• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أعشاش هجرتها الحياة

صفاء عبد الحسين / السبت 23 شباط 2019 / تربية / 2393
شارك الموضوع :

بدا البيت موحشاً على غير عادته, مظلماً خَفتَ به كل شيء حتى أصوات العصافير التي كانت تطربنا بزقزقتها صباحاً هجرتهُ كما هجرهُ بسام. هذا ما بدأت

بدا البيت موحشاً على غير عادته, مظلماً خَفتَ به كل شيء حتى أصوات العصافير التي كانت تطربنا بزقزقتها صباحاً هجرتهُ كما هجرهُ بسام.

هذا ما بدأت به أم بسام حديثها الممزوج بدموع الفراق, وواصلت قائلة: "منذ صباي وأنا أحلم بتأسيس عشّي العائلي المليء بالكثير من الأولاد, لكن الله لم يهبني سوى بسام بعد طول انتظار, فكنا أنا وأبيه نخشى أن يصيبهُ أي أذى وننصاع لكل رغباتهُ دون استثناء, حتى جاء اليوم الذي يخبرنا به أنه عزم على اكمال دراستهُ الجامعية خارج البلاد, ذهبت محاولاتي سدى بأقناعه في البقاء ولأنني لم أشأ الوقوف أمام نجاحه وتحقيق حلمه, امتثلت إلى رغبته.

تراكمت السنوات بمضيها, تزوج بسام وأنشأ أسرته بعيدا عني, لم أرَ أحفادي ليومنا هذا, ما زلت أترقب عودته ليملأ عشي الذي أصبح مقفراً وخاوياً من بعده !".   

وجع الرحيل

مهما كان الترابط الأسري وشيجاً بين أفراد الأسرة فإن نواقيس الفراق لابد أن تدق أجراسها ليشق الأبناء طرقهم في رحلة الحياة, فحينما يكبرون وينهون الدراسة قد يفكر البعض في الزواج أو السفر خارج البلاد لكسب المال أو للتوجه نحو تحقيق حلم ما, وهنا سينتاب الوالدين شعور أليم لخواء البيت وهدوء أركانه وصمت الحُجر من ساكنيها فيبقى الوجع ملازمهم بعد رحيل الأحباب.

ولمعرفة الأثر النفسي لتلك العوائل ومدى تأثير فراق أبنائهم عليهم أجرت (بشرى حياة) هذه الجولة الاستطلاعية:

لوعة الاشتياق

أفاضت أم سجاد عن مرارة الفراق ولوعة اشتياقها قائلة: "ضنك العيش والوضع المادي المتردي جعل أولادي يحاولون بشتى الطرق العثور على فرصةٍ تمكنهم من السفر والعيش خارج البلاد, حتى جاء اليوم الذي أصبح ذاك الحلم حقيقة ليهاجر فيه سجاد ويتبعهُ أخيه بعد شهور عدة".

وأضافت: "لم تسد التكنلوجيا الحديثة فجوة غيابهم فتلك المكالمات والرسائل والصور التي عمدوا على ارسالها لم تكن كافية, حتى الأموال التي أرسلوها لن ترد الجهد الذي رفدتهُ في تربيتهم وتعليمهم ليكونوا ذخراً في أيام كبّري, فما فائدة رَغِد العيش في بيتٍ هجرتهُ الحياة من دونهم".

ثمنٌ بخس

وشاركتنا الحاجة أم ايمان بعتابٍ قاس قائلة: "ربما حرصي وخوفي من فقدانهم لم يكن كافياً للحفاظ على شملهم فتعددت الأسباب للانفصال عن بيت العائلة والاستقرار في مكان آخر بعيدا عن البيت "العش الكبير" الذي آواهم, ليجددوا بدورهم  بناء عش صغير لهم وبالفعل ذهب كل منهم إلى حيث يريد.

منذ رحيلهم والبيت يغط بظلمة معتمة كعشٍ هجرتهُ العصافير فأبقى أعد الساعات لحين موعد زيارتهم ليملؤوه مجدداً بالضجيج والنشاط والحركة, بعد أن خصصوا بضع ساعات لزيارتي لمرة أو مرتين في الشهر.

 فإن كانت هذه الزيارات ثمناً لتربيتي لهم! فياله من ثمنٍ بخس!".

الأثر النفسي

وعن الأثر النفسي الذي يتسبب لبعض الأبوين لترك أولادهم بيت الأسرة حدثتنا أستاذة علم النفس نور مكي الحسناوي قائلة: "تفرض علينا الحداثة قوانينها بمواكبة الحياة بتفاصيل ابتعدت عن الأطر المتعارف عليها وفق ما كان في السابق, من ارتباط الابن البكر بأسرته وعدم العيش بعيدا عن والديه.

إذ أصبح أغلب الأولاد يفكرون بالاستقلالية بعد الزواج ولربما قبله. وهو حق لا مناص منه  لإنشاء أسرة وحياة خاصة به. لكن هذا لا يعفيه من المسؤولية المناطة له اتجاه والديه.

ولا يمكننا أن نعمم هذا الأمر على الجميع, غير أننا في صدد يخص هذه الشريحة التي تتأثر نفسيا بعدما يترك أولاهم المنزل ويستقلون في بيوت بعيدة عنهم, إذ ينعكس الأمر على مجمل صحتهم النفسية والبدنية كونهم يعودون منفردين كما ابتدأوا حياتهم, لأن الأمر منوط بالعاطفة الأبوية الفطرية تجاه الأولاد فيظل الحنين الأبوي لوجود صغارهم بينهم هاجساً يملأ كيانهم".

وعن كيفية التعامل حيال هذا الأمر قالت الحسناوي: "يجدر بأن يكون هناك تواصل أكثر من قبل الأولاد, وبضرورة تواصل الأحفاد مع الأجداد كونهم أكثر خبرة في الحياة, ويمتلكون وقتاً كافيا لقضائه مع أحفادهم, فضلاً عن حرصهم عليهم أكثر من الوالدين بسبب انشغالهم بالعمل وبقائهم خارج المنزل ساعات طويلة.

 كما أن الأحفاد يقللون من حدة الضغط النفسي الذي يعاني منه أجدادهم الكبار ويعملون على تخليصهم من الشعور بالوحدة والاهمال, لذا فهم يعطون دافعا نفسيا وعاطفيا وبدنيا يؤثر ايجابيا على صحتهم".

ختمت حديثها: "إن الزيارات الدؤوبة للأولاد والأحفاد, تمنح الأبوين حب الحياة وتجددها, بينما يمنحهم الفراغ مشاعر تنذر بالوحدة واليأس والكبر وعدم الحاجة إلى وجودهم, إذ تصبح أيامهم مجرد وقت يمضي حتى يدق ناقوس الرحيل الأبدي".

التربية
الاسرة
الامهات
الاباء
العاطفة
الحياة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    قراءة في كتاب: ادرس بذكاء وليس بجهد

    النشر : الأحد 06 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    نبتة الصبار.. صيدلية المرأة المتميزة

    النشر : الخميس 29 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    يكمن عبقري بداخلك

    النشر : الأربعاء 29 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    اليوم العالمي للبيئة ونظريات الفلسفة الإيكولوجية

    النشر : الأحد 05 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    علاقة المجتمع الإسلامي بانحصار الدين المسيحي بين جدران الكنيسة

    النشر : الثلاثاء 07 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    استراتيجيات التعامل مع الضغوط النفسية

    النشر : الأثنين 22 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 547 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 439 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 420 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 375 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 373 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 338 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1067 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 667 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 4 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 4 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 4 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة