• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

التربية المهدوية.. ورشة اقامتها جمعية المودة والإزدهار

زينب كاظم التميمي / الخميس 27 آذار 2025 / تربية / 496
شارك الموضوع :

يمكننا أن نربي أبناءنا بطريقة ترضي الله سبحانه وتعالى، مثل تربية فكرهم وروحهم بنهج مهدوي

تزامناً مع أيام النصف من شعبان وميلاد صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف)، أقامت جمعية المودة والإزدهار ورشة إلكترونية بعنوان «التربية المهدوية، لماذا وكيف؟» قدمتها الأُستاذة فاطمة مرتضى معاش، المتخصصة في علم النفس وباحثة وكاتبة في نهج البلاغة، وذلك في تاريخ 11 شعبان الهجرية، الموافق 10 من شهر فبراير 2024 الميلادي.

بدأت الأُستاذة فاطمة معاش حديثها بتوضيح رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام): «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأُمُورِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا». ثم بينت معنى السفساف والذي يُشير إلى الأمور الحقيرة والرديئة، في حين أن المَعْلاة هو جمع المعالي ويعني كسب الشرف والرفعة.

انتقلت الأُستاذة إلى ربط هذا البحث مع التربية، مشيرة إلى أنه في عالم التربية مع أبنائنا، يمكننا تحديد أهدافنا ضمن نطاقين مختلفين:

النطاق الأول هو أن نكتفي بأقل الأمور، حيث نكتفي العناية بالطفولة العادية والروتينية، مثل الاهتمام بالطعام والملبس والموارد الأساسية للطفل. وهذا ما نطلق عليه "السفساف" في التربية، أما في النطاق الثاني، نستطيع السعي نحو الأهداف العليا في التربية، فيمكننا أن نربي أبناءنا بطريقة ترضي الله سبحانه وتعالى، مثل تربية فكرهم وروحهم بنهج مهدوي كجزء من عملية الانتظار، وهذا ما نعنيه بـ "المعالي" في التربية، يتعين على كل إنسان مسلم شيعي أن يرفع من مستوى أهدافه في الحياة، وألا يكتفي بالظواهر والسفاسف، خصوصًا أنه يتبع أهل البيت (عليهم السلام). فآل البيت (عليهم السلام) هم عظماء، ومن ينتسب إليهم يجب أن يسعى للتقرب إلى نبع العظمة.

ولكن عندما نقول التربية المهدوية ماذا نقصد بذلك؟

هناك تعاريف متعددة لهذا الاصطلاح منها:

التعريف الأول: الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) هو الإنسان الكامل الذي تجسدت فيه جميع الاستعدادات والطاقات البشرية في أرقى مستوياتها. والتربية المهدوية تعني توفير الظروف المناسبة لتنمية هذه الاستعدادات والطاقات البشرية، مع اتخاذه (عليه السلام) قدوةً ومثالاً يُحتذى به.

التعريف الثاني: الانتظار هو من العمليات الأساسية في عصر غيبة صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف). يتميز الإنسان المنتظر بصفات حميدة، وتربية الأولاد للتحلي هذه الصفات تُعرف بالتربية المهدوية.

التعريف الثالث: تربية الطفل ليصبح ناصراً لصاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف) أو أحد أصحابه. يتضمن هذا التعريف غرس القيم والمبادئ التي تجعل من الطفل شخصية مؤمنة وقوية، تساند الإمام في تحقيق أهدافه والمبادئ التي يدعو إليها.

 وحسب الروايات الشريفة، يمكن للأم اليوم مواجهة جميع التحديات التي تطرأ في المجتمع، وتربية أطفالها وفقاً للتربية المهدوية لتحقيق مستقبل مشرق. وقد تم تقديم تحليلات للروايات الموجودة في هذا المجال لدعم هذا الرأي.

ولكن كيف يمكننا أن نصل الى الهدف الذي يعني بتربية أطفال مهدويين؟

لتحقيق التربية المتوازنة والصحيحة، يجب مراعاة التوازن بين أربعة أبعاد أساسية في شخصية الإنسان:

1- البعد الجسمي: فهو البعد المادي الذي نراه بالعين المجردة.

2- البعد الروحي: فهو البعد الذي يخص مشاعر الانسان وما يحبه ويبغضه.

3- البعد المعنوي: فهو البعد الذي يخص علاقتنا بالله سبحانه وتعالى وأهل البيت (عليهم السلام) واحتياجنا للدين.

4- البعد الاجتماعي: فهو البعد الذي يخص علاقة الانسان مع والديه وأرحامه وأصدقاءه والمجتمع الذي يعيش فيه.

إذا أردنا أن تسير حياتنا بشكل صحيح، يجب أن نعمل على تحقيق التوازن بين هذه الأبعاد الأربعة، ونسعى لتربية أطفالنا بناءً على هذا التوازن، في التربية المهدوية، يجب أيضًا مراعاة هذه الأبعاد لتحقيق النتائج المرجوة.

وأعطت بعض الأمثلة لتوضيح هذه الفكرة أكثر، وذكرت أنه كثير من الأبحاث العلمية والدورات تهتم بالأبعاد التي تم ذكرها، ولكن القليل منهم يولي اهتمامًا كافيًا للبعد المعنوي، لهذا سيكون التركيز في هذه الورشة على تربية البعد المعنوي لدى الطفل، حيث يتم الحديث عن الأبعاد الأخرى بشكل أكثر في المجتمع. لكن البعد المعنوي يحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة.

يمكن تلخيص الاهتمام بالبعد المعنوي في التربية المهدوية في نقطتين أساسيتين:

النقطة الأولى: معرفة الإمام صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف)، فعن الامام الحسن العسكري (عليه السلام):« لَيَغِيبَنَّ غَيْبَةً لَا يَنْجُو فِيهَا مِنَ الْهَلَكَةِ إِلَّا مَنْ‏ ثَبَّتَهُ‏ اللَّهُ‏ عَزَّوجَلَّ عَلَى الْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ وَوَفَّقَهُ فِيهَا لِلدُّعَاءِ بِتَعْجِيلِ فَرَجِهِ»[1]، الشخص الذي يعرف إمام زمانه يكون ثابتًا على الإيمان بإمامته. لذا، فإن معرفة صاحب الزمان هي عملية يجب أن نعمل عليها في التربية، ليترسخ هذا المفهوم في ذهن الطفل منذ صغره.

النقطة الثانية: التقوى، فعن الامام الصادق (عليه السلام):«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ فَلْيَنْتَظِرُ وَلْيَعْمَلْ بِالْوَرَعِ ومَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ وَهُوَ مُنْتَظِرُ فَإِنْ مَاتَ وَقَامَ الْقَائِمُ بَعْدَهُ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ أدركه».[2]

بعد أن تحدد الأم هدفها العالي، من الضروري أن تركز على هذا الهدف وتخطط باستراتيجية جيدة لترسيخ معرفة صاحب الزمان في قلب طفلها. فمسألة العقيدة يجب أن تُغرس منذ الصغر، كما تقول الرواية:« الْعِلْمُ فِي الصِّغَرِ كَالنَّقْشِ فِي الْحَجَرِ»[3]، عندما تُعلّم الأم طفلها، تدخل المعلومة إلى أعماق وجوده وتُرسخ في طبقات الوعي واللاوعي، مما يجعل من الصعب تغييره فيما بعد.

إذا أردنا ترسيخ معرفة صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف) في قلوب الأطفال، فعلينا أن نعمل على ست مفاهيم أساسية:

1)لماذا نحتاج الى الامام؟

2)تعريف الأئمة الاثنى عشر (عليهم السلام)

3)غيبة الامام

4)الامام حنون و ملاذ الرحمة للمؤمنين

5)الامام شاهد على أعمالنا

6)التوسل بالامام

وقد ذكرت لكل من هذه المفاهيم أحاديث وقصص وتكتيكات عملية لنقل المفهوم بشكل صحيح ومؤثر للطفل.

وأكدت أن تعليم هذه المفاهيم يجب أن يكون بطريقة تفاعلية، وليس بشكل موعظة بحتة. ينبغي دمج التعلّم مع اللعب والقصص التي تناسب عمر الطفل، وقدمت أمثلة وقصص عملية لتوضيح ذلك بشكل أفضل.

وأضافت معاش: أنه لا يكفي مجرد تعليم هذه المفاهيم وترسيخها، بل يجب في المرحلة التالية أن نعمل على خلق ألفة واستئناس مع قضية صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف). ينبغي أن يشعر الطفل بالمتعة في العيش مع هذه المفاهيم، وأن نهيئ أجواء تجعل الأطفال يتذكرون الإمام المهدي (عليه السلام) في مختلف مواقف حياتهم، مما يؤدي إلى شعورهم بحضور الإمام في كل لحظة، هذا ما نسميه بالألفة مع قضية الإمام صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف). كما شرحت القضية النفسية للشرطية (Conditioning) التي تحدث لدى الإنسان، وكيف يمكننا استخدام هذه الطريقة العلمية لصنع ألفة لدى أطفالنا مع صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف).

اما بالنسبة للنقطة الثانية في التربية المهدوية وهي التقوى ففي الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام):«إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَيْبَةً الْمُتَمَسُكُ فِيهَا بِدِينِهِ كَالْخَارِطِ لِشَوْكِ الْقَتَادِ بِيَدِهِ ثُمَّ أَطْرَقَ مَلِيَا ثُمَّ قَالَ إِنَّ لصَاحِب هَذَا الْأَمْرِ غَيْبَةً فَلْيَتَّقِ اللَّهَ عَبْدُ وَلْيَتَمَسَّكْ بِدينِهِ»[4]،

التقوى مصطلح يجب أن يُطرح بصورة عينية وملموسة ليترسخ في ذهن الطفل. يمكن تعريف التقوى للطفل بأنها صفة يجب أن يتحلى بها من يحب صاحب الزمان؛ حيث إن التقوى تعني فعل كل ما يحبه الله وترك كل ما يبغض الله عزوجل.

وقدمت شروح مع أمثلة وقصص توضح كيف يمكن ترسيخ مفهوم التقوى لدى الأطفال، بحيث يجدون في تلك الأمثلة تجسيدًا حقيقيًا لهذا المفهوم في حياتهم اليومية.

ثم ختمت الورشة بدعاء:«اللَّهُمَّ وَنَحْنُ عَبِيدُكَ التَّائِقُونَ إِلَى وَلِيِّكَ، الْمُذَكِّرِ بِكَ وَبِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنَا عِصْمَةً وَمَلَاذاً، وَأَقَمْتَهُ لَنَا قِوَاماً وَمَعَاذاً، وَجَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ مِنَّا إِمَاماً، فَبَلِّغْهُ عَنَّا تَحِيَّةً وَسَلَاماً، وَزِدْنَا بِذَلِكَ يَا رَبِّ إِكْرَاماً، وَاجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنَا مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً، وَأَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْدِيمِكَ إِيَّاهُ أَمَامَنَا، حَتَّى تُورِدَنَا جِنَانَكَ وَمُرَافَقَةُ الشُّهَدَاءِ مِنْ خُلَصَائِكَ».

بعد ذلك، تم فتح باب الأسئلة، حيث تم طرح العديد من الأسئلة المتنوعة التي شملت مواضيع تتعلق بالورشة بالإضافة إلى استفسارات أخرى تخص التربية بشكل عام.

والجدير بالذكر أن جمعية المودة والإزدهار للتنمية النسوية أن تسعى لدعم وتمكين المرأة والأم ثقافياً. عبر تنظيمها لمثل هذه الدورات والندوات الثقافية على مختلف الأصعدة، وتعمل الجمعية على تعزيز المعرفة وتقديم الدعم اللازم، مما يساهم في بناء قدرات المرأة المسلمة ويرسخ دورها في المجتمع.

[1] كمال الدين و تمام النعمة / ج‏2 /ص 384

[2] الغیبه للنعمانی، ص200

[3] كنز الفوائد، ج1، ص319

[4] الغیبه (للنعمانی)، ص169

الامام المهدي
الانتظار
التربية
الدين
جمعية المودة والازدهار النسوية
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    عطش الغرقى ..

    فيض الغدير

    آخر القراءات

    الزهراء البتول.. بضعة النبي وقرة عين الرسول الأعظم

    النشر : الأربعاء 03 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    من تجاربهن.. اختيار أسماء الأحبة في الهاتف

    النشر : الأحد 18 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    ما الذي يجب أن تتجنبه بعد مغادرة عيادة الأسنان؟

    النشر : الثلاثاء 24 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    كيف نستخرج الجمال من قبح الأفعال؟

    النشر : الخميس 03 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    سمفونية الماء الحديث: ماء آرو

    النشر : الأربعاء 16 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    ديناميات العلاقات الأسرية: دراسة في الأسس الاجتماعية والنفسية

    النشر : الأثنين 21 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1064 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1012 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 457 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 367 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 358 مشاهدات

    القهوة لشيخوخة أفضل فقط للنساء

    • 349 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3448 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1064 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1064 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1012 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 993 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 969 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025
    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة
    • الأثنين 16 حزيران 2025
    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟
    • الأثنين 16 حزيران 2025
    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان
    • الأحد 15 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة