• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

قوّة التخلي والتغيير.. درسٌ رمضانيّ

مريم حسين العبودي / الأثنين 18 آذار 2024 / ثقافة / 1275
شارك الموضوع :

يرتقي بالنفس للسمو والعلا، فكيف ستكون محطتك الرمضانية هذا العام، وكم ستقف عندها

قبل أيام رأيت مشاركة لقريبةٍ لي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي ما فحواه (أن رمضان يأتي كل سنة في الوقت المناسب، حين تظن أنك قد استنفدت كل طاقتك، يأتي ليرمم كل شيء). حين تأملت في ذلك رأيت فيه صحةً بالغة، إن هذا الشهر يأتي في وقتٍ تكون فيه بأمس الحاجة لشحن طاقتك الوجودية لتستطيع إكمال ما بقي من السنة، يأتي حانياً محتضناً ومواسياً، يأتي ليُخبرك أنك الآن تستطيع أن تتحرر من كل أثقالك، أن تحطَ رحالك وتفرغ حمولة سفرك بعد عناء الطريق، أن تنزل من ذلك المركب الذي خشّب عظامك وروحك، انك وصلت لنبعِ ماءٍ هانئ لذةُ للشاربين ولك أن تنهل منه ما شئت لتهيئ نفسك لسفرٍ جديد آخر، سفرٌ بهمّةٍ عالية ودأبٌ على الوصول. شهرُ رمضان هو المحطة التي تريح ركابك عندها، إذ يعمُ هدوءٌ كونيّ غريب كل شيء.

يحِلُ رمضان وتحِلُ معه سكينةٌ تمنح الأرض هُنيهةٍ من الهجوع لتوقف دورانها المتعجّل وتشرع بالعودة إلى بواطن النفس، ترجعُ إلى أرضٍ طال هجرها وسُجنت خلف قضبان الملذات والعجالة الكونية التي لا تعطي مجالاً لبضعة أنفاسٍ متأنية. نفسٌ أمّارةٌ بالطلب والرغبات وتحقيق المبتغى، نفسٌ لا تعرفُ كيف تُهذّب بالحرمان وتُمّرن بالتصبّر والانصياع. لقد تمردت الأنفس وتنامت متطلباتها وزادت التلبيات، فلا يقبل المرء اليوم أن يخضع لبضع قوانين أو أن يحرم نفسه من وجبة طعام الفاصل الوحيد بينه وبينها لمسات بسيطة على شاشة الهاتف ويتكفل تطبيق التوصيل بعدها بكل شيء.

يتأثر الأفراد اليوم بكل التطور الذي يُغذي مفاصل الحياة ويغيّر في طبيعتها بشكل يومي؛ حتى بات التخلي عن بعض ملذاتها أو رخاءها أمرٌ في غاية الصعوبة، حيث لا يرى الأفراد اليوم أنهم مضطرون لحرمان ذواتهم من شيء، فإن كانت الحالة المادية يسيرة بل وحتى متوسطة اليُسر، لم لا يُتمتع بكل ما يمكن التمتع به؟ ويحذو الفرد حذو الأفراد الآخرين في ما يمكن أن يسمى عدوى البذخ والرفاهية، إذ لا يجد في نفسه قصوراً ليتمتع فلان وفلان بشيء لا يتمتع به هو، فالآخر ليس افضل منه ليذهب كل يوم إلى مطعم جديد وينفق المال كله لإشباع جوعه الوهميّ الذي ليس للأكل بقدر ما هو جوعٌ للمكانة الاجتماعية التي يُظن إنها تُكتسب من تقليد الآخرين والاشتراك معهم في كل ما يفعلونه. كما تحذو الجماعة حذو جماعات أخرى، فتقلّد العوائل بعضها وتنشأ ظاهرة من السباق اللاواعي لاحتلال الصدارة في الترفيه الذاتي والخروج للعالم بصورة التمكّن والرضى الذي لا يوّلد سوى صور مزيفة تخفي خلفها الكثير من الفراغ والحرمان المشاعري.

يأتي رمضان ليدحض كل هذه المظاهر الاجتماعية الناشئة، فالكل سواسية فيه كأسنان المشط لمدة 30 يوماً ومن طلوع الشمس حتى غروبها، الجميع يحجم عن عيش مظاهر الترف والبذخ بشكل إجباريّ لا إمكانية للمماطلة فيه، الجميع يجوع ويعطش ويمسك نفسه عن الانفلات البشري الذي لا يعرف تربيةً للذات أو تحكماً فيها.

إنها فرصة سنوية عظيمة لا تمر مر الكرام لمن فطن لثمنها وقيمتها، قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): (لو يعلم العبد ما في رمضان، لودّ أنْ يكون رمضان السنة). إذ إنه محطة يقف عندها المرء فيعرض على نفسه صحائف أعماله ويراجعها بتأنٍ حتى يعلم الصالح منها وما أحسن فيه فلا يغتّر به بل يحسنه أكثر، وما أساء فيه فيحدد نقاط السوء وأسبابها، مهما كبرت أو صغرت، فالتأديب الذاتي يوفر على المرء تراكم العبر غير المستفاد منها، ويرتقي بالنفس للسمو والعلا، فكيف ستكون محطتك الرمضانية هذا العام، وكم ستقف عندها.!

شهر رمضان
الصيام
التفكير
السلوك
المجتمع
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    مناهج للحياة.. حكايتي مع الحسين

    النشر : الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    أوجه التشابه البلاغية بين السيدة زينب والامام علي

    النشر : الخميس 07 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    عبادة الصيام وزرع بذور احترامها

    النشر : الخميس 14 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    زاد المنتظرين من مائدةِ دُعاء زمن الغيبة

    النشر : الثلاثاء 18 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    سخطٌ بنّاء خيرٌ من صمتٍ يهدم

    النشر : الأثنين 29 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    مقاييس فاطمية: قاعدة لبناء أساس العفاف بين الواقع والمواقع

    النشر : الثلاثاء 24 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 996 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 636 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 583 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 441 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1071 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1049 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 996 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 972 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 8 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 8 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 8 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة