• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

شيروفوبيا: تاريخ انقضاء السعادة

زهراء وحيدي / السبت 31 كانون الأول 2022 / ثقافة / 1413
شارك الموضوع :

يؤسفني أن أقول بأن المصدر الأساسي لهذه الأحاسيس والمشاعر التي يعيشها الإنسان هي عدم حسن الظن بالله

في إحدى الجلسات الحميمة التي جمعتني مع قريبتي سارة التي جاءت للتو من أوربا بعد اغتراب طال أكثر من ٢٥ سنة.

كنت متشوقة جدا لرؤيتها، إذ كانت لها رؤية مختلفة عنا فهذا البعد عن المجتمع العربي لهذه الفترة الطويلة جعلها أكثر ابتعادا عن العادات أو التقاليد التي ترعرعنا عليها هنا.

اللطيف جدا أنها اندمجت سريعا مع العائلة، كنا نخوض معها أحاديث هادئة وحميمية، وتبادلنا الكثير من الكلام الممتع حتى بدأت أصوات ضحكاتنا تتعالى في أرجاء البيت فقالت فاطمة بنت خالتي وملامح القلق تبدو على محياها "اللهم اجعلها ضحكة خير"..

نظرت إليها سارة وقالت بصوت خافت: هل تعانين من شيروفوبيا؟، فأجابت فاطمة: هل تقصدين الرهاب الاجتماعي لا كفانا الله شرها، لماذا؟!

فردت عليها سارة: إذن لماذا شعرتِ بالقلق ونحن في حالة جيدة ومستمتعين بوقتنا؟

قالت فاطمة: لا شيء فقط خفت أن تنقلب فرحتنا علينا، فالأفراح لا تدوم لأمثالنا.

استغربت سارة من هذا الكلام ولم تستوعب ما قالته فاطمة، إلاّ أن خديجة تداركت الموضوع وغيرت مسار الحديث بالسؤال الذي وجهته لسارة عن اسم الكريم الذي تستخدمه لبشرتها.

فعلا تغير مجرى الحديث، ولكني بقيت أفكر في هذا الأمر فما قالته ساره فعلا منطقي، إذ ليس هنالك أي دليل علمي يفسر حالة فاطمة سوى أنها تعاني من الشيروفوبيا والتي تعتبر حالة نفسية يقوم فيها المريض بتجنب التجارب أو المواقف السعيدة. ولكن إذا أردنا أن نطلق على هذا الأمر رهاب أو شيروفوبيا فكم شخص في المجتمع العربي يعاني من هذا المرض؟

مع بالغ الأسف هذا الأمر نابع من الخوف من المستقبل، ومن فكرة أن السعادة لا تدوم هي فكرة متجذرة في عقول الناس، يؤسفني أن أقول بأن المصدر الأساسي لهذه الأحاسيس والمشاعر التي يعيشها الإنسان هي عدم حسن الظن بالله.

فالإنسان الذي يحسن الظن بالله لن ينتظر من الله إلّا الخير، فاللحظات السعيدة التي يهبها الله للإنسان من المستحيل أن تنتهي ما دام الانسان يحسن الظن بالله، فالله تعالى أكرم من أن يعكر صفو حياتنا ليعطينا شيئا ويأخذه بعد ذلك. (حاشا لله)

فقط الذي يسوء الظن هو الذي يعتقد بأن الله سيزيل عنه هذه اللحظات وأنه سيستبدلها شرا وفعلا يحصل له ذلك، إذ يقول الإمام الرضا (عليه السلام): أحسن الظن بالله، فإن الله عز وجل يقول: أنا عند ظن عبدي المؤمن بي، إن خيرا فخيرا، وإن شرا فشرا"[1] إنها قاعدة إلهية، فعلى حسب ظنك بالله يكون رزقك، إن كان خير فخيرا، وإن كان شر فشرا...

ومع بالغ الأسف أن هذه المعتقدات السيئة انتشرت في عقول الناس وتوارثتها الأجيال فيما بينها فباتت السعادة على أثر هذه الأفكار أشبه بعلبة جبنة لها تاريخ انقضاء ومن الممكن أن تنتهي صلاحيتها في أي وقت وتكون غير قابلة للاستخدام!.

هذه الأفكار نابعة من قلة الايمان بالله تعالى وقد يحاسب الانسان عليها، يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): "والذي لا إله إلا هو، لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لأن الله كريم بيده الخيرات، يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه، فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه"[2].

 


[1] الكافي: ٢ / ٧٢ / ٢.

[2] البحار: ٧٠ / ٣٦٦ / ١٤ وص ٣٨٥ / ٤٦.

السعادة
الايمان
صحة نفسية
الايجابية
السلبية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    خمسُ دقائِق إلى الغَدير

    النشر : الأثنين 17 آب 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الحسين.. ذكر يتجدد وعدو يترصد

    النشر : الأربعاء 25 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الخريجون.. أحلام في غياهب الجب وأمل التعين بات مستحيلا

    النشر : الأحد 08 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ماهو سبب ارتفاع اصابات وفيات الحصبة؟

    النشر : السبت 18 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    اجتماعات العمل.. تطوير للمهارات أم هدر للوقت؟

    النشر : الأربعاء 10 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    هل قضية تحرير المرأة تضعها في مواجهة الرجل؟

    النشر : الخميس 09 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1071 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1022 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 371 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 364 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 337 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 336 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3455 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1086 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1071 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1022 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1016 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 996 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 9 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 9 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 9 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة