• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

التجاوب الإنساني: بين مد التملك وجزر التنافر

ليلى قيس / الأربعاء 12 كانون الثاني 2022 / ثقافة / 1958
شارك الموضوع :

العوامل الأساسية التي تحكم هذا النوع من العلاقات هي المنافسة والتنافر والخوف

إن رغبة الحب والود والاستمتاع بشيء دون رغبة في امتلاكه هو أمر متفاوت جدا، والحق أنه ليس من السهل على الإنسان الغربي الحديث أن يفصل بين المتعة والتملك، وإن يكن ذلك ليس غريبا تماما عنا، غير أن مثل الزهرة...

إذ لا ينطبق إذا كانت نظرات المتجول قد وقعت لا على زهرة، وإنما على جبل، أو على مرعى، أو على شيء يستحيل أخذه أو حمله بعيدا.

ومن المؤكد أن كثيرا من الناس وربما أغلبيتهم، لا يرون الجبل إلاّ بنظرة سطحية عابرة، فهم يرغبون بدلا من رؤيته حقيقة، أن يعرفوا إسمه وارتفاعه، أو ربما يرغبون في تسلقه وهي كلها رغبة في امتلاك شيء منه.

ولكن يظل البعض قادرا على رؤيته والاستمتاع به حقيقة، ويستطيع المرء أحيانا أن يقرأ التجاوب الإنساني على تعبيرات الوجوه وقد رأيت أخيرا فيلما تلفازيا يقدم عروضا مدهشة يقوم بها البهلوانات والمهرجون في سيرك صيني، وفي الأثناء كانت الكاميرا تدور عدستها على وجوه النظارة وتصور تجارب أفراد من الجمهور، ورأيت أغلبية الوجوه تشرق وتعود إلى الحياة، وتصبح جميلة في تجاوبها مع العرض المليء بالحيوية والرشاقة، ولم يظل على جموده وبروده إلاّ الأقلية.

ومن الأمثلة الأخرى للاستمتاع بغير رغبة في التملك ما يمكن رؤيته بسهولة من تجاوب مع الأطفال الصغار، وفي هذا المثل أيضا يجب أن نحذر من سلوك خداع الذات، حيث يطيب لنا أن نرى أنفسنا في دور المحبين للأطفال، ومع ذلك فأنا أعتقد أن التجاوب الأصيل والحي مع الأطفال ليس نادر الحدوث.

وربما يعود هذا جزئيا إلى أن مشاعر أغلبية الناس تجاه الأطفال على خلاف مشاعرهم تجاه البالغين والمراهقين لا تعكرها أي مخاوف ومن ثم يشعرون بحرية التجاوب معهم بحب خالص، وهو أمر يستعصي علينا إن وقف الخوف في طريقنا..

كما أن الأشخاص الذين يستبد بهم حافز الامتلاك يريدون أن يملكوا الأشخاص الذين يحبونهم، ويمكن أن نلاحظ ذلك في العلاقات بين الآباء والأمهات وأطفالهم وبين المدرسين وتلاميذهم، وبين الأصدقاء، حيث لا يكتفي كل طرف بالاستمتاع البسيط بالطرف الآخر، وإنما يرغب في امتلاكه لنفسه ومن ثم تكون الغيرة ممن يريد أن ينازعه الملكية، وعموما فإن العلاقات التي يسودها نمط التملك تكون ثقيلة مرهقة، ومشحونة بالغيرة والصراعات.

بصفة عامة العوامل الأساسية التي تحكم هذا النوع من العلاقات هي المنافسة والتنافر والخوف، وينبع عامل التنافر والعداء من الطبيعة التملكية للعلاقة، لأنه إذا كان التملك هو أساس الإحساس بالهوية، لأني لست إلاّ ما أملك، فإن هذا لابد من أن يفضي إلى الرغبة في أن أملك الكثير وأن أستزيد إلى غير حدود.

أي إن الشراهة والجشع هما النتيجة الطبيعية للتوجه التملكي، ويمكن أن يتخذ الجشع أشكالا مختلفة منها: جشع البخيل، وجشع التاجر الباحث عن مزيد من الأرباح وكذلك جشع زير النساء وجشع صائدة الرجال، وأيا كان الشيء الذي يسيل له اللعاب فإن الجشع لا يشبع أبدا.

وما قيل عن العلاقات بين الأفراد ينطبق على العلاقات بين الأمم، فكما أن التوجه التملكي يولد الجشع ويفضي الى العداء والصراع بين الأفراد، كذلك الحال بين الأمم.

فطالما تتكون الأمم من أناس حافزهم الأساسي هو التملك والجشع فإن الأمم لا تملك إلا التوجه للحرب فيما بينها، فكل أمة تنفس الأمة الأخرى ما تملك، وتحاول أن تنتزعه منها بالحرب، أو بالضغوط الاقتصادية أو بالتهديد والابتزاز وتستخدم هذه الأساليب ضد الدول الضعيفة خاصة.

وتتشكل تحالفات للنيل من الدول المستهدفة بالقوة ولا تتردد أي دولة تتوسم في نفسها التفوق عن شن الحرب، لا لأنها تعاني اقتصاديا وإنما لأن الرغبة في تحقيق الفتوحات وامتلاك المزيد مغروسة غرسا عميقا في الشخصية الاجتماعية.

المصدر:
بتصرف من كتاب "الانسان بين الجوهر والمظهر"  للكاتب  "إريك فروم"
الانسان
التفكير
الشخصية
السلوك
المجتمع
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    على مرسى النبوة

    النشر : الأحد 19 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    ما وراء امرأة الثورة

    النشر : الأحد 20 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    تعرفوا على الأطعمة المفيدة والمضرة بصحة الكبد

    النشر : الثلاثاء 12 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 32 ثانية

    البوتاسيوم وأهم الأطعمة الغنية به

    النشر : الثلاثاء 04 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 50 ثانية

    الصادق يشكو وحدته

    النشر : الخميس 20 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 56 ثانية

    خطبة الرسول في يوم الغدير

    النشر : الأربعاء 16 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 56 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1022 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 803 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 657 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 648 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 621 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 529 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1058 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1022 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 976 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 803 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • السبت 02 آب 2025
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • السبت 02 آب 2025
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • السبت 02 آب 2025
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • السبت 02 آب 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة