• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سيكولوجيا المرأة والزمان

زينب الاسدي / السبت 23 شباط 2019 / علاقات زوجية / 2080
شارك الموضوع :

كانت عقارب الساعة تتراقص في حلبتها، معلنة الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة، تهيأ سعيد للخروج متوعداً بقضاء بعض الأعمال المتراكمة، ارتدى م

كانت عقارب الساعة تتراقص في حلبتها، معلنة الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة، تهيأ سعيد للخروج متوعداً بقضاء بعض الأعمال المتراكمة، ارتدى معطفه الأزرق الأنيق، ومد يده نحو المشط في حركة معتادة؛ تخترق متاهات شعره الغزير، لتصففه من أعلى الجبهة متمايلاً ناحية اليسار في حركة جميلة.

ودعته ندى بابتسامة لطيفة؛ ارتسمت على شفتيها زاحفة نحوه كهجمة مرتدة؛ تلقتها حاسته السادسة.

عقصت شعرها الوفير الذي هيجه المساء, ثم انشغلت بعدها بأمور المنزل، مفعمة بنشوة الصباح؛ تجاري جيوش الشمس الدافئة التي اجتاحت دهاليز البيت فوق أحصنة السلام معلنة بداية يوم جديد.

 انتهت من آخر اللمسات المعتادة قرب الظهيرة نظرت إلى الساعة بعين شاكية، لقد تأخر كثيرا!!

تقافزت حول الأفكار كلاعب الحبال البهلوانية تتعثر بها واحدة تلو الأخرى حتى حل المساء،

وأخيرا دقت أسماعها طرقات الباب مصدرة تمايلاً وتيراً بين الغضب والشعور بالإرياح.

اتجهت ناحية الباب، فتحته وراحت تحدق في وجهه بتجهم:

هل تعلم كم الساعة الآن؟! ست ساعات أين ذهبت؟!

نظر لها بغرابة:

أوه حقاً.. لم أنتبه أبداً! كانت لدي الكثير من الأعمال.

تراكضت الكلمات تسطر العتاب وكأنها تتسابق للوصول: 

لكنك قلت أن لديك عملاً صغيراً! هل استغرق عملك الصغير ست ساعات؟

أجاب بهدوء:

لم أشعر بالوقت، ما كنت أتصور أنه سيستغرق كل هذا!

_ ما هذا الكلام الغريب؟! لماذا لم تتصل؟!

تحرك الدم من كل أطرافه طافراً لرأسه المشدوه:

_ لماذا علي أن أتصل بك؟! إنني هنا الآن أمامك!.

قداسة الزمان:

تختلف الموازين القياسية للوقت عند كل من المرأة والرجل، إنها تنتبه لمروره أكثر، هذا نابع من ذاتها وطبيعتها.

كثير من الأحيان يشعر الرجل بأنه لم يمض وقت طويل، بينما تقول المرأة أن الأمر طال.

كانت والدتي تقيد مواليدنا وهي تحفظها جميعا؛ ليس قليل عدد النساء اللواتي يحفظن مواعيد الزواج والأعياد والمناسبات.

 إنني لا أشك أنك تذكرين آخر مرة قمت بزيارة طبيب الأسنان، أو ذهبت إلى المدرسة للقاء مدرسي الأولاد، حتى أنك تذكرين آخر زياراتك لصديقاتك واحدة واحدة.

تفيض المشاكل بين المرأة والرجل بسبب عامل الوقت؛ مثل:

 - التأخر.

- عدم الإهتمام بالأمور التي تم الإتفاق عليها مسبقاً.

- عدم الإخبار بتغيير بعض البرامج كعدم إخبار المرأة بالإنشغال في عطلة نهاية الأسبوع.

- نسيان المناسبات كأعياد الميلاد وغيرها.

- الإختلاف حول أي المناسبات تحظى بأهمية لإحيائها.

التكوين الجسدي:

الطبيعة الجسدية للمرأة ترتبط وثيقا بعامل الزمان؛ حيث تخضع لإيقاعة شهرية بانتظام تجعل عادة الحساب عندها لا تتوقف أبداً.

 بل تبرز باهتمام أكثر في دوامة حياتها عندما تخوض معترك الحمل الهائج, وهي تعد الأسابيع والشهور بانتظار مولودها الجديد.

بعد قدومه تحسب الساعات لتنظيم رضعاته ناهيك عن مواعيد زيارة الطبيب وتنظيم الطعام

وحمام الطفل وأشهر اللقاح..... الخ.

هذا الإهتمام يساهم في تكوين بعض نقاط الإختلاف بين المرأة والرجل.

فهو الذي لا يعلم بمدى اهتمامها يتصور كثيرا من تصرفاتها بأنها غير قابلة للإحتمال، بل هو في حيرة من هذه الطاقة الغريبة؛ حتى أنها تغيضه في أكثر الأحيان عندما تقوم بتصحيح خطئه.

مثلاً عندما تقول له: مضى وقت طويل على خروجنا للتنزه، يجيبها: إننا خرجنا قبل مدة سوية، فتقول بطمأنينة: ليس قبل مدة بل قبل شهرين، أذكر ذلك بدقة؛ جاءت أختك لزيارتنا في اليوم الثاني وقد فرح الأولاد جداً.

هذه الميزة تجعل آدم يظن أن النساء مخلوقات عصبية، مزاجية، سلطوية، تحاول السيطرة

والنفوذ، فهي تراقب بمنظار كل تحركاته، لتأمره وتنهاه في كل الوقت.

هذا الإنعكاس يُحزن حواء ويُشعرها بعدم التقدير، تخاطب نفسها:

 لماذا استاء مني؟! كنت فقط أحاول المساعدة!.

 هذا الإحساس نابع من الصميم حقاً، فهي لا تمثل أبداً دور رب العمل الحاكم، قد تبدو الأمور هكذا، إلا أنها تقوم بعملها فحسب.

تنظر المرأة لدوامة الزمان بنحو من القداسة والتقدير،  يجعلها لا تضيع حساباتها، لهذا تجدها تهتم لكل ما يرتبط به حتى لو كانت تحية الصباح والمساء؛ إنها لا تبحث عن عشق الرجل في هذه الكلمات بل تحتفل بيوم جديد تعيشه جنباً إلى جنب مع زوجها وفي أسرتها، إنها حقاً ناجحة في عملها.

ألق عليها تحية الصباح بحرارة وبارك بعملك هذا المجهود والعمل العظيم الذي تقوم به إنها حقا رائعة.

إنهن هكذا بطبعهن المرهف، يشعرن بدقة الزمان، هذا التوجه كقدرتهن على منح الحب والحنان، نابع من الذات التي فطرن عليها، وكم  أجاد الشاعر عندما قال:

سافرت في بحر النساء.. ولم  أزل - من يومها - مقطوعة أخباري.

العلاقة الزوجية
السعادة الزوجية
الرجل
المرأة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    هل يؤثر شكل الزوجة وطبخها على العلاقة الزوجية؟

    النشر : الثلاثاء 07 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    زوجة الأب الملاك الرحيم ام الشيطان الرجيم؟!

    النشر : الجمعة 20 آيار 2016
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    كيف تستثمر اجازتك الصيفية؟

    النشر : الأثنين 08 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    امضِ قدما نحو سلم النجاح

    النشر : السبت 08 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    من خلق الله.. حيوان (الكوالا الكسول)

    النشر : الأثنين 17 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 32 ثانية

    هاتف اليوم بديل صحيفة الأمس

    النشر : الأحد 19 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 36 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 990 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 634 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 440 مشاهدات

    (زعفر) سلطان الجان

    • 350 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1070 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1049 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 990 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 971 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 5 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 5 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 5 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة