• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

المختلف متخلف!

زينب كاظم التميمي / الأربعاء 25 حزيران 2025 / تربية / 606
شارك الموضوع :

إن المؤمن القوي بدينه هو من يعرف الحق فيتبعه، ولا يلتفت إلى سهام الاستهزاء ولا إلى ألسنة السوء

في زماننا هذا، أصبح المتمسك بدينه كالغريب بين الناس، وكأن الثبات على المبادئ والالتزام بالقيم الروحية صار في أعين البعض ضربًا من التخلف والرجعية.

فقد بات الاختلاف يُعدّ تخلفًا، وبالمعنى الأصح ليس اختلافًا بقدر ما هو ثبات على الدين والهوية وثقة بالنفس. ولكن بجهل المندرجين في المجتمع، ولِما يُطرح في الساحة الآن، يُنظر إلى هذا الثبات بعين التخلف. نعيش الآن في مجتمع ينظر إلى الالتزام كعائق أمام "التحضر"، وينعت الثابتين على الحق بأوصاف تحاول التقليل من شأنهم، بينما هم في الحقيقة القمم الشامخة التي لم تنحنِ أمام رياح الفتن.

وقد أخبرنا النبي (صلى الله عليه وآله) عن هذه الحال حين قال:

«يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر».

فأي مشقة أعظم من أن يُطالب الإنسان بأن يُمسك جمرة ملتهبة بيديه، لكنه مع ذلك يُؤمر بالصبر والثبات!

وفي هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن، نجد في كلمات أهل البيت (عليهم السلام) دعوات صريحة إلى الصبر والثبات. فقد قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام):

«من استمسك بدينه في الفتنة كان له أجر خمسين شهيدًا ممن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله».

وهذا الحديث يُبيّن لنا عِظم الأجر الذي أعدّه الله للثابتين، الذين لم تُغيّرهم زخارف الدنيا ولا أراجيف المبطلين. إن القوة الحقيقية ليست في التنازل والانصهار في ثقافة الباطل، بل القوة في الثبات على المبادئ ولو خالفك الناس. قال الإمام علي (عليه السلام):

«الثبات باعث الظفر».

أي أن الظفر الحقيقي، والانتصار في الدنيا والآخرة، هو لمن ثبت على الحق.

ففي غمرة هذا العصر الذي يموج بالتغيرات المتسارعة، وتُصنَّف فيه الثوابت أحيانًا على أنها تخلف ورجعية، يواجه الإنسان تحديًا حقيقيًا للحفاظ على هويته وقيمه. فالمجتمع اليوم يميل إلى التماهي مع كل جديد، ويُعظّم الانفتاح المطلق، مما قد يُفقد الكثيرين بوصلتهم الروحية والأخلاقية. ولكن في خضم هذا التيار الجارف، يبرز نور الثبات على المبدأ والإيمان كقوة دافعة تحمي الإنسان من التيه والضياع.

إن الالتزام بالقيم والمبادئ، والتمسك بالدين في وجه عواصف الفتن، ليس علامة ضعف أو جمود، بل هو قمة القوة والعزيمة. فقد أصبح التقلب والتغير هما السمة الغالبة، وما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى، هو أن نكون أشخاصًا ثابتين، لا تتبدل قناعاتنا مع كل صيحة، ولا تتزعزع مبادئنا مع كل موضة.

لقد حذّر أهل البيت (عليهم السلام) من زمن الغيبة وما يحمله من فتن واختبارات، مؤكدين أهمية الثبات على الدين. فقد رُوي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:

«طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا، لم يغيره الله تعالى إلا إلى خير».

هذه الكلمات ليست مجرد نصيحة، بل هي بشرى لكل من يتمسك بإيمانه وقيمه في زمن الفتن. فالتمسك بالدين ليس مجرد شعائر تُؤدى، بل هو منهج حياة، ورؤية عميقة للكون والإنسان، تُثبت القلب والعقل.

كما رُوي عن الإمام الباقر عليه السلام قوله:

«يأتي على الناس زمان، لا ينجو فيه إلا من ثبت على دين الله عز وجل، وتمسك به، ولم يتحول عنه إلى غيره».

هذا الحديث الشريف يؤكد أن النجاة في أزمنة الفتن ليست بالانسياق وراء التيار، بل بالرسوخ والثبات. أن تكون قويًا بإيمانك يعني أنك قادر على التمييز بين الحق والباطل، بين ما هو أصيل وما هو زائف، وأن تمتلك البصيرة التي ترشدك في دروب الحياة الملتوية.

إن بناء الإيمان القوي والثابت يتطلب جهدًا ومثابرة. إنه يتطلب التعمق في فهم الدين، والتدبر في آيات الله، والاقتداء بسيرة الأطهار. كما يتطلب الثقة المطلقة بالله سبحانه وتعالى، والتوكل عليه في كل أمور الحياة. فكلما ازداد إيمان الإنسان، ازدادت قدرته على مواجهة التحديات والصمود أمام المغريات.

دعونا لا ننساق وراء الدعوات التي تُزيّن الانحراف وتُقبح الثبات. فالحضارة الحقيقية لا تُبنى على التخلي عن القيم والمبادئ، بل على التمسك بها وتطويرها بما يخدم الإنسان ويرتقي به.

إن المؤمن القوي بدينه هو من يعرف الحق فيتبعه، ولا يلتفت إلى سهام الاستهزاء ولا إلى ألسنة السوء.

الايمان
الشخصية
المجتمع
الفكر
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    آخر القراءات

    تعرفي على خربشات طفلك

    النشر : الأثنين 25 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    أمير المؤمنين ونواة الطمأنينة الإجتماعية

    النشر : الأثنين 24 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    هجوم الدار.. من فضاضة أهل المدار

    النشر : الأربعاء 13 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    شخصيات تسمم حياتك: الغدارون

    النشر : الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    نسج دمعة واعليا

    النشر : الأثنين 18 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    غياب الأب ومدى تأثيره في بناء نفسية الطفل

    النشر : الأحد 19 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 19 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 529 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 474 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 409 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 356 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 356 مشاهدات

    الرأسمعرفية: المفهوم والدلالات

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1190 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1155 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1080 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1077 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1060 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 889 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة
    • منذ 14 ساعة
    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية
    • منذ 14 ساعة
    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"
    • منذ 14 ساعة
    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • الأحد 14 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة