• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

امرأة على نهر الكوثر

جنان الهلالي / الأربعاء 27 كانون الثاني 2021 / تربية / 2660
شارك الموضوع :

من أسباب القبول والرضا في الزواج المبارك لأم البنين؛ هو طاعة الله ورضا وصّي الرسول وزوج ابنته البتول

اعلم أن الإنسان خُلق للحياة الدائمة والعيش السرمدي، وقد جعل الله هذه الدنيا مزرعةً للآخرة، ورتّب الجزاء في الآخرة على الأعمال في الدنيا، فكان تأهل العباد لتلك السعادة الأبدية بهذه الأعمال الدنيوية.

فإن الأنسان العاقل والطالب لرضا الله وطاعته، يحرص على انتقاء أفضل الأعمال التي يملأ بها هذا الوقت القصير من العمر، الذي سيحدّد مصيرهُ الأبدي في الجحيم أو النعيم. فإن من سنَّ سنّة هدى فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة. كما أن من سنَّ سنّة ضلالة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.

وقد جعل الله في أحكامه أنّ الوالدين شركاء مع أولادهما فيما يعملون من أعمال خير أو شر فهم البيئة والمنهل الأول لرفد أفكارهم بمفاهيم الحياة.

ومن أسباب القبول والرضا في الزواج المبارك لأم البنين؛ هو طاعة الله ورضا وصّي الرسول وزوج ابنته البتول، وإن كانت تلك المكانة أمانة كبيرة. ولكن عِظم مقام هذه السيدة، وسعة وجودها الإلهي بما تملكه من استعدادات وقابليات أهّلتها لتكون بهذه الوجاهة والكرامة عند الله سبحانه وتعالى.

فكانت نعم الأم المربية لأولياء الزهراء عليها السلام بل حتى أنها تؤثرهم على أولادها. حيث كانت تقدّم أبناء الصديقة فاطمة الزهراء "عليها ‌السلام" على أبنائها وهي التي علمتهم أن لا سواء بينكم وبين الحسن والحسين وزينب، فموتوا دونهم، ولا تقولوا أن أبانا أمير المؤمنين "عليه ‌السلام" ، لتنال بذلك رضا الله ورضا نبيه، وتكون مبيضة الوجه غداً يوم القيامة بين يدي فاطمة الزهراء "عليها ‌السلام".

ظاهراً كانت السيدة فاطمة بنت حذام الكلابية المكناة (بأم البنين) شخصية عادية من حيث عدم إنتمائها لبيوت الأنبياء والأوصياء قبل ارتباطها بالإمام علي (عليه السلام)، إلا إن الله تعالى وهبها درجة علم ومعرفة عجيبة! وهذا يُشير إلى سمو روح هذه السيدة الإلهية وطهارة نفسها ونقاوتها وتقواها التي أوصلتها إلى هذه المرتبة من الذوبان بسيد الشهداء (عليه السلام) حتى إنها تخلت عن اسمها رعاية لمشاعر ذرية بيت النبوة والإمامة، وفدته بذراريها، وهل هناك أحب للأم من أبنائها؟!

إلا أنها صَنعت منهم درعاً وحصناً حول قلبها ووهبتهم لربها قرباناً ليبقى وجود حب إمامها حياً بقلبها ومحيّاً لوجودها بعد رحيلها، حيث ورد أنه لما رجعت القافلة للمدينة بعد واقعة كربلاء أنها قالت: "قَطَعت نياط قلبي أولادي الأربعة، ومن تحت الخضراء فداء لسيدي أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).

إنها لم تخرج بجسدها إلى كربلاء إلّا أنها أخرجت أفلاذ كبدها واقترن اسمها من خلال موقف أبناءها بقضية الطف، وصار اسمها مقروناً باسم الحسين وثورته، ومن اقترن اسمه باسم الحسين عليه ‌السلام بأي شكل من الأشكال ولأي سبب من الأسباب كُتِب له الخلود حتى أنك لاتكاد تسمع لباقي نساءأمير المؤمنين عليه ‌السلام ذكر إلّا في ظلال ذكر أُم البنين "عليها ‌السلام".

لقد أكرمها الله بالوجاهة والمودة في قلوب الخواص والعوام. حتى أنها وسيلة المؤمن إلى الله في قضاء الحوائج. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}. ومن مصاديق وجاهة السيدة في الآخرة بما يصف الله أنبياءه والمخلصين من عباده تعالى عزّ وجل يصف نبيه عيسى (عليه السلام) بأنه وجيهاً بقوله: {... إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}. في سورة "آل عمران".

لقد جعل الله أم البنين باباً من أبواب رحمته، ما قصدها أحد إلّا ونال قصده، وما توجه بها إلى الله عزّ وجل متوجه إلّا أعطى سؤله، ومن شاء فليتوسل إلى الله بها ليعلم صدق ذلك.

فيما نرى أُم البنين عليها‌ السلام تزف أولادها الأربعة إلى أعراس المنية وهي تعلم أنهم سيسبحون كالأقمار في غدير الدماء، ومع أنها سرحت قلبها معهم وبقيت ترفرف بروحها على ساحة المعركة وتترقب أخبارهم من القادمين، ويا ليتها كانت حاضرة فترى مفاخرهم وبطولاتهم فيهون عليها الخطب، ولربما كان أهون عليها من تحمل الفراق، ومناشدة الركبان. وقد ذابت هذه المخدرة المكرمة في ولائها لهم، وتمسكت بهداهم، واقتدت بآثارهم حتى صارت من أولياء الله المقربين عنده وعندهم.

فارتفعت إلى أعلى عليين من خلال سبيل الكمال الذي رسمه الله لها ولجميع خلقه، فكانت أُم البنين عليها ‌السلام من السابقين في هذا الميدان حتى صارت ذا جاهٍ ومقام عريض عند أهل البيت عليهم‌ السلام وعند بارئهم.

وبالرغم من أنها كانت ولا زالت من أبواب الله، ومن أبرز أعلام نساء التاريخ، إلّا أنّ من المؤسف له، فإن التاريخ لم يعطها حقها كما هو شأنه مع الأبرار فإنك لا تكاد تعثر في المصادر عن شيء فيه تفصيل عن حياة هذه الكريمة، عن تاريخ ولادتها، طفولتها، شبابها، كم هو عمرها يوم دخلت بيت أمير المؤمنين عليه ‌السلام.. تفاصيل حياتها مع زوجها ومع أبناء رسول الله.. فإنها لا شك كانت زوجة مثالية رغم أنها لم تكن معصومة كفاطمة عليها‌ السلام، ولا ريب أنها كانت من أبرز مصاديق عمال الله في الأرض.

تغافل المؤرخون والرواة عن متابعة تفاصيل حياة امرأة تعد لوحدها أمة، ومدرسة متكاملة للأجيال، وخاضوا في جزئيات حياة حفنة من الطغاة والأوغاد.. ولعل من جملة الأسباب الكامنة وراء ذلك:

أنها كانت زوجة أمير المؤمنين "عليه ‌السلام". عاشت في كنفه وفي ظل بيت ضمّ من قبلها فاطمة عليها ‌السلام ومن ثم ضمّ أولاد فاطمة الزهراء، وسيدا شباب أهل الجنة، هنيئاً لتلك المرأة الفاضلة التي اختارت لأولادها الشهادة وقدمتهم قرباناً في سبيل الحق. وهي كمن قائل: من غمرته أنوار الشمس تضاءل شعاعه مهما كان نيّراً.

 

ام البنين
التاريخ
اهل البيت
المرأة
الفكر
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    كأمنّا خديجة

    النشر : السبت 23 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ليلة البيعة

    النشر : الأربعاء 20 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    استشعارُ الاعتياد

    النشر : الأحد 01 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    كيف تتفادي عدم الإعتداء على طفلك؟

    النشر : الأثنين 26 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    تجربة سنغافورة في ريادة التجارة العالمية

    النشر : الأحد 15 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    عفوا بني هل أنا الجاني؟!

    النشر : الخميس 28 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 999 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 637 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 592 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 442 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1049 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 999 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 973 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 10 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 10 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 10 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 10 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة