أظهرت دراسة حديثة أن اتباع نظام غذائي صحي مثل حمية "مايند"، ولا سيما في منتصف وأواخر العمر، قد يقلل خطر الإصابة بالزهايمر والخرف، ويظل مفيداً حتى عند اعتماده في مراحل متأخرة من الحياة.
في ظل تزايد الاهتمام بالوقاية من أمراض التدهور العقلي، يبرز دور التغذية كعامل أساس في تعزيز صحة الدماغ، فقد أظهرت أبحاث حديثة فعالية نظام "مايند" الغذائي، وهو اختصار لـ "Mediterranean Intervention for Neurodegenerative Delay" (MIND) في تقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر وأنواع أخرى من الخرف.
وتجمع هذه الإستراتيجية بين حمية البحر الأبيض المتوسط المعروفة ونظام "داش" Dietary Approaches to Stop Hypertension الذي يهدف إلى خفض ضغط الدم، ويتميز هذا النهج الغذائي بالتركيز على تناول الخضراوات الورقية والتوت والمكسرات والأسماك والدواجن وزيت الزيتون، ويستهدف نظام "داش" الغذائي تناول 2000 سعرة حرارية يومياً مع التقليل من استهلاك السكريات والدهون المشبعة.
وتعليقاً على فعالية هذا النظام أوضحت الأستاذة المشاركة في جامعة هاواي، الدكتورة سونغ يي بارك، أن "نتائج دراستنا تؤكد أن الأنماط الغذائية الصحية في منتصف وأواخر العمر، وتحسينها مع مرور الوقت، قد تقي من ألزهايمر والخرف المرتبط به"، مضيفة أن "هذا يؤكد أنه لا يوجد وقت متأخر لبدء اتباع نظام غذائي يحمي الدماغ".
وكانت بارك قد عرضت نتائج دراستها خلال المؤتمر السنوي لـ "الجمعية الأميركية للتغذية" American Society for Nutrition الذي عقد الإثنين الماضي.
وفي إطار دراستها تابعت بارك وفريقها النظم الغذائية لـ 93 ألف شخص بالغ في الولايات المتحدة، بدءاً من التسعينيات عندما تراوحت أعمار المشاركين بين 45 و75 سنة، وخلال فترة المتابعة أُصيب أكثر من 21 ألف مشارك بمرض ألزهايمر أو أحد أشكال الخرف الأخرى.
وأظهرت النتائج أن من التزموا بنظام "مايند" النباتي انخفضت لديهم احتمالات الإصابة بالخرف بتسعة في المئة، وبرز هذا الأثر بصورة أكبر لدى المشاركين من أصول أفريقية - أميركية ولاتينية والبشرة البيضاء، إذ وصلت نسبة انخفاض الخطر إلى 13 في المئة، وفي المقابل لم يكن التأثير بالقوة نفسها لدى الأميركيين من أصول آسيوية، بينما بدا التأثير ضعيفاً بين السكان الأصليين في هاواي.
ويشار إلى أن التأثير الوقائي للحمية كان أكثر بروزاً لدى من حسنوا التزامهم بالنظام الغذائي مع مرور الوقت، بغض النظر عن أعمارهم، إذ انخفض خطر الإصابة بالخرف 25 في المئة لدى هؤلاء، مقارنة بمن تراجع مستوى التزامهم بالحمية.
وتأتي هذه النتائج لتدعم ما توصلت إليه دراسات سابقة أظهرت أن الالتزام الصارم بنظام "مايند" قد يقلل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة تتجاوز النصف، بينما يسجل انخفاضاً يتجاوز الثلث لدى من يلتزمون به بدرجة معتدلة.
وتسلط هذه الأبحاث الضوء على أهمية بعض المكونات، ولا سيما الخضراوات الورقية، التي يبرزها "المعهد الوطني للشيخوخة" National Institute on Aging بوصفها عنصراً أساساً في تقليل الأضرار الدماغية المرتبطة بالمرض، وبغض النظر عن الأسباب الكامنة وراء هذا التأثير، فإن اعتماد نظام غذائي صحي مثل "مايند" قد يمثل بارقة أمل لملايين الأميركيين المصابين بمرض ألزهايمر ويمثلون ما بين 60 و 80 في المئة من حالات الخرف.
وفي الختام أوضحت بارك أنه "قد تكون هناك حاجة إلى اتباع نهج مصمم خصوصاً عند تقييم جودة النظام الغذائي لمختلف الفئات السكانية الفرعية". حسب اندبندت عربية
اضافةتعليق
التعليقات