• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حذوة الإرهاب المعاصر من التأريخ الإرهابي

ليلى قيس / السبت 12 آذار 2022 / اعلام / 1714
شارك الموضوع :

لن يعد بمقدور أفراد تلك المجتمعات التفريق بين المناضل والمجرم، ولربما عدّوا الإرهابي بطلا ومقدسا فيهم

يبدو الإرهاب في نشأته قديما قدم التاريخ الإنساني كما جاء في القرآن الكريم، ليمثل الحسد والحقد والأعميان، دافعا وراء أول حادثة عنف واعتداء كما جاء في قصة ابنيّ آدم أبو البشر، وما كان من قتل قابيل لأخيه البريء هابيل فيصف القرآن الكريم قابيل بصفات عدة منها الإثم والظالم والخاسر.. وغيرها، وأخيرا فما جاء في القرآن يروي عن جزاء قابيل في الآخرة وهو عذاب الجحيم، ويدعو الناس أيضا إلى لعنة قابيل، بغية تعريف الأجيال الإنسانية في كل زمان من حلول غضب الرب على كل من يحاول التشبه بظالم أو إرهابي أو من إتخاذ أمثالهما قدوة، لأن مصيره سيكون كمصير قابيل (عليه اللعنة).

ولعل بعد عرض نموذج صريح من أعظم مرجع عند المسلمين، والذي يبرز موقف الإسلام من العنف والظلم والإرهاب فإن سؤالا فطريا قد يعترض القارئ، مفاده هو أن ابن لادن وجماعته ما لم تخفى عليهم حرمة الإعتداء على الأبرياء فلماذا لم يلتزموا بتعاليم الإسلام من نبذ للعنف واسالة الدماء؟.

أما عن التربية والتوجيه لشخصية الفرد المسلم فقد يفرض الإسلام على أتباعه إقصاء أي شعور (وإن قل) لكل أنواع التعدي والتجاوز على حقوق الآخرين، لا بما يختص بالشأن البشري وحسب، بل وسائر الأحياء من غير مبرر أو بتعمد، وهو ما نبه إليه أهل البيت عليهم السلام في سير حياتهم، ومثال ذلك نجد الامام علي عليه السلام يوضح مثل هذا التلاق بين إرادة الخالق العظيم وبين كدح مخلوق صغير، وذلك لما رأى نملة تنتقل إلى مخبئها قطعة من الشعير فالتفت إلى أصحابه من المسلمين ليعلمهم كما تعلم هو من نبي الإسلام محمد عن مواضع غضب الرب قائلا بما معناه، لو ملكت الكون على أن أعصي الرب بسلب هذه النملة قطعتها من الشعير، لن أفعل.

إذن فالدنيا بسماواتها وأرضها لا تساوي عند المؤمن شيئا إذا ما تعارضت وإرادتها الرب والتي تتجسد في حقوق كل مخلوق بريء، فضلا عن الإنسان البريء.

وبطبيعة الحال فإن المجتمعات التي تضطرب فيها مقاييس العطف والرحمة ولا يضع تأريخها حدودا بين الحق والباطل، فلن يعد بمقدور أفراد تلك المجتمعات التفريق بين المناضل والمجرم، ولربما عدّوا الإرهابي بطلا ومقدسا فيهم، فلا ينتظر من مجتمع كهذا سوى انتاج الجور والإرهاب، إذ أن تاريخ مثل تلك المجتمعات يشكل الظلم والإرهاب جزءا من مثالياته ومقدساته ويرتبط به ارتباطا عضويا.

ومثال أول ما ذكرنا، المجتمع الذي ينشأ أفراده على قصص بطولات أجداده الأوائل في إيذائهم وظلمهم والمؤامرات التي حاكوها لسيدنا المسيح للتخلص منه فهل نعجب أن يختار المجتمع الإسرائيلي اليوم قادة له من أول سماتهم التعدي وصناعة الموت والمجازر بحق الأطفال والنساء والرجال مثل (دير ياسين) ومرورا بغيرها مثل (صبرا وشاتيلا) وليس انتهاءا بالمذابح المتوالية في قانا وغزة؟ ذلك لأن المجتمع الإسرائيلي هو ابن تأريخه وهو بالضرورة يقلد تاريخه العدواني.

وأتباع التطرف في كل إتجاه ديني يمارسون نفس السلوكيات وحتى فرقة المتشردين عندنا في الدين الإسلامي والذي يعرف عن أتباع تلك الفرقة بين المسلمين اليوم بالخوارج الجدد من حذوهم لقناعات مشبوهة والذي أنتجها لهم تراث تأريخي مشوه، حتى أن من طبيعة أفكار متشدديها أنهم لا يجدون أي ضير في ظلم وإرهاب تأريخيين لخليفتين مجرمين مثل يزيد ومعاوية بالرغم مما تشهد مصادر التأريخ بذكر مجازرهم ومهاجمتهم للأبرياء والصالحين أو ما مارسوه بحق أحرار العرب والمسلمين وقتذاك، فلا عجب اليوم أن تمتد أيادي أشقياء تلك المجموعات لتفتك بأرواح مئات الأبرياء والمدنيين سواءا في مسيرات عاشوراء أو قطارات مدريد إذ إن أولئك الأشقياء هم أبناء تأريخهم الدموي، ومن الطبيعي أن يقلدوه.

المصدر:
مقتبس بتصرف من كتاب (the target) لمؤلفه نبيل رضا
الانسان
الارهاب
الفكر
المجتمع
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    اوصيك بي خيراً

    النشر : الثلاثاء 28 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    أيُ كتابٍ أثر فيكِ؟.. فكرة جديدة في نادي أصدقاء الكتاب

    النشر : السبت 18 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    أي سر احتواك يا أم القمر

    النشر : الأحد 31 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    الحرمان النفسي وسيكولوجية العقوق.. ارتباطية طردية ونتائج مدمرة

    النشر : الخميس 24 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    وقفة تأملية في سورة محمد ١

    النشر : الأربعاء 13 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    قم بتأسيس ذاكرة جديدة

    النشر : الأحد 12 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 549 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 461 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 423 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 402 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 376 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1165 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 675 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 12 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 12 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 12 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 13 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة