• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

يومٌ لكَ ويومٌ عليك

اسلام نادي / الخميس 12 ايلول 2019 / تربية / 3108
شارك الموضوع :

الجميع يؤمن أنّ الحياة يومٌ لكَ ويومٌ عليك، والزّمان متقلّب لا يرضخ لسلطة أحدٍ مِن البشر، النّاس تفني كلّ يومٍ بطرقٍ مختلفة كأنّ الموتَ هو س

الجميع يؤمن أنّ الحياة يومٌ لكَ ويومٌ عليك، والزّمان متقلّب لا يرضخ لسلطة أحدٍ مِن البشر، النّاس تفني كلّ يومٍ بطرقٍ مختلفة كأنّ الموتَ هو سيّد المفاجآت، والماديات تتداول كأنّها قطعة قمار لا تعترف بأحد، هي أعلى مِن الجميع، والأقدار تنزل على قلبي فتوقف نبضاته مِن الدهشة. الكلّ يفنى عدا ما حَملته القلوب واحتفظتْ به الذّاكرة.

بين كلّ هذا كنتُ أعيش في أُسرة متوسطة الدخل على الحدود الفاصلة بين الأغنياء والفقراء، أُوشك أن يهوي خطّ الفقر عكس الجّاذبية فينكّل بنا، بينما كان لي جارٌ ينكّل بي كلّما سنحتْ له الفرصة دونَ أيّ خجَلٍ أو رحمة، عشرون عاماً وهو يكاد لا يمرّ يوم إلّا ويُحاول فيه التَنْكيل بسعادتي، كنتُ ضعيفاً لا أملك سوى الدعاء ومرتّب حكومي وعملٍ خاص في ورشةٍ صغيرة، بينما كان هو يتذيّل أثواب الأغنياء ويسير في ركاب أصحاب السلطان.

كان يُحاول سبّي بطريقةٍ غير مُباشرة كما تفعل النّساء مع بعضهنّ البعض، ويُحاول الاشتباك معي في أيّ مشكلةٍ صغيرة، كان يختلق عنّي الأكاذيب ويُحاول أن يشوّه صورتي أمام النّاس. ذات مرة اتّجه به شيطانه ليضرم النيران في منزلي وأنا خارجه في وقت الظهيرة، منعه أحدهم بعد أن أعدّ ورتّب لكلّ شيء، فأطفأ النار قبل أن تُضرم في ربوع المنزل وتجعله رُكاماً يقف عنده الشّعراء، وحُطاماً يُكتب عليه أبيات الشعر.

في النهاية كانتْ حصيلتي منه سيّئة للغاية، حتّى كنتُ أتخيّل بعد كُلّ مُشاجرةٍ يُحدثها أنّ ناراً تشتعل في جسده وتُلهب خلاياه، أن يبرد قلبي ولو بمثقال ليلة مِن اللّيالي الّتى لم أنم فيها مُتردداً ما بينَ الإنتقام والمغفرة، كنتُ أكره للحدّ الّذي يجعلني أختار رؤية المسيخُ الدّجال في ليلةٍ كاحلة السّواد ولا أرى وجهه في نهار يومٍ مُشرق.

مضتْ الأيّام وتعاقبتْ الحياة فكأنّ الأرض انقلبتْ رأساً على عَقِب، أجهده مرضُ خبيث في أطرافه فتورّمتْ، انفضّتْ صحبة السوء مِن حوله، لفظتْه زوجته، تجنّبه أولاده، أصبح لا يعيش سوي بالكبر كي لا يرى نظرة النّاس الشّامتة، انحنى ظهره وأصبح يتحرّك على كرسيّ حديديّ بضعفٍ وهزل، تعثّر لسانه، وانفكتْ حقيقته، وامتزجَ وجهه بالضيق والحزن، يا للزّمان كيف يفعل بالنّاس هذا؟ يا للأيام الّتي لا تدوم لأحد، يا للحياة الّتي تستدير لتُري النّاس حقيقة ظُهورهم الّتي تستقيم على عظمةٍ مكونة مِن فقَرات، يا لربّ المظلومين كيف ينتقم!.

ظننتُ النّهاية قادمة بعد أيام معدودة، ربّما أُبالغ، بل ستأتي بعد ساعات، أُبالغ أيضاً، ستأتي بعد دقائق أو ثوانٍ أو لحظات، أيضاً أُبالغ، إنّ الرجل قد انكشف عظمه وتساقط لحمه، النهاية ستأتي الآن. كنتُ مخطئاً جدّاً، لقد تأخرتْ النّهاية كثيراً، تأخّرتْ حتّى هلكَ ماله، وتساوى مقداره بالتراب، ذُلّ بتفاصيل المرض كما أذلّ الكثيرين وتعالى عليهم.

في ليلةٍ ما، ليلةٍ كاحلة كتلك الّتي كنتُ أحلم بها مُنذ خمسة عشر يوماً، كنتُ أتقلّب في فراشي كمن حصل على خبرٍ مُفرح يمنعه مِن النوم، نزلتْ الأقدار والنّاس نيام وقد غَفَلَ بعضهم عَن حقيقة أنّ مالِكَ الكون لا ينام، انتهى صَبر زوجته من تألّمه وضجرتْ مِن مرضه، نهضَ الشّيطان بإرداة الله ليمهد لها الطريق كي تتخلّص مِن زوجها، نهضتْ مِن فراشها، أمسكتْ مَقْبِض الكرسيّ المُتحرّك مِن الخلف، نظر لها زوجها بجانب عينه دُون أن يحرّك رأسه لأنّه لا يستطيع تحريكه، نظر لها كأنّه ينظر لنهايته، دفعتْ الكرسيّ أمامها بعنف حتّى أصبح في غرفة المطبخ، التفّت أمامه ونظرتْ له وعيناها تقْدِحان بالشّرر، ثمّ اتجهتْ ناحية المنضدة في منتصف المطبخ وأمسكت كبريتاً وقامتْ بإشعاله، ثمّ نظرتْ لزوجها وهي تضع الكبريت لِتُشعل المَوْقِد ثمّ تضع خِرقةً جافّة على المَوْقِد وتركتها تشتعل حتّى تأكدتْ مِن اشتعالها، كانَ ما تبقى مِن حياة زوجها يدفع قلبه للنّبض بسرعةٍ بالغة، إنّه حُبّ الحياة حِينَ تكون الحياة بحقيقتها أمامنا ونحنُ مقيّدون بالأقدار لا نملِكُ قرار إكمال السير فيها.

وضعتْ بجوار الخِرقة المُشتعلة بِضع خِرَق ثمّ أمسكتْ بطرف القُماشة التّي تُزيّن المِنضدة وجعلتها بجوار الخِرَق، علا الدّخان حتّى انتشر في سقف المطبخ، خرجتْ الزوجة مِن المطبخ بينما الزوج ينظر لها بكلّ ما أعطاه الله مِن رحمة طيلة حياته ولم يستعملها، نظر لها برجاء ولكنّها تجاوزته وقامتْ بدفع الكرسيّ وتركه يصطدِم بالمنضدة، غادرت باتجاه غرفة نومها كي تقوم مفزوعة بعد دقائق على رائحة حريق غير مقصود أهلكَ زوجها العاجز، استلقتْ على سريرها تنتظر حتّى يملأ الدخان أرجاء المنزل بينما وقع زوجها مِن على كرسيّه عندما اصطدم بالمنضدة.

ذاب بقيّة جلده وتسعّرتْ النّار في جسده ورمدتْ عِظامه وانطلقتْ صرخةٌ مِنّي لأفيق مِن نومي وأنا أتساءل "لماذا صنعتم مِنّي هذا الحَالِم؟ لماذا أوصلتموني لأن أدعوا عليه بكلّ هذا؟ لماذا بدّلتموني بشخصٍ آخر غيري؟ لماذا جعلتم مِنّي هذا؟.... لماذا لم تتركوا في قلوبنا رحمةً تجاهكم؟ لماذا استنفذتم جميع مُحاولات الرحمة في قلبي تجاهكم؟ لمْ أكن أُريد في يومٍ مِن الأيام أن ترحلوا وتكونوا عِبرةً هكذا".

الانسان
الحياة
قصة
الخير والشر
العاطفة
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    قراءة في كتاب: ادرس بذكاء وليس بجهد

    النشر : الأحد 06 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    نبتة الصبار.. صيدلية المرأة المتميزة

    النشر : الخميس 29 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    يكمن عبقري بداخلك

    النشر : الأربعاء 29 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    اليوم العالمي للبيئة ونظريات الفلسفة الإيكولوجية

    النشر : الأحد 05 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    علاقة المجتمع الإسلامي بانحصار الدين المسيحي بين جدران الكنيسة

    النشر : الثلاثاء 07 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    استراتيجيات التعامل مع الضغوط النفسية

    النشر : الأثنين 22 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 547 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 439 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 418 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 375 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 373 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 338 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1162 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1084 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1067 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 667 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 4 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 4 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 4 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة