• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كُوني رَافِدة أَو اِسْتَقِي مِنْ الرَوافِد

فاطمة الركابي / الثلاثاء 24 كانون الثاني 2023 / ثقافة / 1636
شارك الموضوع :

إن تَواجد الإمام بشكل طبيعي سيكون في مكان معين، لذا الأماكن الأخرى تحتاج لمن يمثله بها

ورد عن أبي محمد (عليه السلام) قال: قال علي بن محمد (عليهما السلام): «لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا (عليه السلام) من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة، كما يمسك صاحب السفينة سكانها أولئك هم الأفضلين عند الله عز وجل»(١).

من أبرز معالم فترة إمامة إمامنا الهادي (عليه السلام) كانت هي التمهيد لزمن غيبة الإمام المعصوم عن مواليه، وتبين سُبل الاسترشاد لمن سينوب عليهم في أداء بعض تكاليف منصب الإمامة المرتبطة بشؤون الناس العامة الدينية والدنيوية منها.

الحاجة لمن ينوب عن الإمام دائمة

إن للعلم الإلهي نبع هو الأصل فيما يصل ألينا، ومن الطبيعي أن لهذا النبع روافد، فالأرض كما إنها "لا تخلو من حجة" هي "لا تخلو من عالم رباني متصل بالحجة الإلهية"، له خصائص ومواصفات، يمكن لعامة الناس أن ترجع إليه، فإن كان بوجود الحجة يوجد من ينوب عنه من السفراء والفقهاء والقضاة والولاة.

 كما ورد في وصف زمن الظهور ففي الحديث الشريف عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «كأنّي أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة، قد ضربوا الفساطيط، يعلّمون الناس القرآن كما اُنزل»(٢). وفي الغيبة للنعماني، عن محمد بن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) قال: «إذا قام القائم [بعث] في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلا يقول عهدك [في] كفك، فإذا ورد عليك ما لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه، فانظر إلى كفك واعمل بما فيها»(٣).

فإن تَواجد الإمام بشكل طبيعي سيكون في مكان معين، لذا الأماكن الأخرى تحتاج لمن يمثله بها، فكل إمام لا يدير المجتمع بالتدبير الغيبي إنما بالطرق والأساليب الطبيعية. فكيف إن كان شخص الإمام غائب، لا يعرفه أحد، لا يصل إليه أحد، ليس ظاهر بشكل علني؟! فإن وجوب وجود علماء فقهاء فضلاء ربانيين مرتضيين من قبل الإمام، يمثلون هذه الروافد أمر مسلم وقطعي، هذا من جانب.

ومن جانب آخر نجد هذا المدح والتفضيل لدور علماء زمان الغيبة من قبل الله تعالى لأجل هذه السبب بالتحديد، وذلك لما لهم من دور عظيم وخطير لحفظ الخط الإلهي، ولحفظ سلامة عقيدة التوحيد في الأجيال، ولما لهم من دور مباشر في غيبة الإمام في رفع الشبهات وتنوير عقول الناس بنور علم الله تعالى، ومعارفه الحق.

علامة فارقة في تشخيص الروافد

كما إن الرواية أعطت علامة بارزة وفارقة عن العالم الحقيقي من غيره، وهي إنه يدعو الناس للإمام لا لنفسه، هو يريد جمع الناس حول الإمام لا حوله، يدافع عن منهج الإمام، ويدفع عنه أي شبهة أو إشكال تبث هنا أو هنا، فكل كلامه وأفعاله وأفكاره يصب تناولها إلى ختامها بما يُشم منه رائحة عبق يوسف فاطمة (عليهما السلام)، بحيث يجعل المتلقين مرتبطين به، يفكرون به، متوجهين إليه، لا أن يستغل اقتران اسمه بالإمام ليروج وليثبت أفكاره وما هو مقتنع به، فيأخذ الناس بعيدًا عن فكر ومنهج الإمام، وهذا مائز لا يصعب على أحد إن يصل إليه.

بالنتيجة لهذا النبع الإلهي روافد يستقون منه، ويسقون الناس ممن لا يتمكنون أن يصلون لذلك النبع بشكل مباشر.

تكليفنا ما هو؟

أما تكليفنا هو إما أن نكون من أهل الهمة وطلب معالي الأمور فتكون هذه الرواية الواردة عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: «...وتؤتون الحكمة في زمانه حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) »)٤)، حافز لنا في أن نكون على هذا المستوى من المعرفة، ولنا نصيب من هذا الدور التعليمي في زمن ظهور إمامها.

فلا نتوقف عن طلب المزيد من علوم كتاب الله ومعارفه، وسنة نبيه المصطفى وعترته الأطهار، فلهذه المعارف أنوار كلما كانت المرأة مستمرة في مطالعتها، محاولة فهمها والعمل بها، كلما امتزج شيء منها بوجودها، وتوسعة الهالة النورانية في داخلها، ففي ذلك تثبيت لعقيدتها وتقوية لقلبها في زمن توسعة فيه الظلمة وانتشر بهِ الضلالة بكثرة.

أما من لا تستطيع أن تكون رافدًا، فلتُحصن فكرها وعقائدها بأن لا تنقطع عن أن تسقي عقلها وفكرها من هذه الروافد الواضحة، ذات السقاية الصافية النقية، التي كلما اغترفت منهم غرفة ارتوت معرفةً وحبًا لإمامها، وأزالت من قلبها تلك الحجب وقشعت عن بصيرتها تلك الظلمات التي كانت تحول بينها وبين استشعار وجود إمامها.

فالرافد الذي لا يقربها من الإمام بشكل حقيقي/ جدي إما تقصير منها بعدم الانتفاع مما تستقيه منه، أو إنه ليس المقصود في الرواية، وعليها أن تبحث عن غيره وتستعين وتطلب من الإمام أن يدلها على من يقربها ويدلها عليه، من أدلائه الخلص المتقين، وأن يوفقها لتكون منهم.

__

(١) بحار الأنوار : ج 2، ص 6.
(٢) كتاب الغيبة: ص ٣١٨، ح ٣.
(٣) كتاب الغيبة: ج ١، ص ٢٤٣.
(٤) بحار الأنوار : ج ٥١، ص ٣٠.

الامام الهادي
الامام المهدي
الشيعة
التاريخ
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    صناعة التفاهة

    النشر : الخميس 20 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    ماهي أسباب تشقق الشفتين؟

    النشر : الأثنين 13 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    فوائد مذهلة للصيام.. تعرف عليها

    النشر : الثلاثاء 10 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    لا تقارني زوجكِ حتى بأبيكِ!

    النشر : الثلاثاء 04 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    قراءة في كتاب: عالج مشكلاتك النفسية بنفسك

    النشر : الأربعاء 26 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    نشيج الأرجوان

    النشر : الأربعاء 31 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 26 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 553 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 475 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 423 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 415 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 380 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1200 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1166 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1087 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 677 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 20 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 20 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 20 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 20 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة