فيقول درويش في قصيدته:

((وأَنتَ تُعِدُّ فطورك فكِّرْ بغيركَ

[ لا تَنْسَ قُوتَ الحمامْ]

وأَنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ 

[لا تَنْسَ مَنْ يطلبون السلامْ]

وأَنتَ تُسدِّذُ فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ

[مَنْ يرضَعُون الغمامْ]

وأَنتَ تعودُ إلى البيت، بيِتكَ، فكِّرْ بغيركَ

[ لا تنس شعب الخيامْ]

وأَنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّرْ بغيركَ

[ ثَمَّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام]

وأَنتَ تحرِّرُ نفسك بالاستعارات، فكِّرْ بغيركَ

[ مَنْ فَقَدُوا حَقَّهم في الكلامْ]

وأَنتَ تفكِّر بالآخرين البعيدين، فكِّرْ بنفسك

[ قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ]))

كلنا نعلم أن أبا ذر عاش غريبا ومات غريبا، وبين هاتين الغربتين طوى حياة ملؤها الاحساس بالألم من هنا ندرك كم كانت الغربة قاسية على قلب هذا الصحابي الجليل، وهو الذي ما فتأ يذكّر الآخرين بالمصير المحتوم وهو الموت، محذِّراً من غضبة الجبّار على المستأثرين بقوت الفقراء والمساكين، ممن أخرستهم عنجهية الأمراء والسلاطين، ففقدوا حقهم في الكلام.. فكان أبو ذر لسانهم الناطق وصولتهم الضاربة لجذور الطمع، والذي استحوذ على علّية القوم ممن يسمّون بالصحابة والتابعين.

إلا أنّ مقولة لرسول الله صلى الله عليه وآله قالها في حقه تعدل الدنيا وما فيها: ما أقلّت الغبراء وما أطبقت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر... ستبقى شهادة فخر تزيّن صدر أبو ذر وترفع شأنه وتسمو به في العالمين... كيف لا؟! وهو من قد عرفنا لسانه الصادق هذا، سوطاً لاهباً على ظهور الظالمين. 

وعندما بنى معاوية قصر الخضراء بدمشق، كان أبو ذر له بالمرصاد، يؤلّب عليه الناس، ويوقظ فيهم حماسة الثورة ولهيب الرفض، فكان رضوان الله عليه كلما مرّ بقصره سلقه بلسان حادٍّ... مُعيباً عليه بذخه وإسرافه في أموال المسلمين، فيصيح به دونما وجل: 

_ يا معاوية: إن كانت هذه الدار من مال الله فهي الخيانة، وإن كانت من مالك فهو الإسراف، فلا يجد معاوية مهرباً من لسانه إلا السكوت على مضض.

ويُنفى الصحابي أبو ذر إلى الربذة، ويموت هناك وحيداً، كي يصفو للطغاة عيشهم، ويستريح بالهم... لكن سيظل لسانه سيفاً مُصلتاً على رقابهم.. يتوعّدهم بالويل والثبور، وإن كانوا قد غيبّوه جسداً فلن يستطيعوا تغييب فكره ومنهجه الحق في نصرة الخير وحب الغير.

باب: ثقافة

الوسوم: الانسان، الحق والباطل، الخير والشر، الامام علي، القيم

المانشيت: كلنا نعلم أن أبا ذر عاش غريبا ومات غريبا، وبين هاتين الغربتين طوى حياة ملؤها الاحساس بالألم

 

موت في فلاة: إدانة صارخة بحق الطغاة

نجاح الجيزاني

شذرات مضيئة.. تتلألأ فوق صفحة المجد، فتزيد صاحبها بهاءً وسناءً، وتُضفي ببريقها الأخّاذ وضوحاً يشرق في حنايا الوجود، ليتمثّل رجلاً قلّما يجود الزمان بمثل إخلاصه وولائه ونكرانه لذاته.

عندما كتب الشاعر محمود درويش قصيدته ( فكِّر بغيرك) لا ندري إن كان قد كتبها وهو يتمثّل أبا ذر أمامه أم لا ؟.. ليستلهم أبياتها من وهج مواقفه العظيمة، الغارقة في حب الآخرين، لكن ما نعلمه حقا أنّ الصحابيّ الكبير أبو ذر هو النموذج الأمثل لكل صفات الخير.. وهو الأكثر حظوة من غيره بتميّزه وتفرّده وتماهيه في حبِّ الغير..

فيقول درويش في قصيدته:

((وأَنتَ تُعِدُّ فطورك فكِّرْ بغيركَ

[ لا تَنْسَ قُوتَ الحمامْ]

وأَنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ

[لا تَنْسَ مَنْ يطلبون السلامْ]

وأَنتَ تُسدِّذُ فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ

[مَنْ يرضَعُون الغمامْ]

وأَنتَ تعودُ إلى البيت، بيِتكَ، فكِّرْ بغيركَ

[ لا تنس شعب الخيامْ]

وأَنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّرْ بغيركَ

[ ثَمَّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام]

وأَنتَ تحرِّرُ نفسك بالاستعارات، فكِّرْ بغيركَ

[ مَنْ فَقَدُوا حَقَّهم في الكلامْ]

وأَنتَ تفكِّر بالآخرين البعيدين، فكِّرْ بنفسك

[ قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ]))

كلنا نعلم أن أبا ذر عاش غريبا ومات غريبا، وبين هاتين الغربتين طوى حياة ملؤها الاحساس بالألم من هنا ندرك كم كانت الغربة قاسية على قلب هذا الصحابي الجليل، وهو الذي ما فتأ يذكّر الآخرين بالمصير المحتوم وهو الموت، محذِّراً من غضبة الجبّار على المستأثرين بقوت الفقراء والمساكين، ممن أخرستهم عنجهية الأمراء والسلاطين، ففقدوا حقهم في الكلام.. فكان أبو ذر لسانهم الناطق وصولتهم الضاربة لجذور الطمع، والذي استحوذ على علّية القوم ممن يسمّون بالصحابة والتابعين.

إلا أنّ مقولة لرسول الله صلى الله عليه وآله قالها في حقه تعدل الدنيا وما فيها : ما أقلّت الغبراء وما أطبقت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ... ستبقى شهادة فخر تزيّن صدر أبو ذر وترفع شأنه وتسمو به في العالمين... كيف لا؟! وهو من قد عرفنا لسانه الصادق هذا، سوطاً لاهباً على ظهور الظالمين .

وعندما بنى معاوية قصر الخضراء بدمشق، كان أبو ذر له بالمرصاد، يؤلّب عليه الناس، ويوقظ فيهم حماسة الثورة ولهيب الرفض، فكان رضوان الله عليه كلما مرّ بقصره سلقه بلسان حادٍّ... مُعيباً عليه بذخه وإسرافه في أموال المسلمين، فيصيح به دونما وجل :

_ يا معاوية : إن كانت هذه الدار من مال الله فهي الخيانة، وإن كانت من مالك فهو الإسراف، فلا يجد معاوية مهرباً من لسانه إلا السكوت على مضض .

ويُنفى الصحابي أبو ذر إلى الربذة، ويموت هناك وحيداً، كي يصفو للطغاة عيشهم، ويستريح بالهم... لكن سيظل لسانه سيفاً مُصلتاً على رقابهم.. يتوعّدهم بالويل والثبور، وإن كانوا قد غيبّوه جسداً فلن يستطيعوا تغييب فكره ومنهجه الحق في نصرة الخير وحب الغير.

 

الانسان
الحق والباطل
الخير والشر
الامام علي
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    من النظام إلى الفوضى

    النشر : الأحد 23 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    العولمة الاقتصادية وأهم مميزاتها في النظام الاسلامي

    النشر : الثلاثاء 25 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    السيطرة والتفوق وصلابتهما بالتقدير الاجتماعي

    النشر : الأثنين 29 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    خطا النصر الزينبي

    النشر : الثلاثاء 13 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    عش على الأرض بقيم السماء

    النشر : الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    لماذا أصبح الشتم بين الاصدقاء أمراً مقبولا؟

    النشر : الأثنين 26 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 331 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1085 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1010 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 6 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 7 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 7 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة