• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أحسنِ تقويم

مريم حسين العبودي / الخميس 23 ايلول 2021 / تطوير / 1777
شارك الموضوع :

تُحدد وسائل التواصل الاجتماعي التي تزدهر في الوقت الحالي بصورةٍ تثير القلق معاييراً بشرية شكلية وجمالية

مئة إعجاب، مئتان وخمسون تعليق، إذاً ينبغي أن لا تُمسح هذه الصورة، لقد قُدّرت من قبل الناس ومنحوها بركة الضغط على شكل القلب الأحمر وحركوا أناملهم على شاشات هواتفهم الملساء ليكتبوا كلمات منمقة لا تستغرق سوى 10 ثوانٍ، 10 ثوانٍ كفيلة برفع هرمون الدوبامين وتحفيز رغبة الحصول على المزيد من جُرعات البهجة هذه.

لا يهم من الذي يمنح الصورة تقديره، ولا ما علاقته الواقعية معه، ما يهم هو إن ذاك الذي نشر صورته لم يخرج بخيبة أمل ويغرق في بحرٍ من عدم الثقة بالنفس بسبب قلة الإعجابات والتعليقات على صورته الجديدة تلك والتي أنفق جهداً ووقتاً كبيراً لتعديلها وإزالة أي شوائب أو عيوب منها.

تُحدد وسائل التواصل الجتماعي والتطور التكنلوجي الذي يزدهر في الوقت الحالي بصورةٍ تثير القلق معاييراً بشرية شكلية وجمالية لم تُحدد من قبل بهذا الكم من الكثافة والانتشار، حتى بات الفرد يعيش في قلقٍ نفسي ومجتمعي خشية أن لا تنطبق عليه هذه المُحددات وأن لا يصل للصورة النمطية التي لا تعبر عن رضاه الذاتي بقدر ما تكيّف نفسها وبآليةٍ مضغوطة لتوصل صاحبها للرضا المزيف الذي يُغدقه عليه الآخرون بوصفه أمسى نسخةً طيّعة ومستجيبة للجمع المسيطر من الأقران والأفراد المحيطين به واقعياً أو الكترونياً.

يفقد الكثيرون ثقتهم بأنفسهم لأنهم يفتقدون المعيار الفلاني هذا أو ذاك والذي لا أحد يعلم كيف ومتى وأين أصبح مقياساً قومياً للجمال والملاحة! يهرع عددٌ ليس بالقليل من الناس في السنوات الأخيرة للحصول على شكل أنفٍ محدد واكتناز شفتين وجفنين مسحوبين وجسدٍ منحوت وتحديدات هندسية دقيقة لكل جزء في الجسد بهدف الظهور بأبهى صورة وأن ينظر الناس لهم على مواقع التواصل نظرة المنبهر المأخوذ بهذا الجمال الإصطناعي.

حين يقول الله جل وعلا "لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم" فإنه سبحانه يُشيد بعظيم نشأته وحُسن تصميمه لكل فردٍ على حِدة، ملامح الشخص هذا جميلة لأنها تخصه، لأنها تصنع وتحدد هويته، محاولة محاكاة أو تقليد أي شيء منها لن يجعل المُقلِد إلا نسخةً غير معلومة الملامح، وغير مميزة لأنه لم يحتفظ بحُسن تقويم الله له، الأمور التي نعدها عيوباً فينا ما هي إلا مميزات تصنع لنا وجوداً لا يشابهه أي وجود آخر، بل وحتى التوائم المتماثلة، تجد في كلٍ منهم شيء يميزه عن شقيقه، شيء يجعل الأشخاص الذي يعرفوهم يسهل عليهم التمييز بينهم.

يسّهل الطب الحديث والتطور الذي يشهده على كثير من الأشخاص الذي هم بحاجة ماسة لتصحيح عيب خُلقي واضح أو معالجة تشويه نتج عن حادثٍ ما، فبينما يلجأ كثيرون لتغيير ملامحهم والتلاعب بهوياتهم، يحتاجُ آخرون هذا البذخ المالي لتحسين ما يحتاجون تحسينه فيهم، ولعلّ الرفاهية الاقتصادية لبعض طبقات المجتمع تدفعهم لاستحداث أمور جديدة تضيف لهم طابعاً من التغيير وكسر الروتين الذي اعتادوا عليه ومن ضمنه صورهم في المرآة!.

إن حُسن التقويم الذي جُبل الخلق عليه هو المعيار الأوحد للجمال الروحي والجسديّ، فخالقُ هذه الأجساد هو أدرى بقيمتها وهو أعلم بأن لكلٍ قالبٌ يتفرّد به عن سائر الخلق.

أيها الشاكي وما بك داءٌ

كن جميلاً ترى الوجود جميلا.

الانسان
الجمال
السلوك
الانترنت
وسائل التواصل الاجتماعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    من سعى للآخرة لا يلتفت إلى الدنيا: سيدة الصبر إنموذجًا

    خمس طرق للتعامل مع القلق

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    هل سرطان البروستاتا "منخفض الدرجة" أخطر مما نعتقد؟

    الإمام الحسن.. مدرسة الفضيلة في قلب يثرب

    كعكة عيد الميلاد أمنية مؤجلة

    آخر القراءات

    قراءة في كتاب: كيف يُفكّر الناجحون؟

    النشر : الثلاثاء 02 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    هل تعلمين أن طفلك قادر على تعلُّم اللغات الأجنبية من عمر الـ6 أشهر؟

    النشر : الخميس 03 آب 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    استطلاع رأي: ماهو سبب تفشّي قطيعة الرحم في مجتمعنا؟!

    النشر : السبت 08 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    عندما يغدو ترامب قدوة!

    النشر : الأربعاء 20 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    أنماط الشخصية.. أسرار وخفايا

    النشر : السبت 28 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    عن فضيلة شجاعة القول

    النشر : السبت 26 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1080 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 756 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 679 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 549 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 466 مشاهدات

    (زعفر) سلطان الجان

    • 412 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1188 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1080 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1073 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 981 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 854 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 831 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    من سعى للآخرة لا يلتفت إلى الدنيا: سيدة الصبر إنموذجًا
    • منذ 18 ساعة
    خمس طرق للتعامل مع القلق
    • منذ 18 ساعة
    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا
    • منذ 19 ساعة
    هل سرطان البروستاتا "منخفض الدرجة" أخطر مما نعتقد؟
    • منذ 19 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة