• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

جنان الهلالي / الأثنين 14 تموز 2025 / اسلاميات / 557
شارك الموضوع :

لهذا شكلت عاشوراء ومضامينها، مدرسة حية وشاخصة، أمام البصائر والأبصار، ينهل منها من يرغب من الناس

الحاضر لا يستقيم ولا يمكن له الوقوف على قدمين قويتين، مـا لـم يأخذ من تجارب الماضي، ويستمد منها قوته ومساراته الصحيحة في الحياة الشائكة المتعرجة، ومن أعظم تجارب الماضي، وأكثرها خلودا في التاريخ الانساني، ملحمة عاشوراء وأحداثها التي تتجدد على مستوى الفكر والفعل، مع تقادم الأزمان، نظرا لأصالتها وانحيازها التام، إلى جانب الانسان، ضد الطغيان وأوجه الظلم كافة.

ولهذا شكلت عاشوراء ومضامينها، مدرسة حية وشاخصة، أمام البصائر والأبصار، ينهل منها من يرغب من الناس، أفكار الفضيلة، والسمو والترفع عن الصغائر، ناهيك عن الزخم الكبير المتواصل، الذي يستمده الإنسان منها، ليقف ضد الظلم مهما كان حجمه أو نوعه أو مصدره، ولذلك أصبحت عاشوراء مدرسة خالدة، بأفكارها، ومنطلقاتها وقيمها الانسانية التي نتزود منها في كل حين.

عندما نقرأ هذا الحدث تأريخياً وفق مصادر معتمدة، نجد بأن معركة كربلاء هي واقعة لم تحدث بسبب الصراع على الحكم والبيعة بين آل أمية وآل هاشم، بل منهج مدروس وفق مخطط الهي بحت والرويات المعتبرة تذكر واقعة كربلاء وما يجري على أهل البيت في زمن جدهم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) فهو أول البكائين على ولده الحسين (عليه السلام).

إذ ذكر النبي محمد (صلى الله عليه وآله) مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) في عدة روايات معتبرة في كتب الحديث والتاريخ عند المسلمين، سواء في مصادر الشيعة أو في كتب أهل السنة الموثوقة. ومن أبرز الروايات التي ورد فيها ذكر مقتل الحسين (عليه السلام) قبل وقوعه، على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله):

أولًا: من كتب أهل السنة

أولاً: حديث أم سلمة – تراب كربلاء

روته أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها:

عن أم سلمة قالت: كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) في بيتي، فنزل جبرائيل وقال: يا محمد، إن أمتك ستقتل ابنك هذا من بعدك. فبكى رسول الله وضمّ الحسين إلى صدره، وأخذ من تربة كربلاء وقال:

"ويحٌ لكِ يا أم سلمة، هذه تربة الأرض التي يُقتل فيها، فاحتفظي بها، فإذا صارت دماً فقد قُتل حبيبي." (1)

ثانياً: حديث أنس بن مالك – بكاء النبي (صلى الله عليه وآله)

عن أنس بن مالك قال: استأذن ملك المطر أن يزور النبي (صلى الله عليه وآله)  فأذن له، فقال للنبي: أتريد أن أريك قبر الحسين الذي يُقتل بأرض كربلاء؟

فبكى النبي وقال: نعم، فضرب بيده، فجاء بتربة حمراء فشمّها النبي وقال: هذه من أرض كربلاء.(2)

ثالثاً: حديث عائشة – الحسين في حجر النبي

عن عائشة قالت: رأيت رسول الله

يُقبل الحسين بن علي، وهو يقول:

"إنما هو ريحانتي من الدنيا، وإن ابني هذا يُقتل بأرض من أرض العراق، يقال لها كربلاء." (3)

ثانيًا: من مصادر الشيعة الإمامية

مصادر الشيعة أوردت روايات عديدة تؤكد أن النبي (صلى الله عليه وآله) أخبر بمقتل الحسين عليه السلام، منها:

1.  عن الإمام الصادق عليه السلام، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لفاطمة:

"يا فاطمة، إن الحسين مقتول بعدي، لا تنالي الشفاعة إن لم ترضي بقتله."( 4)

2.  عن الإمام الباقر (عليه السلام)، قال:

"بكى النبي (صلى الله عليه وآله) لما نزلت تربة كربلاء من يد جبرائيل، وقال: هذه الأرض التي يُقتل فيها ابني الحسين."(5)

3.  أن النبي (صلى الله عليه وآله)  كان كلما دخل الحسين (عليه السلام) بكى وقال:

"يُقتل ابني الحسين بأرض يقال لها كربلاء، ومن شهد وقعة كربلاء ونصره، فقد نصرني."(6)

جميع هذه الروايات، سواء عند أهل السنة أو الشيعة، تتفق على أن: النبي (صلى الله عليه وآله) أخبر بمقتل الحسين (عليه السلام) وذكر اسم كربلاء أو صفاتها، بكى عليه قبل استشهاده بعشرات السنين، وهذا مما يدل على عظمة الحدث، ومكانة الحسين عليه السلام عند رسول الله (صلى الله عليه وآله).

ثم نستنتج العبر من تلك الروايات التي تحدث الرسول عن حفيده وسيد الشهداء إلى عظمة الواقعة وأن ثورة الحسين هي امتداد لرسالة جده والدفاع عن مبادئ الاسلام والدين المحمدي، كونه يطلب من ابنته الزهراء تقبُل مقتل الحسين (عليه السلام) وأصحابه وسبي نسائه.

وكما ألزم الزهراء (عليها السلام) بضعته إذن هو أمر حتمي ومسلم أن يتقبل المؤمنون قربان الشهادة من أجل نصرة الحق وارساء منهج العدل.

ولكن السؤال كيف يتقبل الموالون تلك الظلامة بحق سيد الشهداء هل تكفي ممارسة طقوس الشعائر؟ أو هناك هدف أعظم وأسمى من إقامة تلك المراسيم! وإذا عدنا إلى أحاديث الأئمة المعصومون فهم أمرونا بإحياء أمرهم وفجيعتهم ليس لمجرد اقامة الشعيرة بقدر ما السير على نهج أهل البيت في إرساء مبادئ الإسلام واظهار الحق. فلم يقتصر نهج الاصلاح، والاستفادة من قيم المدرسة العاشورائية على الحياة وتنظيمها، وتوجيه مساراتها نحو سبل الصواب، بل تعدت ذلك الى النجاح في ضمان حسن العاقبة، في الحياة الأخرى، حيث يبقى الرضا الالهي، هو الهدف الأهم لكل الناس.

وفي هذا الصدد يؤكد سماحة المرجع الشيرازي قائلا: (يتزود المؤمنون من دروس عاشوراء الغنية لدنياهم وآخرتهم). ينبغي لنا أن لا ننسى بأن المدرسة العاشورائية العظيمة، وصلت إلينا بعد التضحيات الجسيمة، التي قدمها المؤمنون، وأتباع أهل البيت، صلوات الله عليهم، على طريق نصرة الامام الحسين (عليه السلام)، والعمل بأهدافه نحو الاصلاح، حيث واجهوا شتى الصعاب والمخاطر، لاسيما من قبل الحكام الطغاة، الذين كانت قيم عاشوراء، ولا تزال تشكل خطرا عليهم.

ومرت بمسيرة طويلة من التحولات وإن التضحيات التي قدمها الأسلاف والوالهون بسيد الشهداء - سلام الله عليه - هي التي أوصلت إلينا هذا المدرسة العاشورائية المناهضة للظلم والعريقة بأهدافها المقدسة.

ومثلما وصلت إلينا مدرسة عاشوراء وقيمها، من خلال تضحيات السابقين من المؤمنين الصالحين، لابد أن نوصلها إلى الأجيال القادمة. ومع هذا الاستذكار السنوي المتواصل، يكون الإنسان أكثر استعدادا لمساندة الحق، مستمدا رؤيته وايمانه هذا من رؤية ومبادئ واقعة الطف التي هزت عرش الطغيان قبل قرون وقرون.

ففي كل ذكرى عاشوراء تتجدد القيم ومفاهيم جديدة من مدرسة عاشوراء الخالدة. ذلك أن عاشوراء ليست مناسبة دينية فحسب، ولا هي مناسبة لأداء الشعائر فقط، إنما هي تجديد للأهداف التي نادى بها الإمام الحسين (عليه السلام) والتي قدم ازاءها حياته ثمنا لمقارعة الظلم والانحراف السياسي والأخلاقي الذي حاول فيه بنو أمية، كي ينحرفوا بالاسلام عن مساره، وكي يجيروا الدين لمصالحهم الفردية، في الحفاظ على الكرسي بوسائل الظلم والتجهيل والتقتيل، وكبت الآراء وكل الوسائل التي تساعدهم على البقاء لأطول زمن في كرسي العرش الذي هزته الثورة الحسينية، ولا تزال تعلن مقارعتها لبؤر الظلم وأصحابه في أي مكان وزمان، لاسيما البلدان الاسلامية التي تتخذ من الاسلام شكلا لها، في الوقت الذي أصبحت بعيدة كل البعد عنه وعن كلام الله في كتابه الكريم.

المدرسة العاشورائية خالدة وعظيمة، كونها تتواءم مع فطرة الإنسان، وتوجهاته نحو العيش بسلام، في ظل قيم ومبادئ ترفع من شأنه، وتحفظ كرامته، وبهذا اكتسبت عاشوراء خلودها وعظمتها، وأختمها بقول الإمام الحسين (عليه السلام) المشهور: "إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب".

وهذا القول يُعد من أبرز الشعارات التي عبّر بها الإمام الحسين عن سبب خروجه وثورته على ظلم يزيد بن معاوية، وهو بيان واضح بأن ثورته لم تكن طلبًا لسلطة، بل كانت حركة إصلاحية تهدف لإحياء القيم الإسلامية الأصيلة.

___________________

المصدر:
الحاكم في المستدرك (3/176) وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
الطبراني في المعجم الكبير
ابن سعد في الطبقات الكبرى
أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة
الهيثمي في مجمع الزوائد (ج9، ص187) وقال: "رجاله ثقات".
ابن عساكر في تاريخ دمشق
الحاكم في المستدرك
الطبراني
الكافي (للشيخ الكليني)
كامل الزيارات (لابن قولويه القمي)
الامالي الصدوق
الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
التاريخ
الاصلاح
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    آخر القراءات

    تعرفي على خربشات طفلك

    النشر : الأثنين 25 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    أمير المؤمنين ونواة الطمأنينة الإجتماعية

    النشر : الأثنين 24 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    هجوم الدار.. من فضاضة أهل المدار

    النشر : الأربعاء 13 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    شخصيات تسمم حياتك: الغدارون

    النشر : الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    نسج دمعة واعليا

    النشر : الأثنين 18 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    غياب الأب ومدى تأثيره في بناء نفسية الطفل

    النشر : الأحد 19 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 529 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 474 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 409 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 356 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 356 مشاهدات

    الرأسمعرفية: المفهوم والدلالات

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1190 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1155 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1080 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1077 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1060 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 889 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة
    • منذ 14 ساعة
    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية
    • منذ 14 ساعة
    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"
    • منذ 14 ساعة
    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • الأحد 14 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة