• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

دلال العكيلي / الأربعاء 16 تموز 2025 / تربية / 716
شارك الموضوع :

نعم، أولادنا تغيّروا، لكننا كذلك تغيّرنا، وربما لم نواكب حاجاتهم كما تنبغي التكنولوجيا

لم يعد العالم التربوي اليوم يشبه ذاك الذي نشأنا فيه قبل ثلاثين أو أربعين عامًا لقد تغيّرت المفاهيم، وتشابكت التأثيرات، وتزايدت التحديات التي تواجه الآباء والمربّين، حتى بات من الصعب أحيانًا الإمساك بالخيط التربوي وسط زحام المتغيرات الثقافية والاجتماعية والتقنية.

إذا كانت التحديات التي واجهها آباؤنا قد اقتصرت على حدود البيئة والمجتمع المحيط، فإننا اليوم نواجه تربية عابرة للحدود والجغرافيا، مفتوحة على ثقافات لا تُعدّ ولا تُحصى، يأتي بها الهاتف المحمول، وتبثّها الشاشات، وتؤسس لها مواقع التواصل الاجتماعي في أذهان أبنائنا دون استئذان.

في الزمن الماضي، كان الأب أبًا، وكانت الأم أمًّا كانت الهيبة حاضرة، والصوت مؤثرًا، والتوجيه مباشرًا، لا نقاش ولا جدال كان البيت حرمًا تربويًا له قوانينه الواضحة، وللمربّي فيه كلمة لا تُرد.

أما اليوم، فقد تغير المشهد أصبح كثير من الآباء يطمحون إلى أن يكونوا "أصدقاء" لأبنائهم، وقد يكون ذلك بنيّة طيبة، لكنه – كما تُظهر الدراسات – أدى إلى تفكك المعايير التربوية، وغياب المرجعية الأبوية الحازمة.

تشير دراسة نشرتها مجلة Child Development (2021) إلى أن غياب الحدود الواضحة بين الوالدين والأبناء يخلّف آثارًا نفسية معقدة على الطفل، منها ضعف الالتزام، وتزايد السلوكيات المعارضة، وانخفاض القدرة على ضبط الذات وتبيّن الدراسة أن الأطفال الذين ينشأون في بيئات أسرية بدون قواعد واضحة، يعانون من التشتّت وضعف الانضباط الذاتي بنسبة تصل إلى 40٪ أكثر من أقرانهم.

ولا شك أن التكنولوجيا سلاحٌ ذو حدين، لكنها في مجال التربية – حين تنفلت من الرقابة – تتحوّل إلى تهديد حقيقي تقتصر المشكلة على وقت الشاشة الطويل، بل تتجاوزها إلى "الرسائل الثقافية الخفية" التي تنقلها البرامج، والألعاب، ومنصات التواصل، والتي تزرع في وجدان الطفل مفاهيم فردانية، وتمردًا على الأسرة، وتعريفًا مشوّهًا للحرية.

وقد حذّر تقرير صادر عن منظمة UNICEF (2022) من تنامي ما يُسمّى بـ "الفجوة الرقمية التربوية"، والتي تحدث عندما يتعرّف الأطفال على أفكار وقيم خارج سيطرة الأسرة والمدرسة، فيؤسسون هويتهم بناءً على مصادر غريبة عن بيئتهم الثقافية والدينية.

من المسؤول؟

الحقيقة أن المسؤولية مشتركة، فالتحول ليس فقط في طبيعة الطفل، بل أيضًا في ضعف استجابة الأهل لهذه التغير لكثير من الآباء والأمهات، مع الأسف، لا يطوّرون أدواتهم التربوية، ولا يجددون معرفتهم بأساليب التربية الحديثة، ولا يطّلعون على نفسية الجيل الجديد.

كما أن ضعف الشخصية الأبوية، والانشغال، وغياب التوجيه المستمر، جعلت من الطفل "مشروع متمرّد"، يرفض الانضباط، ويجادل بلا حدود، ويسعى لصياغة قوانين منزله بحسب رغباته.

نعم، أولادنا تغيّروا، لكننا كذلك تغيّرنا، وربما لم نواكب حاجاتهم كما تنبغي التكنولوجيا، وتبدل الثقافة، والانفتاح غير المنضبط، كلّها عوامل ساهمت، لكن غيابنا عن المشهد التربوي الفعّال هو العامل الأخطر.

فإذا أردنا إنقاذ الجيل، فلا بد من العودة إلى التربية الواعية، المتوازنة، المستنيرة بنهج أهل البيت (عليهم السلام)، والمبنية على الحب، والحزم، والمعرفة.

التكنولوجيا الذكية
التربية
الطفل
السلوك
الاب والام
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    آخر القراءات

    تعرفي على خربشات طفلك

    النشر : الأثنين 25 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    أمير المؤمنين ونواة الطمأنينة الإجتماعية

    النشر : الأثنين 24 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    هجوم الدار.. من فضاضة أهل المدار

    النشر : الأربعاء 13 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    شخصيات تسمم حياتك: الغدارون

    النشر : الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    نسج دمعة واعليا

    النشر : الأثنين 18 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    غياب الأب ومدى تأثيره في بناء نفسية الطفل

    النشر : الأحد 19 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 11 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 529 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 474 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 409 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 356 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 356 مشاهدات

    الرأسمعرفية: المفهوم والدلالات

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1190 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1155 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1080 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1077 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1060 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 889 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة
    • منذ 14 ساعة
    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية
    • منذ 14 ساعة
    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"
    • منذ 14 ساعة
    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • الأحد 14 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة