• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

هي روحُ حيدرة

هدى المفرجي / الأحد 22 حزيران 2025 / تربية / 470
شارك الموضوع :

فكنْ هُنَّ المؤمناتِ بثوبِ فاطم، فوهبهنّ ذريةَ حيدرة. لذلك، فليكن اختيارُكم نورانيًّا

قبل أن تلتقي الأجسادُ بدنيا الجمال، تتهامس الأرواحُ في عالم النور، حيث لا حواجز من زمنٍ أو مكان، ولا قيودَ من لونٍ أو جنس. هناك، حيث يسكنُ الحبُّ الأزلي، وتتراقصُ الطيور على موسيقى الإيمان النقي، فتتعانقُ الأرواحُ قبل أن تتناسل في سلالات البشر، لتطلَّ ذاكرةُ القلبِ باحثةً عن شظيتها الضائعة، عن ذلك النورِ الذي فارقها يوم خُلقت.

وما إن تطأ الأرضَ تلك الأنوارُ، يرتفع صوتُ الملائكةِ مهلِّلًا: إنّ نور الله سيكتمل في الدنيا. فلا يكون اللقاءُ صدفة، بل تحقيقًا لوعدٍ قديم، ووفاءً لعهدٍ سُجّل في اللوح قبل أن يُخلق الزمان.

وهذا هو سرُّ "زواج النورين"، ذلك الارتباطُ المقدّس الذي لا يجمعه مجردُ عقدٍ دنيوي، بل اتحادٌ روحيٌّ يسبقُ الأيامَ والليالي. اتحادٌ نتج عنه الأنوار المحمدية، وذروةُ القوة العلوية، فكانت كلّها في روح حيدرة، ومهجةُ أحمد هي فاطمة النقيّةُ، التقيّةُ، الصدّيقةُ، الطاهرةُ.

روحُ حيدرة ليست مجردَ امرأة، بل هي شعلةٌ من نورٍ سُجّلت في سجلّ الأقدار لتكمل نصفَ روحٍ أخرى. إنها تلك التي يحمل قلبُها بصمةَ روحٍ عظيمة كروح الإمام علي (عليه السلام)، فلا يصلحُ لها إلا مَن يحملُ في أعماقهِ النورَ ذاته، والقدرةَ على فهمِ لغتها الصامتة.

هي رسالةٌ حيّة حتى يومنا هذا:

"إنْ كونوا فاطمة، يهدِكم اللهُ حيدرًا." وفي لحظات الفرح والحبّ هذه التي تزورنا، يدقّ مؤشرُ الإدراك:

إنْ لم تكنْ كفاطمة، فكيف ترجين حبَّ علي، وعطفَ وليّ، وتوفيقَ إلهٍ قال:

"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا، وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ."

فما هذه المودّةُ إلا نتاجُ طريقٍ مستقيم، يعلم صاحبُه من الله، وكيف يُرضي الله، وما هي أحبُّ الأشياء إليه.

فالمودّةُ حلالٌ كاملٌ لا تشوبه شائبة، على عكس زماننا هذا الذي قدّم صورًا مشوّهةً للحب، فضاع الشبابُ بين أن يكونوا نورًا، أو شبهةً تسير على الأرض، محوّلةً الحبَّ إلى سلعةٍ، والزواجَ إلى صفقةٍ.

تُختبَر الأرواحُ في محكمةِ الاختيار:

فكم من شخصٍ يظنّ أنه يختار، وهو في الحقيقة يُختار، وكم من قلبٍ يُغلَق أمام نورٍ كان مُقدّرًا له، فقط لأنه سارَ عجولًا لاكتساب صفةِ الحب، دونما النظر إلى جوهره، لأنه يبحث عن معاييرَ ماديةٍ لا تُغني عن لغةِ الروح.

فيصبحُ الاختيارُ معادلةً صعبةً:

بين ما يريده القلبُ، وما يفرضه العقلُ، بين نداءِ الروح، وضجيجِ المجتمع.

لكنّ "زواج النورين" يذكّرنا بأنّ الحبَّ الحقيقي ليس قرارًا عقلانيًّا بحتًا، بل هو استجابةٌ لنداءٍ قديم، التقت فيه الأرواحُ قبل الأجساد.

فإذا كنتَ تبحثُ عن "روحِ حيدرة"، أو كنتِ تنتظرين مَن يُكمل نورك، فاعلمي أن المعيارَ الحقيقي ليس في المال ولا الجاه، بل في ذلك الشعورِ العميقِ الذي يُخبركِ:

"هذا هو الذي عرفني قبل أن أعرفه، وهذا هو الذي سمعَ صوتَ قلبي قبل أن أنطق."

هذا الذي اختاره الله لي، وما اختيارُ الله إلا نورٌ يُضيءُ الروح، ويُحيي الجسد، ويقوّي النفس. أما دونه، فهلاكٌ لا محالة، وندمٌ على مرّ الأجيال.

وفي النهاية، "زواج النورين" ليس مجرّد قصةٍ من الماضي، بل هو درسٌ لأولئك الذين ما زالوا يؤمنون بأن الحبَّ أقدسُ من أن يُقاس بكلامٍ عابر، أو غزلٍ عاثر، أو تلك الكذبةِ المسماة بالعلاقاتِ المحرّمة.

إنه رسالةٌ بأن الأرواحَ لا تموت، ولا تنسى، بل تظلّ تبحثُ عن شريكها حتى في زمن الضياع. فقد قُدّر لها أن تلتقي على قدر نواياها:

فكان لخديجةَ محمدٌ خيرُ الرسل، ولفاطمة الزهراءِ الكرّارُ حيدرة، ولشاه زنان، حُسينٌ، ومنها إلى زهرةِ الحسن: فاطمةُ زين العابدين، وروحُ الأئمةِ المعصومين،

ولأمِّ فروة: فاطمةُ باقرِ العلم، الشبيهِ، الشاكرِ، الأمين، وهديةُ الله: لحميدةَ الصادق، الفاضلِ، الكافل، وزاد كرمُ الله ليشمل الجليلةَ نجمة، فرزقها حبَّ زوجها الطاهرِ الحليم الكاظم، ثم انتقلت روحُ فاطم في صفات سبيكة النوبية، ليهبها الله حبَّ أنيسِ النفوس، وسلطانِ القلوب، الرضا، سراجِ الله، ونورِ الهدى. وعن تلك الأنوار، أراد الله أن يكتمل نورُ سمانة المغربية، فرزقها قربَ الجواد التقي، وبابِ المراد.

فهل بعد رزقِ الله واختياره الحسن، يتمنى الإنسانُ شيئًا؟

فكما رزق السيدةَ حديث ودَّ الإمامِ الطيّبِ المؤتمن الهادي، شاء اكتمالُ نورِ نرجس بقربها من الصمتِ المرشدِ الحسن العسكري (عليهم السلام أجمعين).

فمن نورٍ إلى نورٍ، ننظر نحن إلى نجومِ الله: في سيرتِهم، وكتابِه في لسانهم، ودليلِه القاطع: إنه لن يختارَ للإنسانِ إلا خيرًا.

فكنْ هُنَّ المؤمناتِ بثوبِ فاطم، فوهبهنّ ذريةَ حيدرة. لذلك، فليكن اختيارُكم نورانيًّا، وليكن لقاؤُكم كلقاءِ الأرواح في عالم الذر، حيث لا غشّ ولا خداع، بل حقيقةٌ تُضاء بنورِ القلوبِ قبل الأجساد.

الامام علي
فاطمة الزهراء
اهل البيت
الايمان
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    آخر القراءات

    تعرفي على خربشات طفلك

    النشر : الأثنين 25 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    أمير المؤمنين ونواة الطمأنينة الإجتماعية

    النشر : الأثنين 24 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    هجوم الدار.. من فضاضة أهل المدار

    النشر : الأربعاء 13 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    شخصيات تسمم حياتك: الغدارون

    النشر : الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    نسج دمعة واعليا

    النشر : الأثنين 18 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    غياب الأب ومدى تأثيره في بناء نفسية الطفل

    النشر : الأحد 19 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 17 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 529 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 474 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 409 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 356 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 356 مشاهدات

    الرأسمعرفية: المفهوم والدلالات

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1190 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1155 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1080 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1077 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1060 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 889 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة
    • منذ 14 ساعة
    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية
    • منذ 14 ساعة
    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"
    • منذ 14 ساعة
    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • الأحد 14 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة