• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

النكات والفكر المندس

نجاح الجيزاني / الأحد 14 آذار 2021 / ثقافة / 2758
شارك الموضوع :

ألا يحق لنا أن نتساءل: ما جدوائية هذه الطرائف المنتشرة؟ وما نفع النكات في تقويم السلوك العام؟

طرائف طريفة.. نكات ظريفة.. مسجات مضحكة وساخرة.. سيل عارم يكتسح عالمنا، ويغزو وسائل التواصل الاجتماعي حتى أصبح سمة بارزة في كل المسجات المتبادلة بين مستخدميها..

إنه سيل يميط اللثام عن واقع عبثي تؤدلجه أيادي الظرفاء ممن يجيدون التنكيت، مما ولّد حالة من التخبط في الوسط المجتمعي، ألا يحق لنا أن نتساءل: ما جدوائية هذه الطرائف المنتشرة؟ وما نفع النكات في تقويم السلوك العام؟

مما لا شك فيه أن الضغوط النفسية التي يتعرض لها الأفراد، تساهم بشكل كبير في بروز هذه الظاهرة، والبشر يميل إلى النكتة كنوع من التنفيس عن تلك الضغوط النفسية المتراكمة بسبب المشاكل التي تعترض طريقه، هنا يمكن الاعتماد على النكتة كبارومتر لمعرفة طبيعة المجتمع وتوجهاته، وما تسوده من مشاكل وارهاصات على كافة المستويات .

ولكن من المؤسف حقا استعمال النكتة لغرض الاستخفاف بشريحة معينة من الناس، كالذي يحصل الآن من استهداف المرأة، باعتبارها الحلقة الأضعف في المجتمع، وتصويرها على أنها كائن منبوذ لابد من التخلص منه آجلا أم عاجلا، فهذه النكات تغرس في عقول الناس أن الزوجة مثلا مكروهة لدى الزوج، وأنه يتمنى من كل قلبه التخلص منها ومن مسؤولياتها الكثيرة، بل والذهاب لأبعد من ذلك تصوير الزوج وهو في قمة السعادة لتخلصه من زوجته عبر نكتة سمجة لا تخلو من ذكورية مفرطة .

وهنا النكتة تبين لنا بوضوح ذكورية المجتمع وتسلطه اللامتناهي ضد النصف الآخر.. أما إذا كان المجتمع طائفيا فانه بلا شك سيركز على المذاهب، ويحاول الاستخفاف بكل مذهب وتصويره للناس بشكل ساخر .

وهناك أيضا استهداف آخر لشريحة أخرى في المجتمع كالأكراد، الذين نالوا من النكات حصة الأسد لا لشيء، وإنما لتكريس النظرة الدونية لهذه الشريحة المستهدفة .

ومما لا شك فيه أن التنكيت إزاء مفهوم معين كأن يكون عقدي مثلا، قد يؤدي لا شعوريا إلى الاستهانة بقيمته الكامنة في النفوس، كما أن التطرف باستخدام النكتة واسقاطها على جميع الناس، يولّد حالة من التسقيط، كما يجري حاليا من التطاول على القدوات والعلماء، وكل الذين يتصدّرون واجهة الأحداث .

وهذا التسقيط للقدوات والقيم، له مَن وراءه من أيادٍ تدفع وفكرٍ يحرف.. وهنا تكمن الخطورة .

ولا نبالغ إذا قلنا: إن النكتة هي أسرع الوسائل وأنجحها على الإطلاق لغسيل المخ، والتأثير في فكر الآخرين، ولها قابلية كبيرة لتغيير قناعات الناس وتبديل مسلّماتهم البديهية، وهي تؤثر بالتالي بشكل سلبي على منظومتنا الأخلاقية، وتساهم في تفكيك المجتمعات والنيل من روابطها الاجتماعية وعاداتها وأعرافها .

"لقد استخدمت النكتة منذ زمن بعيد، للتأثير على الدول والشعوب، استخدمها الاحتلال البريطاني في مصر لكسر شوكة ابناء الصعيد الأحرار، الذين أذاقوا الانجليز صروفا من العذاب بثوراتهم ضد الاحتلال البريطاني، فأطلقوا عليهم النكت الكثيرة ومشاهد السخرية العديدة، وهم في الحقيقة أكثر الشعوب نخوة وكرما وغيرة وشجاعة، بل وقدّموا للعالم العربي الكثير من العباقرة والكتّاب والشخصيات المعروفة".

ولا نستبعد أصابع اليهود واللوبي الصهيوني في توجيه هذا الفكر المريض، وزرقه في مفاصل الأمة الإسلامية، كي يتم اضعافها وتمرير ما يبيّتون من مؤامرات ضدها .

وإذا كان لابد من الترفيه عن النفس، فاللجوء إلى طرائف الحكم هي من أفضل الطرق، فلنتخير ما نشاء من النكات التي تراعي العرف والدين معا، والابتعاد عن كل ما من شأنه تشويه مبادئ الدين أو تساهم في السخرية من النساء أو النيل من قداسة الحياة الزوجية .

فالنكتة تعطي انطباعا ايجابيا حينما تستهدف صفة ذميمة كالخنوع والجبن والتسويف والبخل وما أشبه .

أما الإفراط باستخدامها فانه يؤدي إلى اشاعة جو من العبثية واللامبالاة وإلى تسقيط القدوات، وخلق هوّة واسعة بين الشعوب وقياداتها، وهذا ما تبتغيه دوائر السوء وما تخطط له أيادي العابثين .

مفاهيم
القيم
السلوك
المجتمع
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    مشاية الإمام الحسين: شعيرة إيمانية ومسيرة إنسانية

    (زعفر) سلطان الجان

    5 أطعمة تدمر كبدك توقف عن تناولها فورا

    العقيلة زينب بين الترميم والنقل: سيدة الجرح والصبر

    التواصل المقطوع

    آخر القراءات

    مايلوي أعناق النصوص

    النشر : الأربعاء 21 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الصداقة والأسوة الحسنة

    النشر : الأحد 09 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ما هو العمل لزيادة الأسلمة في العالم؟

    النشر : الأثنين 23 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الاقتصاد المنزلي: حرب المرأة مع المال

    النشر : الأربعاء 21 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أنت.. مقصدي

    النشر : الأثنين 13 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الصمت.. دأبُ الصامدين

    النشر : الأحد 06 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1014 مشاهدات

    اليوم العالمي للصفح: رحلة نحو السلام الداخلي والمجتمعي

    • 623 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 601 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 576 مشاهدات

    متلازمة التريند.. الشعب العراقي في خطر

    • 436 مشاهدات

    عظمة الرسالة ونبل العطاء: ملتقى مسؤولات الحسينيات والهيئات الحسينية

    • 390 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1330 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1044 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1014 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 954 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 834 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 666 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة زينب ونهضة المسير
    • منذ 18 ساعة
    مشاية الإمام الحسين: شعيرة إيمانية ومسيرة إنسانية
    • منذ 18 ساعة
    (زعفر) سلطان الجان
    • منذ 19 ساعة
    5 أطعمة تدمر كبدك توقف عن تناولها فورا
    • منذ 19 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة