• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

التجاوب الإنساني: بين مد التملك وجزر التنافر

ليلى قيس / الأربعاء 12 كانون الثاني 2022 / ثقافة / 1895
شارك الموضوع :

العوامل الأساسية التي تحكم هذا النوع من العلاقات هي المنافسة والتنافر والخوف

إن رغبة الحب والود والاستمتاع بشيء دون رغبة في امتلاكه هو أمر متفاوت جدا، والحق أنه ليس من السهل على الإنسان الغربي الحديث أن يفصل بين المتعة والتملك، وإن يكن ذلك ليس غريبا تماما عنا، غير أن مثل الزهرة...

إذ لا ينطبق إذا كانت نظرات المتجول قد وقعت لا على زهرة، وإنما على جبل، أو على مرعى، أو على شيء يستحيل أخذه أو حمله بعيدا.

ومن المؤكد أن كثيرا من الناس وربما أغلبيتهم، لا يرون الجبل إلاّ بنظرة سطحية عابرة، فهم يرغبون بدلا من رؤيته حقيقة، أن يعرفوا إسمه وارتفاعه، أو ربما يرغبون في تسلقه وهي كلها رغبة في امتلاك شيء منه.

ولكن يظل البعض قادرا على رؤيته والاستمتاع به حقيقة، ويستطيع المرء أحيانا أن يقرأ التجاوب الإنساني على تعبيرات الوجوه وقد رأيت أخيرا فيلما تلفازيا يقدم عروضا مدهشة يقوم بها البهلوانات والمهرجون في سيرك صيني، وفي الأثناء كانت الكاميرا تدور عدستها على وجوه النظارة وتصور تجارب أفراد من الجمهور، ورأيت أغلبية الوجوه تشرق وتعود إلى الحياة، وتصبح جميلة في تجاوبها مع العرض المليء بالحيوية والرشاقة، ولم يظل على جموده وبروده إلاّ الأقلية.

ومن الأمثلة الأخرى للاستمتاع بغير رغبة في التملك ما يمكن رؤيته بسهولة من تجاوب مع الأطفال الصغار، وفي هذا المثل أيضا يجب أن نحذر من سلوك خداع الذات، حيث يطيب لنا أن نرى أنفسنا في دور المحبين للأطفال، ومع ذلك فأنا أعتقد أن التجاوب الأصيل والحي مع الأطفال ليس نادر الحدوث.

وربما يعود هذا جزئيا إلى أن مشاعر أغلبية الناس تجاه الأطفال على خلاف مشاعرهم تجاه البالغين والمراهقين لا تعكرها أي مخاوف ومن ثم يشعرون بحرية التجاوب معهم بحب خالص، وهو أمر يستعصي علينا إن وقف الخوف في طريقنا..

كما أن الأشخاص الذين يستبد بهم حافز الامتلاك يريدون أن يملكوا الأشخاص الذين يحبونهم، ويمكن أن نلاحظ ذلك في العلاقات بين الآباء والأمهات وأطفالهم وبين المدرسين وتلاميذهم، وبين الأصدقاء، حيث لا يكتفي كل طرف بالاستمتاع البسيط بالطرف الآخر، وإنما يرغب في امتلاكه لنفسه ومن ثم تكون الغيرة ممن يريد أن ينازعه الملكية، وعموما فإن العلاقات التي يسودها نمط التملك تكون ثقيلة مرهقة، ومشحونة بالغيرة والصراعات.

بصفة عامة العوامل الأساسية التي تحكم هذا النوع من العلاقات هي المنافسة والتنافر والخوف، وينبع عامل التنافر والعداء من الطبيعة التملكية للعلاقة، لأنه إذا كان التملك هو أساس الإحساس بالهوية، لأني لست إلاّ ما أملك، فإن هذا لابد من أن يفضي إلى الرغبة في أن أملك الكثير وأن أستزيد إلى غير حدود.

أي إن الشراهة والجشع هما النتيجة الطبيعية للتوجه التملكي، ويمكن أن يتخذ الجشع أشكالا مختلفة منها: جشع البخيل، وجشع التاجر الباحث عن مزيد من الأرباح وكذلك جشع زير النساء وجشع صائدة الرجال، وأيا كان الشيء الذي يسيل له اللعاب فإن الجشع لا يشبع أبدا.

وما قيل عن العلاقات بين الأفراد ينطبق على العلاقات بين الأمم، فكما أن التوجه التملكي يولد الجشع ويفضي الى العداء والصراع بين الأفراد، كذلك الحال بين الأمم.

فطالما تتكون الأمم من أناس حافزهم الأساسي هو التملك والجشع فإن الأمم لا تملك إلا التوجه للحرب فيما بينها، فكل أمة تنفس الأمة الأخرى ما تملك، وتحاول أن تنتزعه منها بالحرب، أو بالضغوط الاقتصادية أو بالتهديد والابتزاز وتستخدم هذه الأساليب ضد الدول الضعيفة خاصة.

وتتشكل تحالفات للنيل من الدول المستهدفة بالقوة ولا تتردد أي دولة تتوسم في نفسها التفوق عن شن الحرب، لا لأنها تعاني اقتصاديا وإنما لأن الرغبة في تحقيق الفتوحات وامتلاك المزيد مغروسة غرسا عميقا في الشخصية الاجتماعية.

المصدر:
بتصرف من كتاب "الانسان بين الجوهر والمظهر"  للكاتب  "إريك فروم"
الانسان
التفكير
الشخصية
السلوك
المجتمع
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    لعبة القدر!

    النشر : الأثنين 12 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    رحلة الغدير في جمعية المودة والازدهار

    النشر : الأربعاء 27 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كل ما تريدين معرفته عن حبوب منع الحمل

    النشر : الأحد 24 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    محمد رسول الرحمة

    النشر : الخميس 27 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    المعايير الأخلاقية وعلاقتها بمكافحة الفقر حسب منظور الامام علي

    النشر : الأربعاء 20 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    بالانفوغرافيك: حصاد جمعية المودة والازدهار خلال 2020

    النشر : الخميس 04 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1026 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 375 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 369 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 357 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 342 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3462 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1089 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1074 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1030 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1026 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1000 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 20 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 20 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 20 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة