• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فن الإقناع في التربية: غرس القناعة أعظم من فرض الطاعة

سجى عبد الأمير الركابي / الأحد 13 تموز 2025 / تربية / 507
شارك الموضوع :

امنح طفلك مساحة ليُعبّر، اسأله، اجعله يفكر، ولا تلقّن دون تفسير. فالمناعة الحقيقية لا تأتي من الممنوعات

في زمنٍ تتسارع فيه الثقافات، وتتداخل فيه المفاهيم، لا بدّ أن نعيد التفكير في أدواتنا التربوية، فالصراخ لم يعد يجدي، والضرب لم يعد يُنتج، والمراقبة لا تثمر إلا في حضورها. إن التربية الحقيقية لا تُقاس بعدد الأوامر التي أُصدرت، بل بعدد القناعات التي استقرت في أعماق الطفل حتى غدت جزءًا من وعيه وضميره.

حين يتمكن الوالدان من غرس قناعة صادقة في قلب الطفل، فإنهما يمنحانه حصنًا نفسيًا يحميه من التغيرات الخارجية، ويهبه مناعة ذاتية ضد الانجراف في مجتمعات قد تختلف عنه في القيم والسلوك. ومتى ما استقرت القناعة، بات السلوك انعكاسًا داخليًا لا فعلًا متصنّعًا يذوب عند أول اختبار.

لا تخف على طفلك إن شبّ في بيئة غربية ما دمت قد زرعت في قلبه نور الفهم، وقوة البصيرة، وأشبعت عقله بالحب لا بالخوف. لأن القناعة، حين تُزرع بالحكمة والموعظة الحسنة، تبقى ثابتة لا تهزها العواصف، ولا تغيرها المغريات.

ولنا في سيرة النبي محمد ﷺ أبلغ درس، حين أتاه رجل في مجتمع مفتوح، وقال له بلا مواربة: "يا نبي الله، إني أحب الفاحشة!" موقف كهذا في زمننا قد يُقابل بالصدّ، بالشتائم، وربما بالعقوبة، لكن النبي ﷺ لم يصرخ، لم يغضب، بل احتضن هذا السؤال الشائك بعقل المربي العظيم وروح الحبيب الرحيم.

اقترب الرجل حتى لامست ركبته ركبة النبي ﷺ، فقال له بلينٍ وهدوء: "ألك أم؟" قال: نعم. "أتحب أن يُفعل بها ذلك؟" قال: لا. واستمر يسأله عن ابنته، أخته، عمته، وخالته، وفي كل مرة يعترف الرجل برفضه لتلك الفعلة بحق من يحب. فقال له النبي ﷺ: "ولا الناس يحبون ذلك لنسائهم."

ذلك الحوار القصير كان كافيًا لقلب القناعة في داخله رأسًا على عقب. يقول الرجل: "دخلت على رسول الله ﷺ، وما من شيء أحب إليّ من الفاحشة، وخرجت وما من شيء أبغض إليّ منها." بهذه البساطة، وبهذا العمق، استطاع النبي أن يُحوّل الشهوة إلى حياء، والأنانية إلى احترام، والرغبة العابرة إلى وعيٍ راسخ.

هكذا يكون الإقناع، لا بالعنف، بل بالاقتراب من الفطرة، وتحريك المشاعر الإنسانية، وربط الأفعال بالنتائج على من نحب. هذه الطريقة لا تُغيّر السلوك فقط، بل تُغيّر القلوب.

إن الردع يجب أن يكون آخر العلاج، حين تفشل كل الوسائل، أما البداية فهي دوماً بالحوار، وبناء الجسور لا الحواجز. تربية الأطفال اليوم تحتاج إلى صبر المحاور لا عصا الغاضب، إلى دفء القرب لا قسوة البعد.

امنح طفلك مساحة ليُعبّر، اسأله، اجعله يفكر، ولا تلقّن دون تفسير. فالمناعة الحقيقية لا تأتي من الممنوعات، بل من الإقناع العميق. فإذا نجحت في غرس الفكرة، فلن تقلق على ابنك أينما ذهب، لأن القناعة التي صنعتها داخله، ستظل ترشده ولو كنت غائبًا عنه.

الطفل
الاب والام
التربية
السلوك
صحة نفسية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    آخر القراءات

    تعرفي على خربشات طفلك

    النشر : الأثنين 25 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    أمير المؤمنين ونواة الطمأنينة الإجتماعية

    النشر : الأثنين 24 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    هجوم الدار.. من فضاضة أهل المدار

    النشر : الأربعاء 13 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    شخصيات تسمم حياتك: الغدارون

    النشر : الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    نسج دمعة واعليا

    النشر : الأثنين 18 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    غياب الأب ومدى تأثيره في بناء نفسية الطفل

    النشر : الأحد 19 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 529 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 474 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 409 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 356 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 356 مشاهدات

    الرأسمعرفية: المفهوم والدلالات

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1190 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1155 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1080 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1077 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1060 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 889 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة
    • منذ 14 ساعة
    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية
    • منذ 14 ساعة
    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"
    • منذ 14 ساعة
    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • الأحد 14 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة