• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

إلا كلمة!

مريم حسين العبودي / السبت 06 تشرين الثاني 2021 / ثقافة / 2207
شارك الموضوع :

يجهل الكثيرون ما للكلمة من سحر، يرمي شخصٌ ما كلمةٌ عابرةٌ ويمضي، فيعيش أحدهم أسعد أيامه بسببها

للكلمات طاقات كامنة قابلة للتفجّر في أي لحظة، بعض الكلمات يُصعّد سامعها لسابع سماء وبعضها الآخر يهوي به إلى قاعٍ سحيق لا انتهاء له، بعضها يُلبسُ تاجاً، والآخر ينتزع عرشاً كاملاً.

يجهل الكثيرون ما للكلمة من سحر، يرمي شخصٌ ما كلمةٌ عابرةٌ ويمضي، فيعيش أحدهم أسعد أيامه بسببها، ويقول ثانٍ كلمة تعلق في ذاكرة آخر فتكون سبباً في بؤسه لحياةٍ كاملة!، وكلمات أخرى سحقت قلوباً لكنها ولّدت عزيمةٌ لا تراجع فيها، كلماتٌ ساحقة ابدعت كُتاباً وعلماء، كلمات مهينة وجارحة خلقت أشخاصاً ذوي قلوبٍ فولاذية لا يثني عزيمتها شيء، فلله در كلماتٍ تطحن الروح طحن الرحى، وكلماتٍ تجمّع شتات القلب وهشاشته.

لا يُعير الكثيرين اهتماماً واضحاً لما يقول أو للحن الكلمات التي ينطقها، ربما تتحول كلماتٌ عادية إلى أداةٍ جارحة بسبب طريقة قولها، نكهة التعالي والتبجّح لا يمكن تجاهلها، إنها تترك في الروح صدعاً مؤلماً.

لابد أن يعرف المرء ولو متأخراً حجم الأذى الذي يخلّفه في صدور الآخرين، ظنًا منه بأن الكلمة لا تملك تأثيراً ما دامت لم تتحوّل لفعلٍ واقعيّ بعد، لا ينطبق الأمر هنا على النوايا، أو على قاعدة أن الأعمال بالنيات، وأن فلان حين نطق بذاك الكلام كانت نيته سليمة لكنه هو بطبعه سليط اللسان وسريع والغضب ولا يمكنه التحكم بما يقول، هذه تبريرات واهية يُرادُ بها ترقيع الفجوة التي خلفّتها تلك الألفاظ المؤذية، في كثير من الأحيان يُعتقد أن الاعتذار كفيل بتصليح كل شيء، فهو يمحو كل ما قيل ويقلب صفحةً جديدة، حسناً، إن الاعتذار يملك تأثيراً سحرياً ويكسر الجليد المتراكم فوق القلب، لكنه لا يفعل دائماً، فهو ليس مضاداً حيوياً يُلتجأ إليه كلما أفسدنا سكينة الآخرين بوقاحة أقوالنا، لا ينفع تضميد الجرح وهو نازف.

الكلمة الطيبة صدقة، صدقةٌ لا تُكلّف مالاً، ولا تستوجب أن تُحرّك مكانك وتبحثُ عن فقيرٍ أو محتاج لتُبارك يومك به، إنها صدقةٌ تستطيع منحها في أي موقعٍ من العالم وفي أي حالٍ كنت، في موضع نُطقٍ أو كتابة، سائراً أم جالساً، لا تُفرّق صدقة الكلمة بين فقيرٍ وغنيّ، بل إنها تُغني مانحها، تُعزّه وتجذب القلوب إليه وتحوّطه بهالةٍ من الرِضا أينما حلّ وارتحل.

تمعن في النص المسرحي (الحسين ثائرا)، للشاعر عبد الرحمان الشرقاوي، فيقول كلمات عن لسان حال الإمام الحسين (ع) مع الوليد حين طالبه بمبايعة يزيد ابن عبد الملك بن مروان، وهو يقول: نحن لا نطلب إلا كلمة! فلتقل بايعتُ، واذهب بسلام لجموع الفقراء، فلتقلها وانصرف يا ابن رسول الله حقناً للدماء فلتقلها ما أصغرها إن هي إلا كلمة.

فيكون رد الإمام (ع): (كبرت الكلمة، وهل البيعة إلا كلمة؟ ما دين المرء سوى كلمة، ما شرف الرجل سوى كلمة ما شرف الله سوى كلمة أتعرف ما معنى الكلمة؟ مفتاح الجنة في كلمة، دخول النار على كلمة، وقضاء الله هو الكلمة، الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور، بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري، الكلمة فرقان ما بين نبي وبغي، بالكلمة تنكشف الغمة، الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة، عيسى ما كان سوى كلمة أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم، الكلمة زلزلة الظالم، الكلمة حصن الحرية، إن الكلمة مسؤولية، إن الرجل هو الكلمة، شرف الرجل هو الكلمة، شرف الله هو الكلمة).

الانسان
الحياة
السلوك
الفكر
الدين
الامام الحسين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    تفاحة أم سنيكرز؟

    النشر : الأثنين 25 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    عودة التمني

    النشر : الأحد 20 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    ايهما اكثر رومانسية آدم ام حواء؟!

    النشر : الأحد 16 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    حفنة يومية من البندق تحميك من الزهايمر

    النشر : الأثنين 10 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    الزوجة وتغذية الزوج لعبور المرحلة

    النشر : الثلاثاء 27 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    السيدة خديجة.. كفّ العطاء ومنهل النور

    النشر : الأحد 02 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1024 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 374 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 369 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 349 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 342 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3460 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1089 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1025 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1024 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1000 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 14 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 14 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 14 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة