• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

مريم ثامر محمد حسين / الخميس 12 حزيران 2025 / تربية / 547
شارك الموضوع :

فلنجعل من قول الإمام غذاء لنا، ومن الغدير وعدًا وطمأنينة، ومن علي نورًا وهدى

عندما نتحدث عن الغدير، لا يساورنا شك في أننا نتناول حدثًا استثنائيًا، معجزة إلهية، وإعلانًا سماويًا عظيمًا لولاية الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

إنه ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو وعد إلهي للمؤمنين، وسر يملأ الروح، ونور وهدى يضيء دروبنا.

في صحراء غدير خم القاحلة، وتحت أشعة الشمس الحارقة ليوم الخامس عشر من ذي الحجة، عام عشرة هجري، لم يكن هذا اليوم مجرد محطة عابرة في رحلة العودة من حج الوداع، بل كان بمثابة نقطة تحول جوهرية، تجلت فيها وعود السماء بشكل واضح، وأشعت فيها أنوار الهداية على مسارات المؤمنين.

في هذا الموقع، لم تُلق كلمات عابرة، بل وُضع حجر الزاوية لدين أُكمل، وعهد أُبرم، وولاية أُعلنت.

بعد التصريح بالولاية، جاءت الآية الشريفة:

"اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينًا".

يعبر هذا الإعلان عن اكتمال الرسالة الإلهية، والنعمة التي خص الله بها المؤمنين. تعتبر هذه الكلمات بمثابة عهد موجه من الله سبحانه وتعالى إلى المؤمنين، حيث توضح أن القيادة بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وآله ستكون من نصيب أولئك الذين يتمتعون بصفات العدالة والفضيلة.

عيد الغدير يعتبر مناسبة هامة تعلن بشكل رسمي عن وصاية الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعائلته، حيث ينطلق هذا العيد من أهمية دورهم القيادي في الأمة الإسلامية.

تعمل واقعة الغدير على تأصيل مبدأ القيادة العادلة والمرشدة داخل الأمة، حيث اختار النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين عليًا لما يمتلكه من فضائل وخصائص قيادية فريدة.

كما يجسد الغدير رمزًا لوحدة المسلمين وكرامتهم، ويعزز من أهمية التضامن والتعاون بينهم في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية.

علاوة على ذلك، يعد الغدير نقطة تحول بارزة في هوية الأمة الإسلامية، حيث يحدد معالم القيادة الشرعية التي تعقب النبي، ويؤكد على مفهوم الولاية كامتداد للرسالة السماوية.

تكمن أهمية عيد الغدير في تذكيرنا بقيمة القلوب التي تحتضن الخير وتقبل الولاية.

فالقلوب هي أوعية تحمل العواطف والمشاعر والنزعات، والخير هو الذي يعبر عن أعمق مشاعرها، حيث تتجه نحو الخير والصلاح، وتبتعد عن الشر والفساد.

إن إدراك الحقائق العظيمة يتطلب سعة قلوب، ومرونة في احتضان نور المعرفة. الغدير لم يكن مجرد اختبار للطاعة، بل كان اختبارًا للوعي.

سُمي عليٌّ مولى في ذلك اليوم، ولكن من ملأ قلبه بمحبة النبي (صلى الله عليه وآله) فهم أن ما قيل ليس مجرد رأي، بل هو وحي. الفخر والسرور يخصان أولئك الذين اتسع قلبهم ليحتضنوا محبة ولاية ولي الله.

فالذين يحملون طموحات دنيوية يشعرون بثقل اسم علي، لأن القلوب تحتاج إلى تهذيب لتحمل النور. إن الإيمان بوجود حجة الله هو محور أساسي في عقيدتنا.

فُتحت إمكانية أن تخلو الأرض من هذه الحجة، حيث يعتبر خليفة الله أو الإمام هو الوسيلة التي يُتاح من خلالها استمرار الفيض الإلهي. في حال انقطعت هذه الوساطة، فإن العالم بأسره سيصبح في حالة من الفوضى والضياع.

وبالتالي، إذا غاب هذه الحجة عن الأرض، فإن وجود الأرض نفسها سيبقى مهددًا. لولا وجود الحجة، لما تمكن الناس من التمييز بين الحق والباطل، أو بين الحلال والحرام.

يعتبر عيد الغدير بداية لسلسلة الإمامة التي تمتد إلى الإمام المهدي المنتظر عليه السلام، مما يشير إلى استمرار هذه السلسلة حتى يأتي الإمام القائم.

وعلى الرغم من غيبة الإمام المهدي، فإن وجوده الروحي والأخلاقي لا يزال حاضرًا، إذ يعيش في قلوب المؤمنين الذين يحملون قيم الخير والحق.

هؤلاء المؤمنون يعتبرون كأوعية قلوب صافية، قادرين على استيعاب وتعزيز المعاني النبيلة للإمامة والتوجيه. القلوب النقية والمهيأة هي التي تستقبل الهداية من الله، وهي التي تنتظر وتؤمن بظهور الإمام المهدي عليه السلام.

القلب الذي يحب أهل البيت، ويفهم تعاليمهم، هو القادر على استقبال الفرج والنور من الإمام المهدي. إن غدير خم لم يكن مجرد حدث يُتم فيه تنصيب شخص واحد، بل كان بمثابة تأسيس لمبدأ الإمامة والولاية.

هذا المبدأ يعتبر الركيزة الأساسية لاستمرار الحجة الإلهية على الأرض بعد رحيل النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

كما أنه من الضروري ألا تخلو الأرض من هادٍ أو دليل يقود الناس ويضيء لهم الطريق في ظلمات الحياة. إن هؤلاء الأفراد هم دعاة الحق، الذين يتحملون مسؤولية إرشاد البشرية إلى الصراط المستقيم.

إن الحقيقة تقضي بأن الأرض لن تخلو من قائم لله بحجة، سواء كان معروفًا وبارزًا، أو خائفًا ومغمورًا، وذلك حتى لا تُبطل حجج الله وبيناته.

فكم من هؤلاء القائمين كان موجودًا، وأين هم الآن؟

إنهم حقًا أقلية، لكنهم عند الله ذو قيمة عظيمة.

يحفظ الله بهم حججه وأدلته، ليتناقلوها إلى نظرائهم، ويغرسوها في قلوب أشباههم. وقد رقى بهم العلم ليفتح أمامهم آفاق البصيرة، وجسدوا روح اليقين.

وقد نزل جبرئيل بلقب أمير المؤمنين، وهو لقب خاص بعلي بن أبي طالب (عليه السلام) بإرادة الله عز وجل.

أصناف الناس في استقبال الحقيقة:

العالم الرباني: هو من وصل إلى أسمى مراتب المعرفة، واستكشف أعماق الحقائق، وتعمق في فهم أسرار الوجود، فأصبح نورًا يهتدى به، ومصدر وعي يفيض بالعلم والحكمة.

المتعلم على سبيل النجاة: هو الشخص الذي يسعى بلا كلل نحو اكتساب المعرفة، مستهدفًا التحرر من الجهل، وتحقيق اليقين، مدركًا أن العلم هو سفينته التي تعبر به في بحر الحياة المتلاطم.

الهمج الرعاع: هم الفئة الأكثرية التي تظل تابعة لكل ناعق، وتتحرك مع كل رياح بلا بوصلة أو هدف.

هؤلاء لم ينعموا بنور العلم، ولم يسعوا إلى ملاذ آمن يحميهم من تقلبات الحياة وشبهاتها. إنهم كتل هائمة تتحرك بلا بصيرة، وتنقاد بلا تفكير.

ولاية الإمام علي: علم خالد ونور وهدى

إن ولاية الإمام علي عليه السلام تمثل علمًا خالدًا، ومعرفة دائمة، وهي بمثابة أمانة إلهية لا تُقدر بثمن في هذه الحياة. إذ تعتبر هذه الولاية درعًا يحمي المؤمنين من السقوط في الضلال، ويجعلهم بمنأى عن الانحراف.

ولا يوجد أعظم من علم ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، الذي أعلنه النبي (صلى الله عليه وآله)، كونه يمثل قمة المعرفة والإدراك الإلهي.

فلنجعل من قول الإمام غذاء لنا، ومن الغدير وعدًا وطمأنينة، ومن علي نورًا وهدى.

عيد الغدير
الامام علي
التاريخ
الوعي
الشيعة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    آخر القراءات

    تعرفي على خربشات طفلك

    النشر : الأثنين 25 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    أمير المؤمنين ونواة الطمأنينة الإجتماعية

    النشر : الأثنين 24 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    هجوم الدار.. من فضاضة أهل المدار

    النشر : الأربعاء 13 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    شخصيات تسمم حياتك: الغدارون

    النشر : الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    نسج دمعة واعليا

    النشر : الأثنين 18 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    غياب الأب ومدى تأثيره في بناء نفسية الطفل

    النشر : الأحد 19 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 529 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 474 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 409 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 356 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 356 مشاهدات

    الرأسمعرفية: المفهوم والدلالات

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1190 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1155 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1080 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1077 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1060 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 889 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة
    • منذ 14 ساعة
    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية
    • منذ 14 ساعة
    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"
    • منذ 14 ساعة
    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • الأحد 14 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة