• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

يصوّركم كيف يشاء

مريم حسين العبودي / الأربعاء 27 تشرين الاول 2021 / ثقافة / 2385
شارك الموضوع :

يرى البعض أن التصوير مخادع، فكيف تنقلُ نسخة مدهشة لشيء عادي جداً

كل شيء في هذا الوجود يحوي طاقةً كامنة، ورؤية هذه الطاقة يعتمد على الطريقة التي تُستخرج بها، لذا فإن كل تفاصيل الحياة من حولنا تحتضنُ جمالاً من نوع مختلف، التصدّع الذي على الجدار، وطاولة الخشب المهترئة والمكسّرة، أصيص الزرع الفخاري القديم المغلف بالنسيان، وصحن الفاكهة حين تغمرهُ شمس ما بعد الظهيرة... وهكذا دواليك.

الاعتياد يولّد انعدام التجدد في زوايا النظر، من الصعب أن ترى بأن ذلك اللحاف الفوضوي على سريرك قد يكونُ ذو تركيبة فنية! ببساطة لأنك تراه كل يوم، وكذلك مع كل تفاصيل المنزل حولك. الأمر لا يتعلق بكونها خالية من مسحة جمال أو تميّز بل لأن المنظار الذي نُبصر من خلاله ثابت، ولذات السبب نندهشُ أيضًا بالأماكن التي نزورها لأول مرة، ولو بقينا فيها شهراً لأصبحت رتيبة ومملة.

الخدعة التي تُبعد هذه الرتابة هي إعادة آلية النظر وزواياه، وتغييرها مُناط بمحاولاتنا لرؤية هذا الجمال، ويأتي التصوير هنا كأحد التراجم المُنصفة والمباشرة لهذا الإبداع المُخزّن بين طيّات العالم الذي يضمنا.

العين البشرية هي أكثرُ الكاميرات تطوراً وإبداعاً، وهي التي ألهمت المبدعين والمخترعين ليحاولوا محاكاتها، ورغم كل هذا التطور المجنون الذي وصلت إليه التكنولوجيا وعدساتها بالغة الدقة، إلا إنها لا تُجاري نظرتنا بالعين الحقيقية. كثيرٌ من المشاهد التي نراها بشاعرية ودفء لن تظهر لنا في آلة التصوير، وربما ستظهر بطريقة احترافية، لكن ليس كما تُبصرها العين البشرية على الإطلاق.

التصوير وآلاته سلاح ذو حديّن، فهو يمكن أن يُستخدم كلُغة للأشياء غير الناطقة، أو يُصيبُ بالصمم الناطقة منها وهذا يعتمد على المستخدم لها. فالكاميرا سلاحٌ ناري زناده زرُ الالتقاط، سواء في كاميرا احترافية، فورية، رقمية أو في كاميرا الهاتف الذكي، وغيرها... قد تقتلُ زهرة جميلة وأنت تصورها بسبب عدم مراعاة اتجاه الضوء، أو قد تجعل نبتة عادية تبدو مبهرة بسبب زاوية الالتقاط.

يرى البعض أن التصوير مخادع، فكيف تنقلُ نسخة مدهشة لشيء عادي جداً! ببساطة لأنك تستخرج تلك الصورة من منظار جماليّ غير الذي اعتاد عليه بصرك، وهو أداة التصوير. إنها التغيير الذي يحصل في طريقة نظرتك للشيء، بدل أن تغيره بصرياً فقط، وتبدأ التمعن فيما ترى، فإنك تستخدم آلة إضافية لوسيلة البصر التي تملك، المختلف في الأمر هو إن هذه الآلة تستطيع أن تُجمّد اللقطة التي تروقها، وتحتفظ بها بشكل ملموس وليس ذهنياً فحسب.

يرتبط التصوير بجوانب كثيرة من حياتنا، فهو يحتضن طفولتنا ويوثق ذكرياتنا، الصور تشهدُ على أصحابها، تذكرهم بما قد يتظاهرون بتناسيه، وتُنعش ذاكرتهم التي أتلفها الزمن، الصور تُؤنس وتُدفء، تعانق وتُربت، تُتأمل وتحكي، تقضي ليالٍ طوال تحت وسادة طفل، أو في مذكرة عاشق، تختبئ في جيبِ جُنديّ وتعرّف هوية آخر مقتول لم تُبقي الجراح من ملامحه شيء.

الصور دليلٌ دوليّ يتوجب وجوده في إثباتنا الرسمي، وهي التي تتوقف عليها أمور مصيرية، إنها تنصفُ مظلوماً وتُدين مجرماً، تمتّعُ مسافراً وتُبكي أماً، تشهدُ سعاداتنا وأتراحنا، هي ببساطة كل شيء، إن لم يكن التصوير شغفاً فينا، فإنه المسيّر لحياتنا، هو الذي يكوّن المواقع، البرامج، التطبيقات الهاتفية، التلفاز، الإعلانات، الكتب، المجلات، واجهات المتاجر وغيرها الكثير، فلا يمكن تخيّل حياة دون تصوير، ونحن قد بدأ خلقنا في الأرحام به.

الانسان
الحياة
التفكير
الجمال
الشخصية
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    لعبة الروبلكس.. قنبلة موقوتة في عقول الأطفال

    التربية بين جناحين: دفء الأمومة وأفق العمل

    كيف تبني ثقتك بنفسك؟!

    الأرق ليس مجرد تعب.. دراسة تربطه بزيادة خطر الخرف

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    آخر القراءات

    كيف تهيئ طفلك لاستقبال العام الدراسي الجديد؟

    النشر : الخميس 20 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    كيف يمكن بناء منازل مقاومة للزلازل؟

    النشر : الخميس 04 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الإكسير العجيب

    النشر : الأربعاء 11 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    من حكم المولى: الصدقة دواء منجح

    النشر : الأثنين 10 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الكسل وعلاماته الثلاث!

    النشر : الأثنين 12 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    السلوك المحمدي في السلم واللاعنف وتقييم الذات، سلسلة سلوكيات أهل البيت (عليهم السلام)

    النشر : الأربعاء 04 آيار 2016
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 660 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 544 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 387 مشاهدات

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    • 370 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 361 مشاهدات

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    • 359 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1220 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1179 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1127 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1102 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1083 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 696 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    لعبة الروبلكس.. قنبلة موقوتة في عقول الأطفال
    • منذ 14 ساعة
    التربية بين جناحين: دفء الأمومة وأفق العمل
    • منذ 14 ساعة
    كيف تبني ثقتك بنفسك؟!
    • منذ 14 ساعة
    الأرق ليس مجرد تعب.. دراسة تربطه بزيادة خطر الخرف
    • منذ 14 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة