• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

نحن والحمير في المنعطف الخطير!

هدى المفرجي / الثلاثاء 15 تشرين الثاني 2022 / تطوير / 3719
شارك الموضوع :

نحن نمشي وراء الحمير، وهي من تسلك بنا ذلك الطريق، فكان التساؤل عنده، هل نحن نمشي حقاً وراء الحمير؟

بغضب تصبه الأم على ولدها ناطقة: ( قم شرق..)، بعدها يصحو مفزوعا لأنه يعلم من المؤكد أن أمه ستقوم بدلق سطل الماء البارد عليه وتبلله وثيابه في البرد القارس، ثم يتناول افطاره على عجل بينما ينتظره الحمار للمضي نحو الكابوس المقرر عليه المرور به ثلاث مرات يوميا، مرة في الصباح بعد الإفطار، ومرة بعد الغداء، ومرة أخيرة قبيل المغرب، فيظل طوال الطريق يفكر كيف سينجو من ذلك المنعطف دون أن يسقط مع الحمار إلى أسفل الجبل؟!

ثم يكمل الأديب اليماني محمد مصطفى العمراني في كتابه "نحن والحمير في المنعطف الخطير"، عن معاناة أهل قريته الذين ينقلون مياه الشرب من عين ماء، حيث لا بد لهم أن يسلكوا في طريقهم إلى العين، ممراً أو منعطفاً خطيراً بجانب وادٍ سحيق، تسبب بوفاة عدد من الأطفال نتيجة سقوطهم مع الحمير بهذا الوادي أثناء عبورهم ذلك المنعطف، وبعد عقود من الزمن كان وجهاء القرية يجتمعون في منزل أحدهم، يناقشون موضوع المنعطف وكيفية إيجاد حل لهذه المشكلة، وعندما سألهم الكاتب الذي تعرض أكتر من مرة للسقوط في الوادي عندما كان طفلاً يذهب مع الحمار إلى العين: لماذا لا تسلكون طريقاً آخر آمن للوصول إلى العين؟، فوجئ بإجابة مُفزِعة.

قائلين: نحن نمشي وراء الحمير، وهي من تسلك بنا ذلك الطريق، فكان التساؤل عنده، هل نحن نمشي حقاً وراء الحمير؟.

جميعنا تراودنا تساؤلات في برهة من الزمن فنحن شعب اعتاد أغلبه أن لا يفكر خارج الصندوق، الموضوع أعلى الرف وبين الفينة والأخرى ترمى فيه بعض قصاصات الورق كتب فيها ماهو موضوع هذا الأسبوع، نأخذ الموضوع شرقا وغربا وكلٌ يدلي بدلوه حتى نرى محتوى القصاصة الثانية فنتناسى الأولى، فلسنا نحن من يختار الموضوع إنما من يرمي القصاصة أو على وجه التوضيح لسنا من يختار الطريق غالبا الحمار يختاره، يداهمون فكرك ويبعثرون أشياءك ويجعلون عالي طموحاتك سافلها، وتوقظك زمجراتهم دون استئذان يستبيحون حياتك ببضع أوراق امتلكوها لتنطلق أمزجتهم في نسج السيناريوهات الدنيئة وتطلق لهم العنان في البعثرة والعبث يجوسون كالحمر المستنفرة.

يدوسون بلامبالاة على بقايا جروحك يستفزونك ليجعلوا منك محل إنزال عقاب، فتضيع كأنك لعبة خشبية في بحر متلاطم فيه مد وجزر أحيانا تداهمك أمواجه حتى تغمرك إلى أذنيك وأحيانا تفر بك بعيدا، حتى تسلك أحد طريقين فإما أن تكون من فئة باغية تغرقك في العطايا وتهرق لك النعم، أو تكون في خضم العلب اﻹسمنتية خلف القضبان، لتصبح البنية الفكرية والنفسية للإنسان بحاجة إلى تفكيك العناصر المؤسسة لها وتحليلها، ماذا لو أصبح الحمار زعيما؟.

ببساطة متناهية حين يصبح الحمار زعيماً، ستجد من مصلحته أن ينتشر الغباء، لذلك تكون هجرة العقول في ذروتها، وستجد غالبية المسؤولين من فصيلة الحمير لا غير، حتى يتعدى الحمار حدوده فيرى أن الفرس الأصيل ماهي إلا دعابة بالنسبة له وهو الزعيم، كما يحصل بأمة أسلمت شرفائها لسفهائها وجرأت شرارها على أخيارها وخذلت مناصرها لتصفق لجلادها فلا عتب على قوم اتبعوا حمارا.

حين يصبح الحمار زعيماً، سترى بعينيك كيف يتحول القبح إلى مقياس للجمال، وكيف يتبارى الناس في السعي لرضا سائر القطيع فتضيع الفضيلة تحت لباس الفجور وينتشر الفساد بحجة التطور، سترى منهجاً فلسفياً يدرسه الطلاب على أنه الطريقة المثلى للتفكير، والأذكياء يحاولون إظهار أكبر قدر ممكن من الحماقة لكي لا توجه لهم تهمة الإساءة للذات.

كمنهج أستاذ ألقى علينا ذات يوم محاضرة في الاقتصاد الرياضي وكان يشوبها الكثير من الصعوبة وحينما طرحنا عليه طريقة أسهل وأكثر اثباتا وذات نتائج تقترب إلى المثالية، قال بتغطرس: هذا ما تحفظونه ومن لم يحب فليعرض نفسه للرسوب، مازلت أتذكر أننا نكتب تلك الطريقة مجبرين لا متعلمين فقط لنتحول من مرحلة إلى أخرى لا نحرك فيها عقولنا فالأمر لايحتاج سوى تحريك أصابعنا.

حين يصبح الحمار زعيماً، تصبح حيازة العقل جنحة، واستخدامه جناية عقوبتها الإعدام، وكل من يحاول أن يستخدم عقله لا بد أن يتخفى عن أعين الناس، لأن كثيراً منهم تحولوا إلى حمير، ويكون العاقل في عيون الأغلبية جاهلا يطلب الغريب أو متفلسفا مملا على قارعة الطريق يضع قبعته بانتظار اشادة من عاقل ربما لاوجود له، وهنا يكمن دورنا كبشر انعم الله عليهم بالعقل لنضع جوابا صارما ينهي هذه المهزلة، فالحمد لله الذي خلقنا من العدم، وأسبغ علينا وافر النعم، علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وألهمه القدرة على التفريق بأن يختار إما أن يكون في الحياة أو في العدم، فماذا تختار أنت أين تريد أن تكون؟.

التفكير
السلوك
المجتمع
المجتمع
قصة
السياسة
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    سيدات مصريات يصلن إلى العالمية من الأرياف

    النشر : الأحد 25 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ماذا ترتبط في ذهنك كلمة التبسيط؟

    النشر : الأربعاء 28 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ماهي نتائج العنف ضد الأطفال؟

    النشر : السبت 29 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    مصممة الأكسسوارات سنا الرماح: الاستيراد أثر وبشكل كبير على الكثير من أعمالنا

    النشر : الخميس 02 كانون الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    محرّم في زمن التحول

    النشر : الثلاثاء 01 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    ممارسة ثقافة الامتنان

    النشر : الخميس 27 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1004 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 745 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 641 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 619 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 609 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 446 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1054 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1004 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 973 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 745 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 13 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 13 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 13 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 13 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة