• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ماهي إلا كلمة!

دنيا عبد الكريم / الأربعاء 28 تموز 2021 / ثقافة / 5776
شارك الموضوع :

فما أعظم الكلمة.. وما أعظم أثرها فينا.. فهي التي تبني وهي التي تهدم

إحدى الكتب أخبرتني أننا نرتبطُ معاً بشبكةٍ خفيةٍ من القصص، لطالما أحببت هذه العبارة ولطالما وقفت أمامها كثيراً، أؤمن أن كل من نراهم ونسمعهم ونتعامل معهم يوميا يرتبطون معنا بشيء ما، ما أقصده ليس ارتباط المشاعر الإنسانية ولا ارتباط كوننا بشر.

ما أقصده ارتباط من نوع آخر، شيءٌ ما يحتوينا كلنا وكأننا جميعا في هالة مغلقة، نتشارك جميعا بنفس القصص دون أن نعلم دون أن نُدرك حتى أننا حقاً متشابهون ولكن بأزياء وألوان مختلفة، لا فرق بيننا، فلو تجردنا من أسماءنا وألقابنا وكل تلك الأشياء التي نُقّيم بها أنفسنا سنعودُ جميعا سوياً متشابهون بالفطرةِ الإنسانية، بالشيء الذي ميزنا الله تعالى به عن باقي مخلوقاته، بالعقل وبالفكر والكلمة، ارتباطنا هذا هو لنعيش ونتعايش، لنشعر بمن حولنا لنأنس بهم، لنرى أنفسنا مساهمين في قصصهم، بل ونصنعها أحياناً معهم، لنروي ونصنع قصصاً، وكل شيء يبدأ بكلمة.

فالكلمةُ هي المفتاحُ لكل شيء، فإرادة الإنسان تتعلق بكلمة وكرامته تتعلق بكلمة، نجاحاته وفشله، بل وحتى حياته أحيانا تقررها كلمة.

هذه الكلمة هي التي تُخبرني من أنت.

فالكلمة مصير.

هناك نص من مسرحية (الحسين ثائراً) يتحدث فيه الشاعر عبد الرحمان الشرقاوي عن عظمة الكلمة وكيف أن  كلمة الحسين بن علي عليه أفضل الصلاة والسلام غيرت مجرى أمة وكتبت تأريخا..

وهذا النص:

((نحن لا نطلب إلا كلمة

فلتقل: ”بايعت” واذهب بسلام لجموع الفقراء

فلتقلها وانصرف يا ابن رسول الله حقنا للدماء

فلتقلها.. آه ما أيسرها.. إن هي إلا كلمة..

كبرت الكلمة!

وهل البيعة إلا كلمة؟

ما دين المرء سوى كلمة

ما شرف الرجل سوى كلمة

ما شرف الله سوى كلمة

أتعرف ما معنى الكلمة…؟

مفتاح الجنة في كلمة

دخول النار على كلمة

وقضاء الله هو الكلمة

الكلمة لو تعرف حرمة

زاد مذخور

الكلمة نور

وبعض الكلمات قبور

بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري

الكلمة فرقان بين نبي وبغي

بالكلمة تنكشف الغمة

الكلمة نور

ودليل تتبعه الأمة

عيسى ما كان سوى كلمة

أَضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين

فساروا يهدون العالم!

الكلمة زلزلت الظالم

الكلمة حصن الحرية

إن الكلمة مسؤولية

إن الرجل هو الكلمة

شرف الرجل هو الكلمة

شرف الله هو الكلمة.

فيالعظمة كلمتك سيدي أبا عبد الله، تلك الكلمة التي صنعت مجدا وعزا شامخا، تلك الكلمة التي صنعت آلاف العبر والمعاني السامية، إنها كلمتك سيدي وزاد الفقراء، كلمتك أزالت حجاب الخوف والخنوع عن الإنسانية المحجوبة في غياهب الظلم والخداع.

فكلمة الحسين كافية لأن تُعطي للكرامة والإباء نبضاً سرمدياً لن ينتهي..

وحتى نعطي الكلمة حقها كاملاً فلا بد أن نذكر كلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ونتفكر بها ونعيش ببركتها، فكل كلمة منه كنز لا يقدر بثمن، وأسلوب حياة لطالما ينتشلنا من غفلة أيامنا وتداعيات زماننا.

يقول أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه): ((لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِه، وقَلْبُ الأَحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِه)).

والمراد بالقلب هنا هو مكنون نفس الإنسان وعقله ومايضمر فيهما وليس قلبه بالمعنى الحرفي.

أي أننا يجب أن نُدرك بأن مصنع الكلمة هو العقل واللسان وأن تلك الكلمات لا تتلاشى بل تخرج وتستقر في قلب أحدهم حتما، فإما تضيئهُ وإما تطفئهُ!.

ففي كل حالاتنا علينا أن نعي كلماتنا ونزنها جيدا، وأنه لتوفيق إلهي أن نتروى في أحكامنا وكلماتنا ومواقفنا إزاء الآخرين رفقاً منا بأنفسنا والآخرين.

ويقول عليه السلام: ((الْكَلاَمُ فِي وَثَاقِكَ مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ، فَإذَا تَكَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ فِي وَثَاقِهِ، فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ وَوَرِقَكَ، فَرُبَّ كَلِمَة سَلَبَتْ نِعْمَةً وَجَلَبَتْ نِقْمَةً))، فتلك الكلمة هي في قبضتك حتى تقرر أن تتفوه بها فإما تحسن اختيارها وتختار موضعها الصحيح لتكون نعمة وإما أن تخرج منك بلا حساب وبلا مسؤولية هكذا ضمن ثرثرة سريعة أو ضمن نميمة لا جدوى منها فتكون نقمة في إدخالك في شرك المحظور.

إن من يقف أمامك ويحدثك، كلمته هي من تحدد قيمته عندك، هي من تخبرك من الذي أمامك، فيقول أمير المؤمنين: ((تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا، فَإِنَّ الْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ)).

فما أعظم الكلمة.. وما أعظم أثرها فينا..!.

فهي التي تبني وهي التي تهدم...!.

ونحن على أعتاب غديرك الصافي، ونبعه العلوي، عيد الغدير الأغر ، نقفُ صفاً سيدي، كمن ينتظر دوره لرحلة عظيمة، فخُذ بأيدينا ونحن التائهون، خذ بقلوبنا ونحن الهائمون، خذ بأرواحنا إلى روضك النقي ونحن المتعبون، خذنا إليك، دُلنا إليك، علنا نسعد، علنا نصحو، علنا نحيا من جديد، علَ رماد أحلامنا يصبح صالحاً أن نغرسَ فيه بذرة  الأمل، علَ ما ندور ونُطحن فيه من دوامة الكلمات البائسة يختفي، علَ هذا العالم يكشفُ عن وجه أفضل..

شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    آخر القراءات

    مـن الـضـحـيـة.. ومـن هـو الـقـاتـل؟

    النشر : السبت 17 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    السيد الفالي.. في سطور

    النشر : الأحد 17 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    في اليوم العالمي للتسامح: كيف تصبح هذه القيمة علاجا؟

    النشر : الأربعاء 17 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    في حضرة المولى

    النشر : الأثنين 26 ايلول 2016
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأبرار على ضوء كلمات النبي المختار

    النشر : الخميس 05 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    مبادئ أساسيّة تضمن السعادة الزوجيّة

    النشر : الأحد 14 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1031 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 393 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 346 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 339 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 335 مشاهدات

    يقظة قلب

    • 331 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3466 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1101 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1079 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1045 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1031 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1001 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين
    • منذ 15 ساعة
    الإستجارة في عائلتي
    • منذ 15 ساعة
    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة
    • منذ 15 ساعة
    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟
    • منذ 15 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة