• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

صناعة النظام في الجيل

جنان الهلالي / الأثنين 25 تشرين الاول 2021 / تربية / 2754
شارك الموضوع :

إن لم يتحمل الابن جزءاً من الأعمال فماذا يعمل في الوقت الذي تكون فيه الأم مشغولة عنه

لاريب أن دخول المدرسة لأوّل مرة أمر شاقّ بالنسبة لابن في سن السادسة ولكن ذلك الولد دق باب المديرة بكل ثقة بالنفس واقترب من مكتبها، وقدم لها وردة حمراء وقال لها هذه من أجلك، قفزت المديرة من كرسي إدارة المدرسة لتحتضن الصغير. وكان دخول هذه المدرسة أمر شاق ولابد من عمل صالح أو شفاعة أو واساطة. قالت له مبتسمة أعلم أن والدك شار عليك تقديم تلك الوردة وعلمك تلك الكلمات الجميلة، ولكن أسلوب نطقك إياها دخلا قلبي مباشرة. أهلا بك في مدرستنا، ولكن يجب أن تحترس فانا شديدة المحاسبة محبة لتطبيق النظام. سألت المديرة الطفل: "هل تستطيع أن تربط حذائك؟".

ضحك الصغير، قال :"لست ممن يحب الأحذية ذات الأربطة، لالشيء إلا لأنني أجلس أمام التلفزيون في المساء وأرتبّ كل أمور الصباح  قبل أن أنام. أضع الحذاء والجوارب والملابس المدرسية بحانب السرير، وأقوم متأخراً في الصباح، ولذلك أحبّ الحذاء الذي لا يأخذ وقتاً في ارتدائه"..

ضحكت المديرة التي لم تضحك أبداً وقالت: "أحب فيك صراحتك هذه"، وعرفت أن أمامها طفل غير عادي تربى على الثقة في النفس. ولكنه صعب المزاج. لحظات ودخل طالب من المرحلة الثانوية، فالمدرسة كانت تضم جميع المراحل الدراسية، كان له شعر أطول من اللازم وأمسكت بمِقص وقصت له أكبر كمية ممكنة من شعره وذلك حتى يتجه فور خروجه من المدرسة إلى الحلاّق ليقصّ له شعره. سألها الطفل الصغير: "لماذا تفعلين معه ذلك".

قالت: إنه لم يسمع كلامي. لقد طلبت منه أن يقصّ شعره خمس مرات من قبل ولكنه لم يفعل".

قال ممتعضاً: أليس إنساناً حّراً يربي شعره كما يريد؟"

ردت المديرة: "إنه ليس حراً بل يجب أن يلتزم بقوانين المدرسة".

قال: صدقيني إني أخاف أن التحق بمدرسة تحت قيادتك"..

المديرة: "أنت حرّ في أن تخاف ولكنك لست حرّاً في أن تتصرف كما تريد في المجتمع"، وعلى أي حال، أنا لن أقبلك في المدرسة الإبتدائية مالم تقم بشراء حذاء له رباط وأن تتعلم ربط رباط الحذاء بنفسك".

تعلم بعد ذلك الطفل على ربط حذائه بمفرده، وارتداء ربطة العنق التي اشتكى لأمه منها لفترة قصيرة ثم اعتاد على الإهتمام بهندامه، وأصبح نظامياً بعد أن تأثر بنظام المدرسة وزملائه.

بعد النصف الأول من العام الدراسي انتقل لمدرسة أخرى أقرب لمنزله. صادف الابن متاعباً لاحدود لها من قِبل مدرسات عاجزات عن التدريس، وقابل زملاء أكثر تمرداً منه. ولكن كلما تذكر نظام مدرستة الأولى كان يندم ندماً كبيراً على نقله إلى مدرسة أخرى. وبصورة عفوية كان قد اعتاد على نظام تلك المدرسة وكان يطبقه دون أن يشعر. ويحث زملائه على ترتيب الصف.

كان يعود للمنزل ليجد كل فرد من أفراد الأسرة في عمل عليه أن يقوم به، وهناك نصف ساعة يومياً يشارك فيها والديه في إتمام بعض الأعمال المنزلية. يجمع هو مثلاً الأطباق والأكواب، والأم تقف في المطبخ والأب يرتب ويحضر بعض الحاجيات من السوق، أخته الصغرى تعد المائدة. تعلمت الأم نظام المسؤوليات التي شرحتها لها المديرة النظامية ونهت أن تعامل طفلها على أنه غير مسؤول وغير قادر على العمل، ولم تكن مهتمة لفكرة أن ابنها قد يحرق اصبعه من المكواة الكهربائية أو تشويه القميص الذي يكوية..

يجب أن يتعلم أكثر واكثر وأن يجرب كل الأعمال. إن لم يتحمل الابن جزءاً من الأعمال فماذا يعمل في الوقت الذي تكون فيه الأم مشغولة عنه وكذلك الأب؟ لابد ان يتجه إلى العبث واللهو  وتدمير أي شيء فلذلك يجب أن يشارك في عمل الأسرة ليكون إنساناً جديراً بالإحساس والمسؤولية ومن هنا تزداد ثقته بنفسه، بأن له قيمة داخل هذه الأسرة، وعليه مهام يجب أن يخصص لها وقتاً ونظام محدداً لإتمامه، ويبتعد عن الإتكالية.

هكذا يأخذ الدكتور سبوك ومن خلال كتابه "تربية الأبناء في الزمن الصعب"، بيد الآباء والأمهات على دروب التربية السليمة في هذا العصر التي تختلط فيه المفاهيم، وتتغير المعايير، لتصبح علمية التربية من أشقّ الأعباء الملقاة على الآباء والأمهات. لقد توصل الدكتور سبوك ومن خلال خبرته في المجال التربوي إلى منهجية تربوية تتسم بالنظرة الموضوعية وبالحفاظ على التقاليد والأسس الدينية، وهذه المنهجية هي غريبة على أساليب التربية الغربية.

إذن ما هو الأسلوب الأسلم في تربية الأبناء؟ يقول الدكتور سبوك بأنه على الآباء أن يفرغوا آذانهم من تلال النصائح التي تلقى في آذانهم في منهجية تربية أبنائهم وليلتفت كل أب وأم إلى إحساسه الداخلي. فابنك هو إنسان، وأنت تبتغي سعادته، وسعادته لن تأتي بحصاره في نمط معين من الحياة نفرضه عليه. وإلى هذا فإن سعادة الابن لن تأتي بإطلاق العنان له ليفعل كل ما يريده ولا أن تصرخ في وجهه عند أدنى بادرة للخروج عن السلوك المطلوب. إن الأب المحب، الحازم الحاسم، المتسامح من دون تزمت هو الأب الذي يعرف أن إحساسه يتجه إلى تربية ابنه بالتفاعل لا بالقهر، وبالتفاهم لا بالقسر، وبالحنان لا باللامبالاة.

يبدو أن رأي الدكتور هو الأسلم في تربية الأبناء ويتفق معه الكثير، يجب أن يتعلم الأبناء النظام والمسؤوليات وحدود لايتجاوزها في الطلبات دون تعنيف ولا بالقسر وإنما بالإرشاد والتوجيه السليم، لأن التعنيف مقدمة الفشل. وإنما مهمتنا صناعة جيل يرتقي بنفسه ويكون عنصراً فعالاً في المجتمع.

المصادر: تربية الأبناء في الزمن الصعب للدكتور سبوك
الطفل
التربية
الاب والام
الاسرة
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    اوصيك بي خيراً

    النشر : الثلاثاء 28 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    أيُ كتابٍ أثر فيكِ؟.. فكرة جديدة في نادي أصدقاء الكتاب

    النشر : السبت 18 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    أي سر احتواك يا أم القمر

    النشر : الأحد 31 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 4 دقائق

    الحرمان النفسي وسيكولوجية العقوق.. ارتباطية طردية ونتائج مدمرة

    النشر : الخميس 24 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    وقفة تأملية في سورة محمد ١

    النشر : الأربعاء 13 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    قم بتأسيس ذاكرة جديدة

    النشر : الأحد 12 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 549 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 459 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 423 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 400 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 375 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1165 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 675 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 12 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 12 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 12 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة