• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ماهي إلا كلمة!

دنيا عبد الكريم / الأربعاء 28 تموز 2021 / ثقافة / 6054
شارك الموضوع :

فما أعظم الكلمة.. وما أعظم أثرها فينا.. فهي التي تبني وهي التي تهدم

إحدى الكتب أخبرتني أننا نرتبطُ معاً بشبكةٍ خفيةٍ من القصص، لطالما أحببت هذه العبارة ولطالما وقفت أمامها كثيراً، أؤمن أن كل من نراهم ونسمعهم ونتعامل معهم يوميا يرتبطون معنا بشيء ما، ما أقصده ليس ارتباط المشاعر الإنسانية ولا ارتباط كوننا بشر.

ما أقصده ارتباط من نوع آخر، شيءٌ ما يحتوينا كلنا وكأننا جميعا في هالة مغلقة، نتشارك جميعا بنفس القصص دون أن نعلم دون أن نُدرك حتى أننا حقاً متشابهون ولكن بأزياء وألوان مختلفة، لا فرق بيننا، فلو تجردنا من أسماءنا وألقابنا وكل تلك الأشياء التي نُقّيم بها أنفسنا سنعودُ جميعا سوياً متشابهون بالفطرةِ الإنسانية، بالشيء الذي ميزنا الله تعالى به عن باقي مخلوقاته، بالعقل وبالفكر والكلمة، ارتباطنا هذا هو لنعيش ونتعايش، لنشعر بمن حولنا لنأنس بهم، لنرى أنفسنا مساهمين في قصصهم، بل ونصنعها أحياناً معهم، لنروي ونصنع قصصاً، وكل شيء يبدأ بكلمة.

فالكلمةُ هي المفتاحُ لكل شيء، فإرادة الإنسان تتعلق بكلمة وكرامته تتعلق بكلمة، نجاحاته وفشله، بل وحتى حياته أحيانا تقررها كلمة.

هذه الكلمة هي التي تُخبرني من أنت.

فالكلمة مصير.

هناك نص من مسرحية (الحسين ثائراً) يتحدث فيه الشاعر عبد الرحمان الشرقاوي عن عظمة الكلمة وكيف أن  كلمة الحسين بن علي عليه أفضل الصلاة والسلام غيرت مجرى أمة وكتبت تأريخا..

وهذا النص:

((نحن لا نطلب إلا كلمة

فلتقل: ”بايعت” واذهب بسلام لجموع الفقراء

فلتقلها وانصرف يا ابن رسول الله حقنا للدماء

فلتقلها.. آه ما أيسرها.. إن هي إلا كلمة..

كبرت الكلمة!

وهل البيعة إلا كلمة؟

ما دين المرء سوى كلمة

ما شرف الرجل سوى كلمة

ما شرف الله سوى كلمة

أتعرف ما معنى الكلمة…؟

مفتاح الجنة في كلمة

دخول النار على كلمة

وقضاء الله هو الكلمة

الكلمة لو تعرف حرمة

زاد مذخور

الكلمة نور

وبعض الكلمات قبور

بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري

الكلمة فرقان بين نبي وبغي

بالكلمة تنكشف الغمة

الكلمة نور

ودليل تتبعه الأمة

عيسى ما كان سوى كلمة

أَضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين

فساروا يهدون العالم!

الكلمة زلزلت الظالم

الكلمة حصن الحرية

إن الكلمة مسؤولية

إن الرجل هو الكلمة

شرف الرجل هو الكلمة

شرف الله هو الكلمة.

فيالعظمة كلمتك سيدي أبا عبد الله، تلك الكلمة التي صنعت مجدا وعزا شامخا، تلك الكلمة التي صنعت آلاف العبر والمعاني السامية، إنها كلمتك سيدي وزاد الفقراء، كلمتك أزالت حجاب الخوف والخنوع عن الإنسانية المحجوبة في غياهب الظلم والخداع.

فكلمة الحسين كافية لأن تُعطي للكرامة والإباء نبضاً سرمدياً لن ينتهي..

وحتى نعطي الكلمة حقها كاملاً فلا بد أن نذكر كلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ونتفكر بها ونعيش ببركتها، فكل كلمة منه كنز لا يقدر بثمن، وأسلوب حياة لطالما ينتشلنا من غفلة أيامنا وتداعيات زماننا.

يقول أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه): ((لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِه، وقَلْبُ الأَحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِه)).

والمراد بالقلب هنا هو مكنون نفس الإنسان وعقله ومايضمر فيهما وليس قلبه بالمعنى الحرفي.

أي أننا يجب أن نُدرك بأن مصنع الكلمة هو العقل واللسان وأن تلك الكلمات لا تتلاشى بل تخرج وتستقر في قلب أحدهم حتما، فإما تضيئهُ وإما تطفئهُ!.

ففي كل حالاتنا علينا أن نعي كلماتنا ونزنها جيدا، وأنه لتوفيق إلهي أن نتروى في أحكامنا وكلماتنا ومواقفنا إزاء الآخرين رفقاً منا بأنفسنا والآخرين.

ويقول عليه السلام: ((الْكَلاَمُ فِي وَثَاقِكَ مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ، فَإذَا تَكَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ فِي وَثَاقِهِ، فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ وَوَرِقَكَ، فَرُبَّ كَلِمَة سَلَبَتْ نِعْمَةً وَجَلَبَتْ نِقْمَةً))، فتلك الكلمة هي في قبضتك حتى تقرر أن تتفوه بها فإما تحسن اختيارها وتختار موضعها الصحيح لتكون نعمة وإما أن تخرج منك بلا حساب وبلا مسؤولية هكذا ضمن ثرثرة سريعة أو ضمن نميمة لا جدوى منها فتكون نقمة في إدخالك في شرك المحظور.

إن من يقف أمامك ويحدثك، كلمته هي من تحدد قيمته عندك، هي من تخبرك من الذي أمامك، فيقول أمير المؤمنين: ((تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا، فَإِنَّ الْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ)).

فما أعظم الكلمة.. وما أعظم أثرها فينا..!.

فهي التي تبني وهي التي تهدم...!.

ونحن على أعتاب غديرك الصافي، ونبعه العلوي، عيد الغدير الأغر ، نقفُ صفاً سيدي، كمن ينتظر دوره لرحلة عظيمة، فخُذ بأيدينا ونحن التائهون، خذ بقلوبنا ونحن الهائمون، خذ بأرواحنا إلى روضك النقي ونحن المتعبون، خذنا إليك، دُلنا إليك، علنا نسعد، علنا نصحو، علنا نحيا من جديد، علَ رماد أحلامنا يصبح صالحاً أن نغرسَ فيه بذرة  الأمل، علَ ما ندور ونُطحن فيه من دوامة الكلمات البائسة يختفي، علَ هذا العالم يكشفُ عن وجه أفضل..

شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    لعبة الروبلكس.. قنبلة موقوتة في عقول الأطفال

    التربية بين جناحين: دفء الأمومة وأفق العمل

    كيف تبني ثقتك بنفسك؟!

    الأرق ليس مجرد تعب.. دراسة تربطه بزيادة خطر الخرف

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    آخر القراءات

    الشيخ ناصر الأسدي في ندوة ثقافية: دور الأخلاق الحسينيّة في تسويق النموذج

    النشر : السبت 05 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    دراسات تقيس مسببات السعادة

    النشر : الأربعاء 14 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    عندما تهرب الاميرة من قصر الوحش!

    النشر : الأربعاء 25 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    من حكم المولى: الصدقة دواء منجح

    النشر : الأثنين 10 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    شهر الله… أقبلوا إليهِ خفافًا و ثقالًا

    النشر : الأحد 26 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    وابيضّت عيناه من الحزن

    النشر : السبت 22 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 661 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 544 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 387 مشاهدات

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    • 371 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 362 مشاهدات

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    • 362 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1220 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1179 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1127 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1103 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1083 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 696 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    لعبة الروبلكس.. قنبلة موقوتة في عقول الأطفال
    • منذ 16 ساعة
    التربية بين جناحين: دفء الأمومة وأفق العمل
    • منذ 16 ساعة
    كيف تبني ثقتك بنفسك؟!
    • منذ 16 ساعة
    الأرق ليس مجرد تعب.. دراسة تربطه بزيادة خطر الخرف
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة