• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

إلا كلمة!

مريم حسين العبودي / السبت 06 تشرين الثاني 2021 / ثقافة / 2358
شارك الموضوع :

يجهل الكثيرون ما للكلمة من سحر، يرمي شخصٌ ما كلمةٌ عابرةٌ ويمضي، فيعيش أحدهم أسعد أيامه بسببها

للكلمات طاقات كامنة قابلة للتفجّر في أي لحظة، بعض الكلمات يُصعّد سامعها لسابع سماء وبعضها الآخر يهوي به إلى قاعٍ سحيق لا انتهاء له، بعضها يُلبسُ تاجاً، والآخر ينتزع عرشاً كاملاً.

يجهل الكثيرون ما للكلمة من سحر، يرمي شخصٌ ما كلمةٌ عابرةٌ ويمضي، فيعيش أحدهم أسعد أيامه بسببها، ويقول ثانٍ كلمة تعلق في ذاكرة آخر فتكون سبباً في بؤسه لحياةٍ كاملة!، وكلمات أخرى سحقت قلوباً لكنها ولّدت عزيمةٌ لا تراجع فيها، كلماتٌ ساحقة ابدعت كُتاباً وعلماء، كلمات مهينة وجارحة خلقت أشخاصاً ذوي قلوبٍ فولاذية لا يثني عزيمتها شيء، فلله در كلماتٍ تطحن الروح طحن الرحى، وكلماتٍ تجمّع شتات القلب وهشاشته.

لا يُعير الكثيرين اهتماماً واضحاً لما يقول أو للحن الكلمات التي ينطقها، ربما تتحول كلماتٌ عادية إلى أداةٍ جارحة بسبب طريقة قولها، نكهة التعالي والتبجّح لا يمكن تجاهلها، إنها تترك في الروح صدعاً مؤلماً.

لابد أن يعرف المرء ولو متأخراً حجم الأذى الذي يخلّفه في صدور الآخرين، ظنًا منه بأن الكلمة لا تملك تأثيراً ما دامت لم تتحوّل لفعلٍ واقعيّ بعد، لا ينطبق الأمر هنا على النوايا، أو على قاعدة أن الأعمال بالنيات، وأن فلان حين نطق بذاك الكلام كانت نيته سليمة لكنه هو بطبعه سليط اللسان وسريع والغضب ولا يمكنه التحكم بما يقول، هذه تبريرات واهية يُرادُ بها ترقيع الفجوة التي خلفّتها تلك الألفاظ المؤذية، في كثير من الأحيان يُعتقد أن الاعتذار كفيل بتصليح كل شيء، فهو يمحو كل ما قيل ويقلب صفحةً جديدة، حسناً، إن الاعتذار يملك تأثيراً سحرياً ويكسر الجليد المتراكم فوق القلب، لكنه لا يفعل دائماً، فهو ليس مضاداً حيوياً يُلتجأ إليه كلما أفسدنا سكينة الآخرين بوقاحة أقوالنا، لا ينفع تضميد الجرح وهو نازف.

الكلمة الطيبة صدقة، صدقةٌ لا تُكلّف مالاً، ولا تستوجب أن تُحرّك مكانك وتبحثُ عن فقيرٍ أو محتاج لتُبارك يومك به، إنها صدقةٌ تستطيع منحها في أي موقعٍ من العالم وفي أي حالٍ كنت، في موضع نُطقٍ أو كتابة، سائراً أم جالساً، لا تُفرّق صدقة الكلمة بين فقيرٍ وغنيّ، بل إنها تُغني مانحها، تُعزّه وتجذب القلوب إليه وتحوّطه بهالةٍ من الرِضا أينما حلّ وارتحل.

تمعن في النص المسرحي (الحسين ثائرا)، للشاعر عبد الرحمان الشرقاوي، فيقول كلمات عن لسان حال الإمام الحسين (ع) مع الوليد حين طالبه بمبايعة يزيد ابن عبد الملك بن مروان، وهو يقول: نحن لا نطلب إلا كلمة! فلتقل بايعتُ، واذهب بسلام لجموع الفقراء، فلتقلها وانصرف يا ابن رسول الله حقناً للدماء فلتقلها ما أصغرها إن هي إلا كلمة.

فيكون رد الإمام (ع): (كبرت الكلمة، وهل البيعة إلا كلمة؟ ما دين المرء سوى كلمة، ما شرف الرجل سوى كلمة ما شرف الله سوى كلمة أتعرف ما معنى الكلمة؟ مفتاح الجنة في كلمة، دخول النار على كلمة، وقضاء الله هو الكلمة، الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور، بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري، الكلمة فرقان ما بين نبي وبغي، بالكلمة تنكشف الغمة، الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة، عيسى ما كان سوى كلمة أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم، الكلمة زلزلة الظالم، الكلمة حصن الحرية، إن الكلمة مسؤولية، إن الرجل هو الكلمة، شرف الرجل هو الكلمة، شرف الله هو الكلمة).

الانسان
الحياة
السلوك
الفكر
الدين
الامام الحسين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    كيف تتحقق عملية اظهار الأمانة الشخصية؟

    النشر : الثلاثاء 26 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    زيارة الاربعين

    النشر : الأربعاء 16 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    السيدة رقية: ملاذ العاشقين وطالبي الحوائج

    النشر : الأثنين 15 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    هل تتَّبع طريقةً خاطئة في غسل وجهك؟ إليك الخطوات الصحيحة

    النشر : السبت 18 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    خدعوك فقالوا: هذه الأطعمة صحية.. 11 وجبة من الأفضل الابتعاد عنها

    النشر : الأربعاء 10 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    قراءة في كتاب: إحياء عاشوراء

    النشر : الأحد 06 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 608 مشاهدات

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 557 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 524 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 385 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 380 مشاهدات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    • 344 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1211 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1173 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1115 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1095 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1076 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 688 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • الخميس 18 ايلول 2025
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • الخميس 18 ايلول 2025
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • الخميس 18 ايلول 2025
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • الخميس 18 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة