• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

صفعة برد

زهراء وحيدي / الأربعاء 02 شباط 2022 / تربية / 2138
شارك الموضوع :

أخذتني كلماتها تلك، إلى موقف الصباح حيث تناولت فطوري مع أسرتي ونحن مجتمعين حول المدفئة النفطية

كان الجو باردا جدا، ما إن خرجت من باب البيت حتى صفعتني نسمة مثلجة على وجهي، ومدت كفها البارد ولامست عظامي..

غطيت أنفي بالوشاح وحاولت أن أسرع في خطواتي لأصل إلى السيارة وأنقذ نفسي من قساوة الجو هذه، وبسبب الحفريات الموجودة في المنطقة اضطررت أن أسير قرابة عشرين مترا لأصل إلى السيارة التي ستأخذني إلى الجامعة..

وما أن شاهدت السيارة تنتظرني أسرعت في خطواتي أكثر ورميت نفسي في السيارة التي كانت دافئة أكثر من بيتي، اتجهنا بعدها إلى بيت مريم الذي يبعد عن بيتي أحياء عديدة، صفت السيارة عند باب بيتها تماما، فشارعهم مبلط وجميل، ولا تحتاج أن تسير أمتار كثيرة في هذا الجو البارد، تأخرت قليلا من الواضح أنها تقف في حيرة شديدة أمام دولاب الملابس، فكثرة ما تمتلكه من الثياب يجعلها تحتار ما تلبس كل يوم!، الحمد لله على كل حال فامتلاكي لثوبين يوفر عليّ هذا التأخير وهذه الحيرة أمام الدولاب!

فتحت مريم باب بيتها الكبير الضخم ذو الخدمات الفارهة وصعدت في السيارة، كنت أتساءل مع نفسي، مادامت تنتمي لعائلة غنية لماذا يا ترى لا تستأجر سائقا وسيارة خاصة توصلها إلى الجامعة بدلا من المجيء معنا في سيارة مشتركة!

جلست بجانبي وهي تقلب صفحات الكتاب لمحت خاتما جميلا في يدها اليمنى، كان ذهبا يتوسطه حجرا كبيرا دموي اللون، بالتأكيد أنها مجوهرات غالية الثمن يساوي الواحد منها راتب والدي السنوي!

لقد كانت مريم فتاة بشوشة وجميلة المظهر ولكنها هادئة في طبعها ولا تتحدث كثيرا عن حياتها الخاصة، كما أنها لا تتباهى كثيرا بذلك، ولكن المدينة صغيرة وليس من الصعب أن يعرف أحد حسب ونسب الآخر في هذه البلدة، خصوصا لو كان والدها رجلا ذو منصب مهم في الدولة، ولا أنكر بأني تمنيت كثيرا لو كانت لي حياة مثل حياتها.

وصلنا إلى الجامعة دخلنا إلى القاعة وبعدها تفرقت الفتيات، ذهبت إلى الحمامات لأرتب وشاحي الذي جررته على أنفي لأدفئ به نفسي، عندما سرت من البيت إلى السيارة.

كان المكان فارغا، وقفت أمام المرآة رتبت نفسي وهممت بالخروج وإذا بي أسمع صوت بكاء خفيف خلف باب الحمام، وكأنه يشبه صوت مريم!!

وقفت خلف الباب، ناديت عليها: مريم، مريم هل أنتِ في الحمام؟، لماذا تبكين، افتحي الباب، كانت ترفض الخروج ولكني بقيت خلف الباب أصر عليها حتى أقنعتها لأن تفتح الباب وتخرج من الحمام، وما إن فتحت الباب حتى شاهدت وجهها الملائكي قد تحول إلى وجه ذابل بعينين حمراوين من شدة البكاء، استغربت منها وقلت: ما الذي حصل معك لماذا تبكين بهذه الطريقة..

رمت نفسها في حضني وشرعت بالبكاء، من الواضح أنها كانت منهارة جدا، ولم تستطع أن تتمالك نفسها، أخذتها وذهبنا إلى مكان هادئ في الحديقة الخارجية، جلست على المقعد وحاولت أن تأخذ نفسا عميقا.

ناولتها قنينة الماء التي دستها أمي في حقيبتي، شربت بعضا منها واستعادت هدوئها، كنت أنتظر منها أن تفضفض لي قليلا لأعرف ما يحدث مع هذه الفتاة البرجوازية؟!

قالت لي بنبرة منكسرة: لا أحب أن أدخل في تفاصيل كثيرة، ولكن فكرة أن تستيقظي كل صباح على صوت مشاجرة والديك وتخرجي من البيت بينما يتقاذفان بينهما الشتائم والملامات هو أمر مربك لحياة فتاة مثلي لم تتجاوز عقدها الثاني بعد، وأن تعيشي مع أم لا تهتم إلا بنفسها وحفلاتها وصديقاتها ومع أب عليه الكثير من ملفات الفساد والقضايا الأخلاقية هو أمر مثير للاشمئزاز حقا، هذه هي الحياة المثالية التي أعيشها يا زينب ويحسدني الكثير عليها، كل ما أتمناه هو حياة مستقرة مع أسرة دافئة..

أخذتني كلماتها تلك، إلى موقف الصباح حيث تناولت فطوري مع أسرتي ونحن مجتمعين حول المدفئة النفطية وتعم أجوائنا الهدوء والبسمة والاستقرار العائلي بينما كان أبي يلاطف أمي وهي تضع شطيرة الجبن وقنينة الماء في حقيبة يدي. 

تراجعت في كلامي، فقد أسأت الظن ونسيت بأن البيوت أسرار، وأن ليس هنالك مالاً في العالم يعادل استقرار العائلة والحياة الدافئة التي منحها الله تعالى لي، ندمت على رجائي المتسرع، عذرا يا رب لا أريد أن أعيش ولا حتى يوما واحدا من حياة مريم...

حاولت أن أطبطب عليها وأن احتويها قليلا ولكن الجو رفض ذلك وصفعنا ببرودته كعادته، غطت هي أنفها بوشاحها الصوفي الجميل، وغطيت أنفي بوشاحي الرخيص ودخلنا سوية إلى مبنى الجامعة.. أخذت مني قنينة الماء خاصتي وأخذت منها درسا لا ينسى!.

الانسان
قصة
الاسرة
الفقر
العاطفة
الحب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي: ابنوا المجتمعات المُستقبلية

    النشر : الأحد 02 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الإجهاد المستمر.. مشكلة عارضة أم مرض خطير؟

    النشر : الأربعاء 04 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    ناصح أمين

    النشر : الخميس 29 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    طرق عملية تساعدك في التخلص من حر الصيف الذي يطاردك في كل مكان!

    النشر : الخميس 25 آب 2016
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    أم المؤمنين خديجة.. سيرة عطرة مستترة بين السطور

    النشر : الأثنين 03 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    كن طموحا.. لا تيأس

    النشر : الأثنين 04 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1004 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 746 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 642 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 619 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 609 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 446 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1054 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1004 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 973 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 746 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 13 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 13 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 13 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 13 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة