• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

إستلاب الكرامة ومظاهره

اسراء حسين / الخميس 25 تموز 2024 / تطوير / 967
شارك الموضوع :

هناك استلاب أخلاقي حين يوضع الإنسان في حاضنة مليئة بالشرور والرذائل، أي لا تتوفر له فرصة لكي ينمو

الاستلاب هي عملية سلب الكرامة بتخطيط منهجي، للسيطرة والهيمنة على الإنسان، فيصبح خاضعاً بلا قيمة، وتوجد أشكال متعددة للإستلاب، منها الجسدي، مثلاً حين يوضع الإنسان في السجن، وهناك استلاب نفسي حيث يحطم الإنسان نفسياً، في عملية الاستهزاء والسخرية وتحطيم شخصيته، كذلك يوجد استلاب ثقافي، يقوم على التضليل عبر التثقيف الذي يؤدي الى تنميط أفكاره والتحكم بسلوكياته واسقاطه في مستنقع الانحراف.

أ- الإستلاب الأخلاقي

هناك استلاب أخلاقي حين يوضع الإنسان في حاضنة مليئة بالشرور والرذائل، أي لا تتوفر له فرصة لكي ينمو بطريقة صحيحة حتى ينشأ على الفضائل الجيدة، ولكنه ينشأ في حاضنة مليئة بالرذائل كالسرقة والكذب والخيانة وشرب الخمر والانحراف الجنسي، فإنّ هذا كله يمثل استلاباً اخلاقياً لكرامته.

وعن الامام علي (عليه السلام): «لِكُلِّ شَيْءٍ فَضِيلَةٌ وَفَضِيلَةُ الْكَرَمِ اصْطِنَاعُ الرِّجَالِ»، ومنهج اللئام استلاب الفضائل وترسيخ الرذائل وتدمير الشخصية ومسخها.

الإستلاب عملية منهجية يقوم بها البعض من الذين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا، يرتشفون الغرائز والشهوات، ليس لديه إيمان بالمسؤولية وبالحساب في الآخرة ولا بالضمير والفطرة الإنسانية، يريد أن يعيش حياته على الغرائزية والحيوانية، ولا يكتفي بنفسه بل يقوم بعملية فرض الإستلاب بهذه الطريقة وإفساد الآخرين.

وهذا النوع من الإستلاب خطير جداً لأنه يحطم كرامة الإنسان بسلب هويته الفطرية، لذا نلاحظ اليوم انتشار الانحراف الأخلاقي بشكل كبير في بعض المجتمعات، بسبب وجود مؤسسات هائلة تقوم بإيجاد حاضنات شريرة تختص في عملية الإستلاب الأخلاقي، فترى الإنسان يفقد الإحساس بقيمته، ذليل وليس لديه عزة ولا إنسانية، فيعيش منفرداً في عالم منعزل وخاص به، بلا أي إحساس ولا أي شعور بوجوده ولا بوجود الآخرين، وفقدان أي تفاعل أو تعاطف أو مشاعر تجاههم.

إن الأنظمة الرأسمالية، بالخصوص، تسعى إلى جعل الانسان مجرد سلعة ومستهلك للسلع، لذلك تقوم تلك الأنظمة ومؤسساتها المعنية بعملية ضخ ثقافي سيء، حتى يؤدي ذلك الى إستلاب فهم الإنسان ووعيه وتفكيك قدرته على الإدراك الواعي فيبقى الإنسان مستلب الكرامة، ومستهلكاً، يأكل ويشرب ويشتري ويستهلك بشكل دائم، كما أن الرأسماليين ذاهبون الى أمور أبعد في هذا المجال، باستلاب المشاعر الانسانية، فالكرامة مرادفة للشعور، حيث يشعر الانسان بوجوده وانتمائه وهويته، لذلك يذهب الرأسماليون الى عملية استلاب كامل، فيصبح مجرد كائن مادي يسيطرون عليه ويحولونه إلى مستهلك دائم وبالنتيجة تتنامى أرباحهم في هذا المجال.

ب - الإستلاب السياسي

بعض الأنظمة الإستبدادية تقوم بعملية مسخ لهوية الإنسان، وتجعله خائفاً، وهذه أسوأ مراتب الإستلاب، حيث الهيمنة التامة التي تجعل الإنسان خائفاً، ويردد ترانيم الخوف، خاضعا للحاكم الذي يتباهي كما كان يقول فرعون: (أنا ربكم الأعلى)، فيصبح ذليلاً للسلطان الذي ينازع الله في سلطته، فالطاغية يريد أن يجعل البشر بلا كرامة ، يمحو هويتهم الإنسانية فيجعل بعضهم كذاباً أو خائناً أو منافقاً أو نماماً، يعمل ضد أصدقائه وعائلته ومجتمعه، مما يجعله بؤرة لكل الرذائل".

ج - الإستلاب الثقافي في قضية الامام الحسين (عليه السلام) نواجه تحديا كبيرا في عملية الإستلاب الثقافي، حيث تقوم جهات في ضخ ثقافات وسلوكيات ممنهجة، فيهيمون بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وهذا يؤدي الى إستلاب الهوية، لذلك نلاحظ أن جميع الطغاة يعملون ضد القضية الحسينية، لأنها تؤدي إلى حماية هوية الانسان والدفاع عن كرامته، لذلك نسعى في أيام عاشوراء لتجديد بناء الكرامة الانسانية، والوقوف أمام الإستلاب الثقافي، من خلال تطوير عملية البناء الثقافي واستثمار القيم الحسينية العظيمة، ومنها الشعائر الحسينية التي هي من مظاهر التعبير عن الهوية والشعور بالوجود والانتماء والإحساس الاجتماعي.

مقتبس من كتاب الامام الحسين (عليه السلام) تحرير العقول وهداية القلوب لسماحة الشيخ مرتضى معاش

الامام الحسين
الانسان
الدين
كربلاء
السلوك
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    كتاب لنكن مع الامام الحسين (عليه السلام) في نادي أصدقاء الكتاب

    النشر : الأربعاء 15 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    هل مهارات مادة الرياضيات وراثية؟

    النشر : الأثنين 07 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    هل تختلف طرق تربية الأطفال من بلد إلى آخر؟

    النشر : الأربعاء 18 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    متلازمة المحتال

    النشر : الأثنين 09 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    ذاكرة النسيان

    النشر : السبت 29 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الإمام الجواد والعلاجات الطبية

    النشر : السبت 08 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1015 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 471 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 360 مشاهدات

    القهوة لشيخوخة أفضل فقط للنساء

    • 350 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3451 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1072 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1015 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1001 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 14 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 15 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 15 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة