• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

المختلف متخلف!

زينب كاظم التميمي / منذ 8 ساعة / تربية / 289
شارك الموضوع :

إن المؤمن القوي بدينه هو من يعرف الحق فيتبعه، ولا يلتفت إلى سهام الاستهزاء ولا إلى ألسنة السوء

في زماننا هذا، أصبح المتمسك بدينه كالغريب بين الناس، وكأن الثبات على المبادئ والالتزام بالقيم الروحية صار في أعين البعض ضربًا من التخلف والرجعية.

فقد بات الاختلاف يُعدّ تخلفًا، وبالمعنى الأصح ليس اختلافًا بقدر ما هو ثبات على الدين والهوية وثقة بالنفس. ولكن بجهل المندرجين في المجتمع، ولِما يُطرح في الساحة الآن، يُنظر إلى هذا الثبات بعين التخلف. نعيش الآن في مجتمع ينظر إلى الالتزام كعائق أمام "التحضر"، وينعت الثابتين على الحق بأوصاف تحاول التقليل من شأنهم، بينما هم في الحقيقة القمم الشامخة التي لم تنحنِ أمام رياح الفتن.

وقد أخبرنا النبي (صلى الله عليه وآله) عن هذه الحال حين قال:

«يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر».

فأي مشقة أعظم من أن يُطالب الإنسان بأن يُمسك جمرة ملتهبة بيديه، لكنه مع ذلك يُؤمر بالصبر والثبات!

وفي هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن، نجد في كلمات أهل البيت (عليهم السلام) دعوات صريحة إلى الصبر والثبات. فقد قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام):

«من استمسك بدينه في الفتنة كان له أجر خمسين شهيدًا ممن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله».

وهذا الحديث يُبيّن لنا عِظم الأجر الذي أعدّه الله للثابتين، الذين لم تُغيّرهم زخارف الدنيا ولا أراجيف المبطلين. إن القوة الحقيقية ليست في التنازل والانصهار في ثقافة الباطل، بل القوة في الثبات على المبادئ ولو خالفك الناس. قال الإمام علي (عليه السلام):

«الثبات باعث الظفر».

أي أن الظفر الحقيقي، والانتصار في الدنيا والآخرة، هو لمن ثبت على الحق.

ففي غمرة هذا العصر الذي يموج بالتغيرات المتسارعة، وتُصنَّف فيه الثوابت أحيانًا على أنها تخلف ورجعية، يواجه الإنسان تحديًا حقيقيًا للحفاظ على هويته وقيمه. فالمجتمع اليوم يميل إلى التماهي مع كل جديد، ويُعظّم الانفتاح المطلق، مما قد يُفقد الكثيرين بوصلتهم الروحية والأخلاقية. ولكن في خضم هذا التيار الجارف، يبرز نور الثبات على المبدأ والإيمان كقوة دافعة تحمي الإنسان من التيه والضياع.

إن الالتزام بالقيم والمبادئ، والتمسك بالدين في وجه عواصف الفتن، ليس علامة ضعف أو جمود، بل هو قمة القوة والعزيمة. فقد أصبح التقلب والتغير هما السمة الغالبة، وما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى، هو أن نكون أشخاصًا ثابتين، لا تتبدل قناعاتنا مع كل صيحة، ولا تتزعزع مبادئنا مع كل موضة.

لقد حذّر أهل البيت (عليهم السلام) من زمن الغيبة وما يحمله من فتن واختبارات، مؤكدين أهمية الثبات على الدين. فقد رُوي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:

«طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا، لم يغيره الله تعالى إلا إلى خير».

هذه الكلمات ليست مجرد نصيحة، بل هي بشرى لكل من يتمسك بإيمانه وقيمه في زمن الفتن. فالتمسك بالدين ليس مجرد شعائر تُؤدى، بل هو منهج حياة، ورؤية عميقة للكون والإنسان، تُثبت القلب والعقل.

كما رُوي عن الإمام الباقر عليه السلام قوله:

«يأتي على الناس زمان، لا ينجو فيه إلا من ثبت على دين الله عز وجل، وتمسك به، ولم يتحول عنه إلى غيره».

هذا الحديث الشريف يؤكد أن النجاة في أزمنة الفتن ليست بالانسياق وراء التيار، بل بالرسوخ والثبات. أن تكون قويًا بإيمانك يعني أنك قادر على التمييز بين الحق والباطل، بين ما هو أصيل وما هو زائف، وأن تمتلك البصيرة التي ترشدك في دروب الحياة الملتوية.

إن بناء الإيمان القوي والثابت يتطلب جهدًا ومثابرة. إنه يتطلب التعمق في فهم الدين، والتدبر في آيات الله، والاقتداء بسيرة الأطهار. كما يتطلب الثقة المطلقة بالله سبحانه وتعالى، والتوكل عليه في كل أمور الحياة. فكلما ازداد إيمان الإنسان، ازدادت قدرته على مواجهة التحديات والصمود أمام المغريات.

دعونا لا ننساق وراء الدعوات التي تُزيّن الانحراف وتُقبح الثبات. فالحضارة الحقيقية لا تُبنى على التخلي عن القيم والمبادئ، بل على التمسك بها وتطويرها بما يخدم الإنسان ويرتقي به.

إن المؤمن القوي بدينه هو من يعرف الحق فيتبعه، ولا يلتفت إلى سهام الاستهزاء ولا إلى ألسنة السوء.

الايمان
الشخصية
المجتمع
الفكر
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    رحلة من السجن إلى الحرية: قصة عن معركة مع المخدرات

    خبراء يكشفون..رائحة الطعام وحدها قد تساعدك على خسارة الوزن!

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    هل ما زلت تؤمن… أم أنك تؤدي؟

    خمس عادات داوم عليها للحفاظ على شباب دائم

    آخر القراءات

    اخاف من بغداد.. اخاف في العراق!

    النشر : الأربعاء 21 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    من ظهور البثور إلى انتفاخ العينين.. 11 مشكلة إذا لم تزيلي المكياج قبل النوم

    النشر : الثلاثاء 27 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    في رحاب باب المراد

    النشر : السبت 11 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    في يوم المرأة العالمي: مواصفات المرأة.. بين الأصالة والمعاصرة

    النشر : السبت 08 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    لن أضطرَ للكذب

    النشر : السبت 16 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    تعرّف على الدول الأكثر خطورة على النساء

    النشر : الثلاثاء 03 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 44 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 541 مشاهدات

    الخروج قبل عرفة: موقف الإمام الحسين بين قداسة المكان وخطر الاستهداف

    • 422 مشاهدات

    الصدقة: بين البعد اللغوي والعمق المفهومي

    • 343 مشاهدات

    وقت الطفل الطويل أمام الشاشة يسبّب له مشاكل عاطفية واجتماعية

    • 333 مشاهدات

    الغذاء والسرطان.. كيف تؤثر خياراتنا اليومية على خطر الإصابة؟

    • 329 مشاهدات

    عن الغنى والفقر في الفقه واللغة

    • 325 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3540 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1229 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1199 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1103 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1069 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1027 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل
    • منذ 8 ساعة
    رحلة من السجن إلى الحرية: قصة عن معركة مع المخدرات
    • منذ 8 ساعة
    المختلف متخلف!
    • منذ 8 ساعة
    خبراء يكشفون..رائحة الطعام وحدها قد تساعدك على خسارة الوزن!
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة