• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ما هي بذرة تكوين الأسرة الصالحة قرآنياً؟

فاطمة الركابي / الخميس 01 آيار 2025 / تربية / 420
شارك الموضوع :

وبما أن الروح طاهرة، والماء والتراب من المطهّرات، فإن الأصل في النفس البشرية هو الطهارة

من التعريفات الجميلة والدقيقة التي يُعَرَّف بها الإنسان في القرآن الكريم أنه عبارة عن [جسد وروح]؛ قال تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي}، أما الجسد، فهو مكوَّن من [ماء وتراب]، كما في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ}، وأما الروح، فهي سرٌّ من أسرار الخالق، كما ورد في قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}.

وبما أن الروح طاهرة، والماء والتراب من المطهّرات، فإن الأصل في النفس البشرية هو الطهارة، لا النجاسة، والطيبة، لا الخبث. وهذا ما يجعل الإنسان يشعر بمعنى التكريم الإلهي له، إذ خلقه مكرَّماً، واستخلفه على هذه النفس ليحافظ على صبغتها الإلهية. وهذا يمثل دافعاً أصيلاً في الإنسان للبقاء في حالة طهارة، والعودة إلى ربه طاهراً – أي البقاء في حالة صلاح – لأن أصل العلاقات الإنسانية مبنيّ على هذه الطهارة. فالنفس الصالحة تنجذب بسهولة إلى مثيلتها، والعكس صحيح.

وهكذا نتوصل من خلال هذا التعريف إلى فوائد مهمّة في أصل تكوين الأسرة، كما تذكرها الآية:

قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا، فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ، فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}.

فنجد أن الدعاء المشترك بين الزوجين كان بأن يرزقهما الله ولداً صالحاً. وهذا أمر طبيعي، لأن النفس البشرية تميل إلى الصلاح دائماً، حتى وإن لم تكن صالحة بما فيه الكفاية. ولكن الاحتمال الأرجح، إن تمت شروط هذا الجعل الإلهي، كما في قوله تعالى: {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا}، أن هذا الدعاء يعكس علائم الصلاح الموجودة في نفس هذين الزوجين، اللذين أرادا تحققها في الثمرة الناتجة عنهما.

وفي ذلك إشارة أعمق إلى أن الإنسان الصالح لا يكتفي بما عنده من صلاح، لتكون أعماله صالحة، بل يظل في حالة تضرّع واستعانة بربّه، لتكون ثمرة هذا الارتباط صالحة أيضاً.

وهذا الأصل يؤكده وجود معنى عام للوحدة النفسية في العلاقات الإنسانية، ووجود معنى خاص لها في العلاقة بين الزوجين، كما بينت الآية ذاتها بقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا}.

ولهذا، في هذه الآية لفتة جميلة تستحق التأمّل، وهي في قوله تعالى:

{قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ، وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي، إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}،

فنجد أن هذا العبد الصالح طلب صلاح ذريته فقط، ولم يذكر زوجته، التي أنجب منها هذه الذرية، وكأن في ذلك إشارة إلى أن الزوجة قريبة من النفس، بل هي النفس ذاتها، إلى درجة شمولها بكل دعوة فيها ياء انتساب، كما في قوله: {أَنْعَمْتَ عَلَيَّ – أَصْلِحْ لِي – إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ – إِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. ففي كل ما دعا به لنفسه، إنما قصد به زوجته أيضاً، فهما واحد، وهذا يؤكد قيمة صلاح النفس، وعمق العلاقة بينها وبين النفس الصالحة التي ارتبطت بها بهذا الرابط المقدس.

وفي المقابل، فإن عدم اشتراك النفوس التي زُوِّجَت في هذه القيمة – أي الصلاح – يؤدي إلى عدم تحقق هذه الوحدة النفسية، كما في قوله تعالى:

{قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ، إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ، فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}.

فوُصِفَ ابن نوح عليه السلام بأنه "عمل غير صالح"، لأنه ثمرة غير مكتملة الصلاح، لم تنتج من زوجين صالحين، كما قال تعالى:

{ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ، كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا، فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا، وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}.

وكأن الآية تشير إلى حقيقة أن صلاح الزوج وحده غير كافٍ لإنجاب ذرية صالحة، مما يبيّن عِظَمَ دور المرأة في إخراج أفراد صالحين للمجتمع الإنساني، ومقدمات ذلك هو أن تكون هي نفسها صالحة.

القرآن
التربية
الأب
الأم
الطفل
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    عطش الغرقى ..

    فيض الغدير

    آخر القراءات

    مبادئ التربية الإيجابية: الطفل واللعب

    النشر : الأربعاء 15 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    تجربة سنغافورة في ريادة التجارة العالمية

    النشر : الأحد 15 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    قراءة في كتاب: العباس عين الإنسانية

    النشر : الأثنين 25 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    المخلّلات.. فوائد صحية وتحذيرات

    النشر : الأثنين 10 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    وقفة في دار السلام

    النشر : السبت 09 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    ما هي أبرز مخاطر ألعاب العالم الافتراضي؟

    النشر : السبت 29 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1064 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1032 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1001 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 448 مشاهدات

    خوف من المستقبل: لماذا يطاردنا.. وكيف نواجهه؟

    • 388 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 361 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3879 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3446 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1064 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1032 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1001 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 991 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    يقظة قلب
    • منذ 22 ساعة
    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة
    • منذ 22 ساعة
    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟
    • منذ 22 ساعة
    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان
    • الأحد 15 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة