• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

يصوّركم كيف يشاء

مريم حسين العبودي / الأربعاء 27 تشرين الاول 2021 / ثقافة / 2148
شارك الموضوع :

يرى البعض أن التصوير مخادع، فكيف تنقلُ نسخة مدهشة لشيء عادي جداً

كل شيء في هذا الوجود يحوي طاقةً كامنة، ورؤية هذه الطاقة يعتمد على الطريقة التي تُستخرج بها، لذا فإن كل تفاصيل الحياة من حولنا تحتضنُ جمالاً من نوع مختلف، التصدّع الذي على الجدار، وطاولة الخشب المهترئة والمكسّرة، أصيص الزرع الفخاري القديم المغلف بالنسيان، وصحن الفاكهة حين تغمرهُ شمس ما بعد الظهيرة... وهكذا دواليك.

الاعتياد يولّد انعدام التجدد في زوايا النظر، من الصعب أن ترى بأن ذلك اللحاف الفوضوي على سريرك قد يكونُ ذو تركيبة فنية! ببساطة لأنك تراه كل يوم، وكذلك مع كل تفاصيل المنزل حولك. الأمر لا يتعلق بكونها خالية من مسحة جمال أو تميّز بل لأن المنظار الذي نُبصر من خلاله ثابت، ولذات السبب نندهشُ أيضًا بالأماكن التي نزورها لأول مرة، ولو بقينا فيها شهراً لأصبحت رتيبة ومملة.

الخدعة التي تُبعد هذه الرتابة هي إعادة آلية النظر وزواياه، وتغييرها مُناط بمحاولاتنا لرؤية هذا الجمال، ويأتي التصوير هنا كأحد التراجم المُنصفة والمباشرة لهذا الإبداع المُخزّن بين طيّات العالم الذي يضمنا.

العين البشرية هي أكثرُ الكاميرات تطوراً وإبداعاً، وهي التي ألهمت المبدعين والمخترعين ليحاولوا محاكاتها، ورغم كل هذا التطور المجنون الذي وصلت إليه التكنولوجيا وعدساتها بالغة الدقة، إلا إنها لا تُجاري نظرتنا بالعين الحقيقية. كثيرٌ من المشاهد التي نراها بشاعرية ودفء لن تظهر لنا في آلة التصوير، وربما ستظهر بطريقة احترافية، لكن ليس كما تُبصرها العين البشرية على الإطلاق.

التصوير وآلاته سلاح ذو حديّن، فهو يمكن أن يُستخدم كلُغة للأشياء غير الناطقة، أو يُصيبُ بالصمم الناطقة منها وهذا يعتمد على المستخدم لها. فالكاميرا سلاحٌ ناري زناده زرُ الالتقاط، سواء في كاميرا احترافية، فورية، رقمية أو في كاميرا الهاتف الذكي، وغيرها... قد تقتلُ زهرة جميلة وأنت تصورها بسبب عدم مراعاة اتجاه الضوء، أو قد تجعل نبتة عادية تبدو مبهرة بسبب زاوية الالتقاط.

يرى البعض أن التصوير مخادع، فكيف تنقلُ نسخة مدهشة لشيء عادي جداً! ببساطة لأنك تستخرج تلك الصورة من منظار جماليّ غير الذي اعتاد عليه بصرك، وهو أداة التصوير. إنها التغيير الذي يحصل في طريقة نظرتك للشيء، بدل أن تغيره بصرياً فقط، وتبدأ التمعن فيما ترى، فإنك تستخدم آلة إضافية لوسيلة البصر التي تملك، المختلف في الأمر هو إن هذه الآلة تستطيع أن تُجمّد اللقطة التي تروقها، وتحتفظ بها بشكل ملموس وليس ذهنياً فحسب.

يرتبط التصوير بجوانب كثيرة من حياتنا، فهو يحتضن طفولتنا ويوثق ذكرياتنا، الصور تشهدُ على أصحابها، تذكرهم بما قد يتظاهرون بتناسيه، وتُنعش ذاكرتهم التي أتلفها الزمن، الصور تُؤنس وتُدفء، تعانق وتُربت، تُتأمل وتحكي، تقضي ليالٍ طوال تحت وسادة طفل، أو في مذكرة عاشق، تختبئ في جيبِ جُنديّ وتعرّف هوية آخر مقتول لم تُبقي الجراح من ملامحه شيء.

الصور دليلٌ دوليّ يتوجب وجوده في إثباتنا الرسمي، وهي التي تتوقف عليها أمور مصيرية، إنها تنصفُ مظلوماً وتُدين مجرماً، تمتّعُ مسافراً وتُبكي أماً، تشهدُ سعاداتنا وأتراحنا، هي ببساطة كل شيء، إن لم يكن التصوير شغفاً فينا، فإنه المسيّر لحياتنا، هو الذي يكوّن المواقع، البرامج، التطبيقات الهاتفية، التلفاز، الإعلانات، الكتب، المجلات، واجهات المتاجر وغيرها الكثير، فلا يمكن تخيّل حياة دون تصوير، ونحن قد بدأ خلقنا في الأرحام به.

الانسان
الحياة
التفكير
الجمال
الشخصية
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين

    الإستجارة في عائلتي

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    آخر القراءات

    العقد النفسية.. سببها وتأثيرها

    النشر : الخميس 25 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    قراءة في قصيدة: \"هو منطق التاريخ\" للشاعر قيس لفتة مراد

    النشر : الأحد 22 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الفكر الإنساني سجين آليات تكرارية

    النشر : الأحد 06 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    ماذا تعني لكَ عاشوراء؟

    النشر : الثلاثاء 26 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    فريال عبد العزيز أول امرأة تفوز بميدالية ذهبية في تاريخ مصر الأولمبي

    النشر : الأثنين 09 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    أنا الذي سمتني أمي حيدرة

    النشر : الأحد 09 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1030 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 385 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 344 مشاهدات

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    • 339 مشاهدات

    في اليوم العالمي للتبرع بالدم: امنحوا الأمل.. معًا ننقذ الأرواح

    • 334 مشاهدات

    يقظة قلب

    • 326 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3466 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1101 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1079 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1040 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1030 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1001 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بيعة الغدير وأولويات حضارة التكوين
    • منذ 9 ساعة
    الإستجارة في عائلتي
    • منذ 9 ساعة
    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة
    • منذ 9 ساعة
    أنت تحيا بالمعادن... فما نصيبك منها؟
    • منذ 9 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة