• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

آية وإضاءة علوية: عادة الإصغاء

فاطمة الركابي / الخميس 17 شباط 2022 / تطوير / 1819
شارك الموضوع :

كما نجد أن أمير الكلام (عليه السلام) يُشير إلى أهمية هذه الثقافة فيحثنا على جعلها عادة

 قال تعالى: {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ...}(الأنعام: 113)، وقوله: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}(التحريم : 4)، نجد إن الآيات ربطت الإصغاء كمفهوم بالقلب/الفؤاد؛ أي إن هذا المستوى من الاستماع هو من المستويات التي تخترق الكلام المسموع، والأحرف المنطوقة لتعي مدلولاتها، معانيها، مقاصدها، وحتى الرسائل المشاعرية التي يريد إيصالها الناطق، أو يعيشها ولا يتمكن من إظهارها، فتلك الطاقة المشاعرية وكل ما فيها من رسائل مخفية حتمًا ستصل للمصغي.

كما نجد أن أمير الكلام (عليه السلام) يُشير إلى أهمية هذه الثقافة فيحثنا على جعلها عادة، كما في قوله: [عود إذنك حُسن الاستماع، ولا تصغ إلى ما لا يزيد في صلاحك استماعه، فإن ذلك يصدأ القلوب، ويوجب المذام](١)، فالعادة الحسنة إذا لزمناها، ستنعكس على طبيعة حياتنا اليومية بشكل عام؛ فتجعلها حسنة.

فهو (عليه السلام) في مورد الأمر أتى بلفظة (حُسن الاستماع)، لكن في تتمة كلمته لما أتى بمورد النهي عَبر بلفظة (الإصغاء) ولعل في ذلك تأكيد وإشارة لخطورة الآثار المترتبة إذا ما كان الإصغاء لما فيه ما يخالف صلاح قلوبنا، فإن ذلك يعني تثبيت ما يَصغي له في القلب/الفؤاد، وهذا يجعل ضرره أعظم، وصعوبة إزالة أثره أكبر.

كما بَين أبي جعفر الثاني (عليه السلام) إنه قال: [من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله، وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس](٢)، فالقلب يتطبع بما يُملى عليه بالإصغاء، فليس كل ما يسمعه او يستمع اليه هو يستقر به، ويكون الموجه لسلوك صاحبه، لكن في الإصغاء يتحقق ذلك.

لذا فإن القلب الذي يعتاد على استماع الخير-كما أشار لذلك الأمير-  سيكون صاحبه ذو صدر منشرح/واسع، ذو حلم وروية وحكمة؛ ففي الإصغاء للمعارف والعلوم النافعة وكلام أصحاب النفوس المطمئنة سيحصل نفاذ الى قلبه بشكل أسهل وتترسخ فيه بشكل أعمق.

وهذا بشكل طبيعي سينعكس أثره في العلاقات فلا تكون ذاته خيرة وحَسنة فقط بل يكون صاغ جيد، أي ممن يُعطي للمقابل مساحته الكاملة ليقول ما يريد، وهو محافظ على قدرته على الإصغاء له بكل ود.

بالنتيجة فإن ثقافة الإصغاء من أهم الوسائل التي وفقها تُبنى العلاقات الخاصة منها والعامة، الاجتماعية والعلمية وبها تتكامل؛ لما يترتب على التحلي بها من انعكاسات إيجابية تضفي للأرواح جمالية حقيقية.

_______

(١) ميزان الحكمة : ج ٣، ص ٢١٩١.
(٢) بحار الأنوار: ج٢، ص ٩٤.

الامام علي
المجتمع المدني
المجتمع
الانسان
الشخصية
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    من أفكار المجدد الشيرازي: القوانين المادية في المجتمع الغربي

    النشر : الخميس 05 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    القلب أم العقل.. أيهما يفوز؟!

    النشر : الأثنين 31 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    كيف حمل الامام السجاد راية الاصلاح عن طريق الدعاء؟

    النشر : الثلاثاء 31 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    حافظ على صحتك النفسية

    النشر : الأربعاء 26 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    وصايا للتحكم في أوقات الفراغ والاستفادة منها

    النشر : الثلاثاء 24 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    عيد الغدير.. يوم العهد المعهود والميثاق المأخوذ

    النشر : الخميس 06 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 412 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 365 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 344 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1079 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 663 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 4 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 4 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 4 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة