• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ميثولوجيا المشاعر: إرث ينتقل من الآباء إلى الأبناء

ليلى قيس / الثلاثاء 06 كانون الأول 2022 / تطوير / 2024
شارك الموضوع :

لن تتذكري بشكل واع معنى أن تكوني طفلة، لكنك ستتذكرين ذلك على مستويات أخرى

سألتني مرة امرأة مقبلة على الأمومة عن النصيحة التي أقدمها لشخص سيصبح أباً أو أماً. قلت لها، بغض النظر عن عمر فإنه سيذكرك على المستوى الجسدي بالمشاعر التي كانت طفلك تنتابك عندما كنت في سن مشابه. نظرت إلي بشيء من الذهول. بعد سنة أو أكثر قالت لي الأم نفسها، وطفلها عند قدميها، إنها لم تفهم ما قلته لها في لقائنا الأول، لكنها تذكرته وهي تعتاد دورها الجديد، حيث بدأت تفهم معناه، إضافة إلى أنه ساعدها على التماهي مع طفلها أيضاً.

لن تتذكري بشكل واع معنى أن تكوني طفلة، لكنك ستتذكرين ذلك على مستويات أخرى لأن طفلك سوف يذكرك بذلك باستمرار. من الشائع أن ينسحب أحد الأبوين من حياة طفله في سن مشابهة لانسحاب أحد أبويه من حياته هو. أو أنه يرغب في الانسحاب عاطفياً عندما يبلغ طفله السن نفسه الذي شعر فيه بالعزلة. يقدم مارك مثالاً كلاسيكياً عن شخص لم يكن يرغب في التعاطي مع المشاعر التي كان طفله يثيرها فيه. ربما ترغب في الهرب من هذه المشاعر، ومن طفلك أيضاً، ولكن إن فعلت ذلك فسوف تنقل إلى طفلك ما حدث لك في طفولتك. كما سيكون هناك الكثير من الأشياء الجيدة التي تنقلها أيضاً – مثل الحب الذي تلقيته – ولكن ما لن ترغب في نقله إلى طفلك هو خوفك الموروث وكراهيتك وعزلتك وسخطك.

سوف تجتاحك في بعض الأحيان مشاعر مقيتة تجاه طفلك أو أثناء تواجدك معه، تماماً كما تشعر في بعض الأحيان تجاه شريكك، أو أبيك أو أمك، أو صديقك، أو حتى تجاه نفسك. فإن اعترفت بذلك لن تقوم بمعاقبته بسبب تلك المشاعر التي يحركها فيك. إذا شعرت، كما حصل مع مارك، بالاستياء من الحياة العائلية نتيجة إحساسك بالتهميش، فيمكن أن نعزو السبب إلى تهميشك في طفولتك من قبل أحد أبويك. ويمكن لهذا الاستياء أن يأخذ شكل السأم أحياناً أو الاحساس بالانفصال عن طفلك يعتقد بعض الأهل أنني أبالغ عند استخدام كلمات مثل الهجر والاستياء. يقول لي البعض: "أنا لا أشعر بالاستياء من أطفالي. أرغب أحياناً في العزلة والهدوء، لكنني أحب أطفالي".

أنا أفكر في الهجر بصفته طيفاً. في النهاية القصوى لهذا الطيف هناك الهجر الفعلي المتمثل في الخروج الجسدي التام من حياة الطفل، كما فعل والد مارك. لكنني أنظر إلى الهجر أيضاً بصفته سلوكاً يتضمن نهر طفلك عندما يرغب في لفت انتباهك أو عدم الاستماع إليه عندما يحاول - على سبيل المثال- أن يريك إحدى رسوماته (ما يعني أن طفلك يحاول، بطريقة ما، أن يكشف لك عن شخصيته). يمكن لهذا الشعور بالرغبة في التخلص من طفلك، أو في قضائه وقتاً طويلاً في النوم واللعب وحده بعيداً عنك قبل أن يكون جاهزاً لذلك كيلا يأخذ من وقتك، أن يظهر عندما تحاول تفادي التماهي معه لأنه يحرض فيك ذكريات مؤلمة عن طفولتك.

ونتيجة لذلك ترى نفسك عاجزاً عن الاستسلام لمطالبه. صحيح أننا نقول لأنفسنا إننا نتخلص من أطفالنا لكي نتفرغ لأشياء أخرى في حياتنا، مثل العمل والأصدقاء ومشاهدة الأفلام والمسلسلات، لكن اللوم يقع علينا بصفتنا أشخاصاً راشدين. إذ إننا نعرف أن هذه المرحلة التي يحتاجنا فيها الطفل هي مجرد مرحلة عابرة، بينما يمكننا التفرغ لعملنا وأصدقائنا وهواياتنا في الأوقات التي لا يكون هذا المخلوق الصغير بحاجة ماسة إلينا.

من الصعب علينا أن نواجه هذه المشكلة، أن نتوقف عن نقل المعاملة السيئة التي تعرضنا لها في طفولتنا إلى الجيل الجديد. علينا أن ندقق فيما نشعر به ونتأمل فيه عوضاً عن التصرف بناء على مشاعر لا نفهمها جيداً. كما يمكن لمعالجتنا للطرق السلبية التي نرغب في اتباعها - مثل الهرب، كما هو الأمر في حالة مارك مثلاً – أن تولد شعوراً بالعار أيضاً. وفي حالة كهذه نميل إلى نوع من العدوانية لكي نتفادى هذا الشعور بالعار. وإذا فعلنا ذلك فإننا لا نغير شيئاً، بل ننقل هذا الشعور بالعار إلى جيل آخر، لكن العار لا يقتلنا. فعندما ندرك ماهية ما يحدث يمكننا أن نحول عارنا إلى نوع من الفخر لأننا أدركنا الطريقة القسرية التي تصرفنا بها وعرفنا السبيل إلى تغييرها.

المهم في الأمر هو أن تشعر بالارتياح مع أطفالك وتجعلهم يشعرون بالأمان وأنك ترغب في التواجد معهم. وتشكل الكلمات التي نستخدمها جزأ من ذلك؛ أما الجزء الأكبر فيتمثل في الدفء واللمسة والنية الطيبة والاحترام الذي تبديه نحوهم: احترام مشاعرهم وشخصياتهم وآرائهم وتأويلهم لعالمهم.

بكلمات أخرى، يجب أن نعبر عن الحب الذي نكنه لهم عندما يكونون مستيقظين، وليس فقط عندما يبدون جميلين وهم نائمون. إذا شعرت أنك بحاجة إلى استراحة من أطفالك في كل ساعة وكل يوم، فإن ما تحتاج إليه في الحقيقة هو التخلص من المشاعر التي يحركونها فيك. ولكي تتجنب الوقوع تحت سيطرة هذه المشاعر عليك أن تفكر في نفسك عندما كنت طفلا بنوع من العطف والحنو.

وعندما تنجح في تحقيق ذلك، يمكنك أن تتماهى مع حاجة أطفالك وتوقهم إليك. من الضروري، طبعاً، الاعتماد على جليسة أطفال بين الفترة والأخرى للانصراف إلى بعض المتع في حياتك الخاصة، ولكن إذا كانت هذه الرغبة في الابتعاد عن طفلك مشحونة وملحة في معظم الأوقات فعليك أن تمتلك الشجاعة وتستحضر المشاعر التي كانت تعتريك عندما كنت في سن طفلك الآن.

المصدر: (مقتبس بتصرف من متاب "الكتاب الذي تتمنى لو قرأه أبواك" للمؤلف "فيليبا بيري")
الطفل
المشاعر
الأم
التربية
صحة نفسية
الشخصية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    5 نصائح لتعزيز نظامك الغذائي بالبروتين

    النشر : السبت 19 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    تحفة فاطمة: دراسة تحليلية لأفضلية حجاب العباءة

    النشر : الخميس 05 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    ملتقى خادمات المنبر الحسيني بنسخته الرابعة في جمعية المودة والازدهار

    النشر : الأحد 22 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    واحة في صحراء الحياة

    النشر : السبت 11 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    وصفة هندية تكشف تصدي الهنود لمخاطر كورونا

    النشر : الأربعاء 26 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    المسلم والشخصية المنضبطة

    النشر : الأربعاء 14 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 543 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 479 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 416 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 367 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 335 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1198 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1161 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1099 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1083 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1066 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 665 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 20 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 20 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 20 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 20 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة