• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

مريم فؤاد / الأربعاء 16 تموز 2025 / حقوق / 692
شارك الموضوع :

من خدمَ الحسين، خدمته الملائكة. ومن سقى زائرًا، سقاه الله من الكوثر. ومن رفع راية، ثبّت الله له رايةً في الجنة

ليست الخدمةُ الحسينيةُ مجرّدَ “عملٍ تطوّعيّ” يُسجَّل في الدفاتر، وليست “مهمّةً” تُنجَز وتنتهي… بل هي تكليفُ حُبّ، يُساق به العاشقون إلى ساحةٍ لا تُشبِه إلا كربلاء…

فيها الحبرُ حسرة، والماءُ دمعة، والطعامُ بيعة، والخطوةُ طريقُ نجاة. الخدمةُ عند بابِ الحسين تختلف… تُبدّلُ الروح، تُنقّي القلب، وتحوّلُ الإنسان إلى جزءٍ حيّ من عاشوراء، لا مُتفرّجًا عليها.

فلسفةُ الخدمة… أن تكونَ في صفّ زينب دون سؤال

في كربلاء، لم تكن زينبُ (عليها السلام) بحاجةٍ إلى من يخدمها، لكنّ التاريخَ أراد أن نكون نحنُ خُدّامًا لما بقي من تلك الثورة.

الخدمةُ الحسينية ليست جزاءً… بل انتماء. أنت لا تخدمُ الحسين لأنه بحاجة، بل لأنك أنتَ بحاجةٌ لأن تخدمه.

فكلُّ من ارتدى السوادَ ووقف على ممرِّ الزائرين، وكلُّ من غسل قدميه بطينِ كربلاء وهو يوزّع الشاي، وكلُّ من خفّف عن زائر، أو مسحَ عرقًا، أو فتحَ دربًا…

فقد انضمّ إلى ساحةِ القتال، لكن بلغةٍ مختلفة.

مَن هو الخادمُ الحقيقي؟

الخادمُ الحسيني لا يُعرَفُ بمِهنته، ولا بعُمره، ولا بمكانته… بل يُعرَفُ بنيّته. قد يكون خادمًا يحملُ على رأسه تاجَ الهيبة، لكنه يكنسُ العتبة بصمتٍ وخشوع،

وقد يكون طفلًا صغيرًا يملأ كوبَ ماءٍ للزائر، لكنّ الملائكةَ تكتبُ اسمه مع الأنصار.

الخادمُ الحقيقي هو مَن يخدمُ وفي قلبه حرارةُ المصاب، من لا يبحث عن صورةٍ، ولا عن مدح، بل فقط يقول:

“يا حسين، لو كنتُ معك، لفعلتُ أكثر من هذا…”

تراتيلُ في مواكبِ العشق

ما أجمل أن ترى الشوارعَ تمتلئ بالخَدَمة… وجوهٌ سمراء من الشمس والتعب، لكن قلوبٌ بيضاء من الإخلاص. النساءُ يطبخن كأنهن يُطهّرن الأرواح، والرجالُ يقطعون المسافاتِ لا تعبًا، بل شوقًا، والأطفالُ يمدّون يدَ العون، وكأنهم يكتبون أوّلَ حروفِ الولاء.

هذا المشهدُ ليس عاديًّا… إنّه مشهدٌ عَرَفيّ من نوعٍ آخر، كلُّ خطوةٍ فيه عبادة، وكلُّ قطرةِ عرقٍ فيه شهادةُ انتماء.

الخدمةُ… لغةٌ تُكتَبُ بالدموع

هل رأيتَ خادمًا يبكي وهو يوزّع الطعام؟ أو امرأةً تخبز وتهمس: “يا زهراء، هذا القربانُ لكِ”؟ هل شعرتَ يومًا أنّ هناك يدًا خفيّة تدفعك لتخدمَ أكثر، وتتعبَ أكثر، لكن دون أن تشتكي؟

تلك ليست يدك… بل هو نداءُ كربلاء يجري في العروق. الخدمةُ الحسينية هي دعاءٌ غيرُ منطوق، هي زيارةٌ بلا كلمات، هي عزاءٌ بحركة، ووفاءٌ بعمل.

أثرُها في الدنيا والآخرة

من خدمَ الحسين، خدمته الملائكة. ومن سقى زائرًا، سقاه الله من الكوثر. ومن رفع راية، ثبّت الله له رايةً في الجنة.

الخدمةُ ليست لليوم فقط، بل تُكتَبُ لك في كلّ زمان، حتى إذا جفّ جسدُك من التعب، كانت خطواتُك شاهدةً عليك يومَ لا ينفع فيه إلا الحبُّ الصادق.

رأيتُ أن الخدمةَ ليست مهنة… بل ولادةٌ ثانية. كلّ مرّةٍ أمسحُ فيها يدَ زائر، أشعر أنّني أمسحُ وجهي على بابِ الحسين. وكلّ مرّةٍ أُجهّز طعامًا،

أشعر أنّ زينب تشهدني من بعيد. وكلّ مرّةٍ أتعب، أقول لنفسي:

"هل هذا يُساوي ذرّةً ممّا تعبوه هم؟"

الخدمةُ الحسينية ليست تشريفًا، بل مسؤوليةٌ، وأمانة، وحُلمٌ أن نكون… "جنودًا مجهولين" في جيشِ كربلاء المتجدّد، حتّى يُرفَعَ النداءُ الأخير: "يا لثاراتِ الحسين"..

الامام الحسين
عاشوراء
الشعائر الحسينية
كربلاء
الحب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    آخر القراءات

    تحفة فاطمة: دراسة تحليلية لأفضلية حجاب العباءة

    النشر : الخميس 05 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    متى يجب عليك تناول وجباتك اليومية؟

    النشر : الأثنين 29 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    شعار اليوم الدولي لمحو الأمية 2024 تغيير مسار التعلم

    النشر : الأحد 08 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    نجوم الولاية

    النشر : الأربعاء 16 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    قبسات ايمانية من حياة الامام الشيرازي

    النشر : الثلاثاء 04 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    لا تنتظر خوار قواك.. اقفز كالضفدع

    النشر : الأحد 22 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 22 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 529 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 474 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 409 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 356 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 356 مشاهدات

    الرأسمعرفية: المفهوم والدلالات

    • 334 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1190 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1155 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1080 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1077 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1059 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 889 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة
    • منذ 13 ساعة
    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية
    • منذ 13 ساعة
    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"
    • منذ 13 ساعة
    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • الأحد 14 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة