• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

صفعة برد

زهراء وحيدي / الأربعاء 02 شباط 2022 / تربية / 2047
شارك الموضوع :

أخذتني كلماتها تلك، إلى موقف الصباح حيث تناولت فطوري مع أسرتي ونحن مجتمعين حول المدفئة النفطية

كان الجو باردا جدا، ما إن خرجت من باب البيت حتى صفعتني نسمة مثلجة على وجهي، ومدت كفها البارد ولامست عظامي..

غطيت أنفي بالوشاح وحاولت أن أسرع في خطواتي لأصل إلى السيارة وأنقذ نفسي من قساوة الجو هذه، وبسبب الحفريات الموجودة في المنطقة اضطررت أن أسير قرابة عشرين مترا لأصل إلى السيارة التي ستأخذني إلى الجامعة..

وما أن شاهدت السيارة تنتظرني أسرعت في خطواتي أكثر ورميت نفسي في السيارة التي كانت دافئة أكثر من بيتي، اتجهنا بعدها إلى بيت مريم الذي يبعد عن بيتي أحياء عديدة، صفت السيارة عند باب بيتها تماما، فشارعهم مبلط وجميل، ولا تحتاج أن تسير أمتار كثيرة في هذا الجو البارد، تأخرت قليلا من الواضح أنها تقف في حيرة شديدة أمام دولاب الملابس، فكثرة ما تمتلكه من الثياب يجعلها تحتار ما تلبس كل يوم!، الحمد لله على كل حال فامتلاكي لثوبين يوفر عليّ هذا التأخير وهذه الحيرة أمام الدولاب!

فتحت مريم باب بيتها الكبير الضخم ذو الخدمات الفارهة وصعدت في السيارة، كنت أتساءل مع نفسي، مادامت تنتمي لعائلة غنية لماذا يا ترى لا تستأجر سائقا وسيارة خاصة توصلها إلى الجامعة بدلا من المجيء معنا في سيارة مشتركة!

جلست بجانبي وهي تقلب صفحات الكتاب لمحت خاتما جميلا في يدها اليمنى، كان ذهبا يتوسطه حجرا كبيرا دموي اللون، بالتأكيد أنها مجوهرات غالية الثمن يساوي الواحد منها راتب والدي السنوي!

لقد كانت مريم فتاة بشوشة وجميلة المظهر ولكنها هادئة في طبعها ولا تتحدث كثيرا عن حياتها الخاصة، كما أنها لا تتباهى كثيرا بذلك، ولكن المدينة صغيرة وليس من الصعب أن يعرف أحد حسب ونسب الآخر في هذه البلدة، خصوصا لو كان والدها رجلا ذو منصب مهم في الدولة، ولا أنكر بأني تمنيت كثيرا لو كانت لي حياة مثل حياتها.

وصلنا إلى الجامعة دخلنا إلى القاعة وبعدها تفرقت الفتيات، ذهبت إلى الحمامات لأرتب وشاحي الذي جررته على أنفي لأدفئ به نفسي، عندما سرت من البيت إلى السيارة.

كان المكان فارغا، وقفت أمام المرآة رتبت نفسي وهممت بالخروج وإذا بي أسمع صوت بكاء خفيف خلف باب الحمام، وكأنه يشبه صوت مريم!!

وقفت خلف الباب، ناديت عليها: مريم، مريم هل أنتِ في الحمام؟، لماذا تبكين، افتحي الباب، كانت ترفض الخروج ولكني بقيت خلف الباب أصر عليها حتى أقنعتها لأن تفتح الباب وتخرج من الحمام، وما إن فتحت الباب حتى شاهدت وجهها الملائكي قد تحول إلى وجه ذابل بعينين حمراوين من شدة البكاء، استغربت منها وقلت: ما الذي حصل معك لماذا تبكين بهذه الطريقة..

رمت نفسها في حضني وشرعت بالبكاء، من الواضح أنها كانت منهارة جدا، ولم تستطع أن تتمالك نفسها، أخذتها وذهبنا إلى مكان هادئ في الحديقة الخارجية، جلست على المقعد وحاولت أن تأخذ نفسا عميقا.

ناولتها قنينة الماء التي دستها أمي في حقيبتي، شربت بعضا منها واستعادت هدوئها، كنت أنتظر منها أن تفضفض لي قليلا لأعرف ما يحدث مع هذه الفتاة البرجوازية؟!

قالت لي بنبرة منكسرة: لا أحب أن أدخل في تفاصيل كثيرة، ولكن فكرة أن تستيقظي كل صباح على صوت مشاجرة والديك وتخرجي من البيت بينما يتقاذفان بينهما الشتائم والملامات هو أمر مربك لحياة فتاة مثلي لم تتجاوز عقدها الثاني بعد، وأن تعيشي مع أم لا تهتم إلا بنفسها وحفلاتها وصديقاتها ومع أب عليه الكثير من ملفات الفساد والقضايا الأخلاقية هو أمر مثير للاشمئزاز حقا، هذه هي الحياة المثالية التي أعيشها يا زينب ويحسدني الكثير عليها، كل ما أتمناه هو حياة مستقرة مع أسرة دافئة..

أخذتني كلماتها تلك، إلى موقف الصباح حيث تناولت فطوري مع أسرتي ونحن مجتمعين حول المدفئة النفطية وتعم أجوائنا الهدوء والبسمة والاستقرار العائلي بينما كان أبي يلاطف أمي وهي تضع شطيرة الجبن وقنينة الماء في حقيبة يدي. 

تراجعت في كلامي، فقد أسأت الظن ونسيت بأن البيوت أسرار، وأن ليس هنالك مالاً في العالم يعادل استقرار العائلة والحياة الدافئة التي منحها الله تعالى لي، ندمت على رجائي المتسرع، عذرا يا رب لا أريد أن أعيش ولا حتى يوما واحدا من حياة مريم...

حاولت أن أطبطب عليها وأن احتويها قليلا ولكن الجو رفض ذلك وصفعنا ببرودته كعادته، غطت هي أنفها بوشاحها الصوفي الجميل، وغطيت أنفي بوشاحي الرخيص ودخلنا سوية إلى مبنى الجامعة.. أخذت مني قنينة الماء خاصتي وأخذت منها درسا لا ينسى!.

الانسان
قصة
الاسرة
الفقر
العاطفة
الحب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    آخر القراءات

    من حكم المولى.. ونعم القرين الرضا

    النشر : الأحد 06 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    اكتئاب عيد الميلاد: شعور الحزن في يوم سعيد

    النشر : الأثنين 08 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    إستراتيجية الهليكوبتر في تربية الأبناء

    النشر : السبت 03 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الأطفال الذين لا يأكلون الخضروات والفاكهة أكثر عرضة للإصابة بالربو

    النشر : الجمعة 25 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الشباب والعولمة الثقافية

    النشر : السبت 26 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    كيف تحمين وجهك من التجاعيد؟

    النشر : الأثنين 31 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 362 مشاهدات

    عارضٌ ينقَدح، وعقولٌ تَميل.. وصيةٌ عابرةٌ للأزمان

    • 336 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 330 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3453 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1085 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1069 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1020 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1008 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة
    • منذ 5 ساعة
    خطورة خبراء الحكومات المستبدة
    • منذ 5 ساعة
    ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
    • منذ 5 ساعة
    بوصلة النور
    • الثلاثاء 17 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة