• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عدسة القلب أم عدسة الكاميرا؟

زينب شاكر السماك / الأربعاء 26 شباط 2025 / اعلام / 1012
شارك الموضوع :

لأن الحياة، في جوهرها، ليست معرض صور.. بل مشاعر تُعاش بصدق

في عالم رقمي متسارع، نعيش في زمن حيث "إن لم تُوَثّق، فهي لم تحدث". ربما تظن أن هذه الجملة مبالغ فيها، لكنها الحقيقة المرة التي أصبحت تُسيّر حياتنا. التصوير اليوم لم يعد مجرد هواية أو وسيلة لتخليد الذكريات، بل تحول إلى طقوس يومية تفصلنا عن عيش اللحظة الحقيقية.

لكن ماذا لو ألقينا نظرة أعمق؟ ماذا لو توقفنا للحظة لنسأل: هل أصبحت عدسة الكاميرا أقوى من عدسة قلوبنا؟ هل أصبحنا نعيش اللحظة لنلتقطها، بدلًا من أن نعيشها؟.

تخيل أنك في غابة خضراء، الطيور تغني، والشمس تلقي خيوطها الذهبية على الأشجار. منظر يخطف الأنفاس، أليس كذلك؟ لكن بدلاً من أن تُغمض عينيك وتدع الطبيعة تغمرك، تمسك بهاتفك، تبحث عن الزاوية المثالية، وتضغط على زر التصوير. ثم، تمضي دقائق في التعديل وإضافة الفلاتر لتبدو الصورة أكثر "حقيقية".

ولكن مهلاً، أين ذهبت اللحظة؟ اللحظة التي كان يمكن أن تعيشها بقلبك بدلًا من عدستك؟

عدسة القلب ترى ما لا تراه الكاميرا. ترى البسمة الصادقة، والنظرة الحانية، ولحظات الدهشة الأولى. لا تحتاج إلى إضاءة مثالية أو إطار جميل. يكفي أن تعيش اللحظة بكل تفاصيلها لتظل محفورة في ذاكرتك.

عندما تنظر بعين القلب، فإنك لا تكتفي برؤية المشهد، بل تشعر به ضحكات الأصدقاء في جلسة دافئة، أول خطوة لطفلك، أو حتى صوت المطر وأنت تقف على النافذة. هذه اللحظات لا تحتاج إلى توثيق، لأنها محفورة في أعماقك.

الكاميرا هي وسيلة عظيمة لتوثيق الذكريات، لكنها ليست الحياة ذاتها، إنها أداة تلتقط اللحظة لكنها لا تستطيع أن تمنحك الشعور الذي يحمله المشهد. أحيانًا، تسلبنا الكاميرا البساطة بدلاً من أن تستمتع بالمشهد، تجد نفسك مشغولاً بالتقاطه ومشاركته ثم تبدأ دوامة التعليقات والإعجابات، وتتحول اللحظة التي كان يفترض أن تكون خالصة لك إلى مادة للعرض.

قد تكون الكاميرا وسيلة رائعة لتخليد الذكريات، لكنها لا يجب أن تكون بديلاً عن عدسة القلب. اللحظات الأجمل هي تلك التي تعيشها بكل حواسك، دون الحاجة إلى فلتر أو زاوية مثالية. فعندما تكون في لحظة مميزة، جرّب أن تعيشها أولاً قبل أن تفكر في تصويرها. أنت لا تحتاج إلى عشرات الصور لتوثيق نفس الحدث. التقط واحدة، ثم عد لتعيش اللحظة.

في النهاية، الحياة ليست معرض صور، بل قصة تُكتب بتفاصيلها، تُحسّ وتُعاش بصدق. فاختر أن تكون حاضرًا، لأن أجمل الصور هي التي تُلتقط بعين القلب فالذكريات التي تعيشها بقلبك هي التي تبقى. ربما تنسى الصور المحفوظة على هاتفك، لكنك لن تنسى شعورك حينما ضحك طفلك لأول مرة، أو تلك اللحظة التي ضممت فيها صديقًا بعد غياب طويل.

عدسة القلب هي ما يجعلنا بشرًا، فهي ترى الجمال في التفاصيل الصغيرة، وتحفظ لنا المشاعر قبل المشاهد. اختر أن ترى العالم بعين قلبك أولاً، ودع الكاميرا تأتي لاحقًا إذا احتجتها.

لأن الحياة، في جوهرها، ليست معرض صور.. بل مشاعر تُعاش بصدق.

الانسان
التصوير
المشاعر
العاطفة
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    من أفكار المجدد الشيرازي: القوانين المادية في المجتمع الغربي

    النشر : الخميس 05 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    القلب أم العقل.. أيهما يفوز؟!

    النشر : الأثنين 31 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    كيف حمل الامام السجاد راية الاصلاح عن طريق الدعاء؟

    النشر : الثلاثاء 31 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    حافظ على صحتك النفسية

    النشر : الأربعاء 26 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    وصايا للتحكم في أوقات الفراغ والاستفادة منها

    النشر : الثلاثاء 24 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    عيد الغدير.. يوم العهد المعهود والميثاق المأخوذ

    النشر : الخميس 06 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 5 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 412 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 365 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 344 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1079 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 663 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 4 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 4 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 4 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة