• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الأربعين الحسيني.. تجديد البيعة واستذكار للمظلومية

جنان الهلالي / الخميس 22 آب 2024 / تطوير / 1163
شارك الموضوع :

هذه الذكرى ليست مجرد حدث عابر، بل تمثل تجديدًا للعهد والولاء للقيم التي استشهد من أجلها الإمام

الأربعين الحسيني هي مناسبة تاريخية عظيمة يستذكر فيها المسلمون والعالم أجمع مظلومية الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) وتضحياته العظيمة في سبيل الحق والعدل والمبادئ القرآنية.

هذه الذكرى ليست مجرد حدث عابر، بل تمثل تجديدًا للعهد والولاء للقيم التي استشهد من أجلها الإمام الحسين في واقعة كربلاء. كان الإمام الحسين (عليه السلام) على علم بأن مسيرته نحو كربلاء ستنتهي باستشهاده وأهل بيته وأصحابه، لكنه استمر في طريقه بثبات وشجاعة، متحديًا الظلم والطغيان، ومصرًا على رفض الخضوع للطغاة مهما كانت العواقب.

أدرك الإمام الحسين أن موقفه ضد الظلم سيظل شعلة تنير درب المظلومين عبر التاريخ. يتزامن إحياء الشعائر الحسينية في يوم الأربعين مع ذكرى عودة الرأس الشريف للإمام الحسين (عليه السلام) من الشام إلى العراق ودفنه مع الجسد الطاهر في كربلاء، بحسب الروايات التاريخية. في العراق، يُعرف هذا اليوم بـ (مَرَدّ الرأس)، وتُقام فيه الشعائر إحياءً لهذه الذكرى المؤلمة، مما يعيد إحياء الحزن في قلوب المؤمنين.

الأربعين الحسيني يمثل لحظة تأمل واستذكار للمبادئ التي ناضل من أجلها الإمام الحسين وأصحابه. كل عام، يسير الملايين من المؤمنين في مسيرات جماعية نحو ضريح الإمام الحسين في كربلاء، مجددين العهد والولاء لمبادئ الثورة الحسينية، التي تبقى رمزًا للحرية والكرامة الإنسانية.

هؤلاء الزوار يعبرون عن حبهم العميق للإمام الحسين وقضيته العادلة من خلال الزحف على الأقدام لمسافات طويلة، متحدين الصعاب والمشاق. هذه المسيرة تجسد روح التضحية والفداء، وتؤكد أن دماء الإمام الحسين لم تذهب هدرًا، بل أصبحت نهرًا يروي قلوب الملايين بحب العدالة والحرية. كانت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) فاصلة بين الحق والباطل، ووقوفه ضد ظلم الحكم الأموي حفظ الإسلام من الضياع، مما جعل مقولة "الإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء" حقيقة واقعة. الإمام الحسين كان استمرارًا لرسالة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله)، وهو الامتداد الطبيعي لهذه الرسالة كما جاء في الحديث النبوي: "حسين مني وأنا من حسين".

في هذه المناسبة، يستذكر المسلمون الفاجعة التي حلت بأهل البيت في يوم عاشوراء، وما رافقها من مصائب وآلام، كما يتم تذكير الناس بظلم بني أمية وأعوانهم. إنها فرصة لتعزيز معاني الصبر والثبات على المبادئ التي جسدتها ذكرى عاشوراء، حيث واجه الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام) التحديات والمصاعب بإيمان عميق وعزيمة لا تلين.

هذا الاستذكار لا يقتصر على الحزن والأسى فقط، بل يحمل رسالة تعليمية تهدف إلى تربية النفوس على مقاومة الظلم والتمسك بالحق مهما كانت التضحيات. في هذا السياق، تُعد الشعائر الحسينية وسيلة فعالة لتوعية الناس بقيم العدالة والحرية التي نادى بها الإمام الحسين وضحى من أجلها. إنها فرصة لتعزيز الوعي الجماعي بأهمية الوقوف ضد الفساد والانحراف، والعمل على إصلاح المجتمع وفق المبادئ الإسلامية الصحيحة. كما تعكس هذه المناسبة وحدة المسلمين وارتباطهم بالقيم المشتركة، حيث يشارك الملايين من مختلف أنحاء العالم في مسيرات الأربعين.

متجاوزين الحدود الجغرافية والطائفية، ليجسدوا روح التضامن والإخاء بين المؤمنين، في مواجهة التحديات المعاصرة.

إضافة إلى ذلك، يُشكل إحياء أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) مناسبة لتعميق الروابط الروحية مع أهل البيت، حيث يتوجه المؤمنون لزيارة ضريح الإمام الحسين في كربلاء، طلبًا للبركة والتقرب إلى الله من خلال التمسك بولاية أهل البيت. هذه الزيارة تعبير عن الولاء والاعتراف بمكانة الإمام الحسين ودوره المحوري في الحفاظ على الإسلام.

شعيرة الأربعين مدرسة تربوية يتعلم فيها المؤمنون قيم الإخلاص والصبر والمقاومة في وجه الظلم. إنها رسالة للعالم بأن الحق لا يموت، وأن المبادئ التي دافع عنها الإمام الحسين ستبقى خالدة في ضمير الأمة.

من خلال إحياء هذه الذكرى، يسعى المؤمنون إلى استلهام روح الثورة الحسينية في حياتهم اليومية، ليكونوا دعاة للخير والعدل في كل مكان وزمان.

في الختام، تبقى ذكرى الأربعين الحسيني محطة للتأمل والتجديد، وفرصة لتأكيد الولاء للإمام الحسين ومبادئه، وإعادة النظر في مسيرة الحياة الشخصية والاجتماعية. إنها دعوة للمضي قدمًا على نهج الإمام الحسين في مواجهة الظلم والفساد، والتأكيد على أن رسالة كربلاء ستظل حيّة ما دام هناك من يؤمن بالحق ويستعد للتضحية من أجله.

زيارة الاربعين
الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
الشيعة
التاريخ
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    من أفكار المجدد الشيرازي: القوانين المادية في المجتمع الغربي

    النشر : الخميس 05 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    القلب أم العقل.. أيهما يفوز؟!

    النشر : الأثنين 31 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    كيف حمل الامام السجاد راية الاصلاح عن طريق الدعاء؟

    النشر : الثلاثاء 31 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    حافظ على صحتك النفسية

    النشر : الأربعاء 26 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    وصايا للتحكم في أوقات الفراغ والاستفادة منها

    النشر : الثلاثاء 24 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    عيد الغدير.. يوم العهد المعهود والميثاق المأخوذ

    النشر : الخميس 06 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 412 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 365 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 344 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1079 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 663 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 4 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 4 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 4 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة