• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لماذا أنجبتني؟

مريم حميد الياسري / الثلاثاء 20 آيار 2025 / تربية / 487
شارك الموضوع :

أنجبتك يا منية الفؤاد، لتكون هدية الرحمة عن كل قسوة صفعت قلب أمك

لماذا أنجبتني يا أماه؟

منذ ثلاثين عامًا، وأنا أسمعها من ولدي كلما عثر حظه، أو سقمت صحته، كلما صفعته الحياة، كلما سمح له التعب أن يعودني ويريح حمائله عندي، فيقولها لي معاتبًا ومازحًا، وما سئمتُ منها يومًا.

هل كانت السعادة ستحيطه لو لم يُخلَق؟ لكن ماذا سيكون ساعتها؟

ولطالما ردّد قول الإمام زين العابدين علي بن الحسين السجاد (عليهم السلام):

"أللشقاء ولدتني أمي، أم للعناء ربتني؟ فليتها لم تلدني ولم تربني".

فأجيبه:

"وليتني علمتُ أمن أهل السعادة جعلتني؟ وبقربك وجوارك خصصتني؟ فتقر بذلك عيني، وتطمئن له نفسي".

وفكرتُ مع نفسي كثيرًا، وكتبت:

أنجبتك يا وحيدي لأنجو من الوحدة.

أنجبتك وأنا أستحضر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل:

"تزوجها ولودًا سوداء، ولا تزوجها جميلة حسناء عاقرًا، فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة. أما علمت أن الولدان تحت العرش يستغفرون لآبائهم، يحضنهم إبراهيم، وتربيهم سارة في جبل من مسك وعنبر وزعفران" (1).

ولعل الله عز وجل خصّ نبيه إبراهيم وزوجته سارة بهذه المكانة لحرمانهما من النسل عُمرًا، ورغم تعويضهما بابنين جاء من ذرية أحدهما سيد المرسلين.

أنجبتك يا فؤادي، لأرى فؤادي يمشي على الأرض، ولتكن سببًا في دخولي الجنة عبر تربيتك، وأكون سببًا في دخولك الجنة عبر برّك.

أنجبتك لتؤنس أيامي، وتطرد الوحشة عن بيتي، يا سراج هذه المهجة.

لم أنجبك لتكون عالمًا، ولا مخترعًا، ولا مكتشفًا، ولا فنانًا تغمره الشهرة وتكسره، ولا فاتحًا، ولا لتكون مشهورًا في الأرض، فلعلك مشهورٌ في السماء.

أنجبتك لتقول كلمة حقّ تعدل الميزان، أو تنقذ حياة إنسان. أنجبتك لعلك تحظى بشريكة ترفعها وترفعك، تسعدها وتسعدك، وليكن لك نسلٌ يريد الله ألا ينقطع.

سبحانه علّام الغيوب، لا نعلم غاياته.

أنجبتك لتكون أنت، بمسيرتك الفريدة في هذه الحياة، بكل ما فيها من حلو ومرّ، ومن فرح وحزن، ومن يُسر وكدر.

ثم تذكرت حديثًا حكته لي إحدى زميلاتي اللواتي تأخر زواجهن، عن مشهد أثّر فيها:

حين كانت تقف في باص ذي طابقين – أو "مصلحة أم طابقين" كما كنّا نسميها أيام زمان – تقول:

كنت أقف في موقع في الطابق الثاني يُشرف على الطابق الأول، فأشاهد الركاب وأراقبهم لأزجي الوقت حتى أصل إلى البيت. فتوقفت عيني عند أم تقف بجذع مائل، تسند نفسها إلى أحد المقاعد التي لم ينتخِ صاحبُها فيتركه لها، تحمل صغيرًا قد يكون ابن عامين، يطوق رقبتها بكلتا يديه، وهي تحمل – إضافة إليه – حقيبة يدها، وكيسًا بلاستيكيًا كبيرًا فيه ما تبضّعته لغذاء العائلة من الخضروات.

قد لا يعلم أحد مقدار تعب هذه الأم إلا هي، لكن منظرها هذا، وعناق الصغير النائم لها، وأنفاسه على كتفها، يعدل الميزان الذي تمثله بكل ما فيه من أحمال.

أراحت تعبي أنا، وأجرت دمعي دون قصد مني، دمعة لهفةٍ لأمومة لم أحصل عليها.

ألا يستحق منظرٌ مثل هذا أن أُنجِب؟ أن أتحمّل تعب تسعة أشهر من أعراض نفسية وجسدية لن تطيقها لو عشتَ ساعةً من ساعتها؟

أنجبتك يا منية الفؤاد، لتكون هدية الرحمة عن كل قسوة صفعت قلب أمك.

أنجبتك لأنشد لك الأبيات المنسوبة لرابعة العدوية، فكلماتها لسان حالي:

يا سُروري ومُنْيَتي وعِمادي

وأَنِيسي وعُدَّتي ومُرَادي

أنتَ روحُ الفُؤادِ أنتَ رجائي

أنتَ لي مُؤنسي وشوقُكَ زادي

حُبُّكَ الآنَ بُغيتي ونَعيمي

وجَلَاءٌ لعينْ قلبي الصَّادي.

.........................................

(1)وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج20،ص5.

الأم
الايمان
اهل البيت
الاسرة
الدعاء
الشباب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    ماهي أسباب الإفراط في إستخدام الإنترنت؟

    النشر : الخميس 25 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    في اليوم العالمي للإعاقة: لا شيء عنا بدوننا

    النشر : الثلاثاء 03 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    بين الانتظار والتساؤل: لماذا تأخر ظهور الامام المهدي؟

    النشر : الثلاثاء 11 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ ثانية

    خطوات تكوين فريق افتراضي

    النشر : الأربعاء 21 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    وأشرق أفق الحياة بنور الولاية وشعاع الإمامة

    النشر : الأربعاء 03 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    رغيفان بلؤلؤتين أثر دعاء الامام زين العابدين

    النشر : الثلاثاء 04 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 985 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 741 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 627 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 440 مشاهدات

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    • 364 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1070 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1048 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 985 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 970 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 741 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان
    • الخميس 31 تموز 2025
    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة
    • الخميس 31 تموز 2025
    وعي العباءة الزينبية ٣
    • الخميس 31 تموز 2025
    التدهور المعرفي ليس حتميًا مع التقدم في السن.. وفق دراسة جديدة
    • الخميس 31 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة