• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ما هو الوجه الآخر لمتلازمة ستوكهولم؟

زهراء وحيدي / السبت 17 كانون الأول 2022 / ثقافة / 2169
شارك الموضوع :

يمكن اعتبار متلازمة ستوكهولم كنوع من الارتباط الذي له علاقة بالصدمة، ولا يتطلب بالضرورة وجود حالة خطف

تعرّف متلازمة ستوكهولم على أنها ظاهرة نفسية تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو مَن أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يُظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المُختَطَف مع المُختَطِف. وتسمى أيضاً برابطة الأَسْر أو الخطف وقد اشتهرت في العام 1973 حيث تُظهر فيها الرهينة أو الأسيرة التعاطف والانسجام والمشاعر الإيجابية تجاه الخاطف أو الآسر، تصل لدرجة الدفاع عنه والتضامن معه، هذه المشاعر تعتبر بشكل عام غَيْرَ منطقية ولا عقلانية في ضوء الخطر والمجازفة اللتين تتحملهما الضحية، إذ أن الضحية تفهم بشكل خاطئ عدم الإساءة من قبل المعتدي إحساناً ورحمة. وقد سجلت ملفات الشرطة وجود متلازمة ستوكهولم لدى 8% من حالات الرهائن.

ويمكن اعتبار متلازمة ستوكهولم كنوع من الارتباط الذي له علاقة بالصدمة، ولا يتطلب بالضرورة وجود حالة خطف، فهو ترابط عاطفي قوي يتكون بين شخصين أحدهما يضايق ويعتدي ويهدد ويضرب ويخيف الآخر بشكل متقطع ومتناوب.

إحدى الفرضيات التي تفسر هذا السلوك، تفترض أن هذا الارتباط هو استجابة الفرد للصدمة وتحوله لضحية، فالتضامن مع المعتدي هو إحدى الطرق للدفاع عن الذات. فالضحية حين تؤمن بنفس أفكار وقيم المعتدِي فإن هذه الأفكار والتصرفات لن تعتبرها الضحية تهديدًا أو تخويفا. وقد يطلق على متلازمة ستوكهولم خطأً اسم متلازمة هلسنكي.

وأُطلق على هذه الحالة اسم «متلازمة ستوكهولم» نسبة إلى حادثة حدثت في ستوكهولم في السويد حيث سطا مجموعة من اللصوص على بنك كريديتبانكين Kreditbanken هناك في عام 1973، واتخذوا بعضاً من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام، خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفياً مع الجناة، وقاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم.[1]

ولكن وبرأيي الشخصي هنالك وجها آخر لهذه المتلازمة، إذ ليس من الضروري أن يظهر العدو دائما بوجه الخاطف أو المتعدي الجسدي، فهنالك الكثير من التعابير المختلفة للاعتداء، والهجوم الفكري والثقافي الذي يشنه العدو اليوم على المجتمعات الإسلامية هو أكبر اعتداء بحق الانسان الحر، ومع بالغ الأسف هنالك الكثير من الناس يعانون من متلازمة ستوكهولم، لأنهم يتعاطفون مع العدو الذي يحاول نزع القيم والعادات السامية من المجتمع وقيادته إلى الانحراف والضلال.

فالعدو اليوم بات أذكى من الأمس، يحاول أن يظهر بالوجه الحسن بينما يخبئ تحت عباءته الحقد والكراهية للاسلام، ولعل أكثر فئة تفسر نوايا الغرب على أنها حسنة هي فئة الشباب والمراهقين، وهذه الفئة تحديدا هي المستهدفة من قبل العدو في فرمتة العقول والسيطرة على الأفكار، لكونها تمثل الشريحة الأهم في بناء المجتمع وتقدمه.

فيعمل الغرب اليوم على تقديم الأفلام والمسلسلات وحتى البرامج والكتب التي تحوي الأفكار والمعتقدات المنحرفة برداء العصرنة والتطور، وهنا تكمن أصل الخدعة، فعندما ينبهر الانسان بهذا التطور الذي وصل إليه الغرب ويستشعر النقص الموجود في دولته تبدأ عنده لا اراديا استقبال الأفكار المدسوسة في الفلم أو المسلسل الذي يتلقاه لأنه يجدهم أعلى مرتبة منه، وشيئا فشيئا يتحول الحرام إلى أمر عادي يمكن تقبله في المجتمع.

ولا يعرف بأن هذا التراجع الذي تمر به البلاد هو بسبب العدو، لإن عملها الأول هو هدم المجتمعات من كل النواحي، سواء الاقتصادية، السياسية، الثقافية، الأخلاقية، فتحاول احتكارها من جميع النواحي والتضييق عليها لكي تبقى المجتمعات تحت سيطرتها منبهرة بتطورها وتجدها المثل الأعلى في العلم والاقتصاد والثقافة المزيفة، فتستقبل منها كل الأفكار والمعتقدات المطروحة وتقع في مصيدة الغرب.

فتجد مع كل هذه المصائب التي تلحق بالشعوب الإسلامية بسبب الغرب إلا أن هنالك من يدافع عنها ويتعاطف معها ويغض البصر عن المجازر التي يصنعها العدو مع أبناء بلاده!

لربما نفسيا يفسر هذا الأمر على أنها متلازمة ستوكهولم ولكنها في الحقيقة المطلقة "جهل مركب"، فالانسان الذي لا يميز محور الحق عن الباطل في زمانه ولا يشخص العدو من الصديق هو جاهل، ومن يتغاضى ويساير جهله من خلال التعاطف مع الباطل فهو جاهل فوق جهله وتلك مصيبة أعظم.

لو أردنا معرفة الآثار الجانبية لمتلازمة ستوكهولم مقابل آثار الجهل المركب كم ستكون يا ترى؟، إذا كان تأثير المتلازمة هو تأثير فردي فتأثير الجهل هو تأُثير على المجتمع كله، فالتأثير هنا لا يقتصر على شخص واحد بل يؤثر على أمة كاملة.

من هنا يجب أن يشعر الانسان بالمسؤولية ويعرف بأن حمل الإسلام هو حمل ثقيل ويجب أن يتقسم على أكتاف الأمة جميعا، والجميع مسؤول عن هذا الحمل الإلهي الذي كلفنا الله به، والتعاطف أو الدفاع عن العدو يعني أنه تمكن منا وأصبحنا تحت سيطرته تماما وهذا هو الهدف الذي يريد الوصول إليه في ضرب الأمة الإسلامية في العالم.


[1] ويكيبيديا

 

المجتمع
التفكير
السلوك
الغرب
الشباب
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: حوار مع الآخر

    النشر : الأربعاء 01 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    حَمامات في قاعة الإنتظار

    النشر : الأثنين 06 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    ٢٠٢٠: عام اعتقال أم إنعتاق العالم؟

    النشر : الأثنين 18 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    رحلة الغدير في جمعية المودة والازدهار

    النشر : الأربعاء 27 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    الإغراق الادراكي: الخدعة التي تستخدمها شركة ببسي في الدعاية

    النشر : الأربعاء 18 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    إليك أسباب جفاف اليدين وتشقق الجلد وكيفية علاجها

    النشر : الأحد 01 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 497 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 433 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 381 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 359 مشاهدات

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    • 327 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1207 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1112 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1090 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 10 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 10 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 10 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 10 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة