• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كيف تسللت التفاهة إلى الحرم الجامعي؟

ليلى قيس / الأربعاء 03 آيار 2023 / تطوير / 2634
شارك الموضوع :

العلوم ليس الغرض منها الاكتساب، بل الاطلاع على الحقائق، وتهذيب الأخلاق

منذ مدة ليست بقصيرة بدأت ظاهرة طلب العلم بالتلاشي في الأوساط الجامعية وبات الأمر محصورا لأغراض المظهر الاجتماعي، لا طلباً للحكمة العالية. وبما يذكّر بظاهرة الهَوَس بالحصول على الشهادات العلمية العالية من ماجستير ودكتوراه لأغراض الظهور الاجتماعي وحده، كتب الجغرافي والمؤرّخ العثماني حاجي خليفة (المعروف بكاتب جلبي) الذي عاش في القرن السابع عشر الميلادي، والمعروف كأبرز كاتب موسوعي بين أقرانه العثمانيين ومنها أن يقصد بالعلم غير غايته، كمن يتعلم علماً للمال أو الجاه.

فالعلوم ليس الغرض منها الاكتساب، بل الاطلاع على الحقائق، وتهذيب الأخلاق على أنه من تعلّم علماً للاحتراف لم يأت عالماً، إنما جاء شبيهاً للعلماء. ولقد كوشف علماء ما وراء النهر بهذا الأمر ونطقوا به لما بلغهم بناء المدارس ببغداد، فأقاموا مأتم العلم، وقالوا: "كان يشتغل به أرباب الهمم العالية، والأنفس الزكية، الذين يقصدون العلم لشرفه، والكمال به، فيأتون علماء ينتفع بهم وبعلمهم وإذا صار عليه أجرة تدانى إليه الأحساء وأرباب الكسل، فيكون سبباً لارتفاعهم".  والمقصود ببلاد ما وراء النهر - أي نهري سيرداريا وآمورداريا اللذين يحدّان هذه المنطقة من الشرق والغرب - هو منطقة آسيا الوسطى.

أبرز ما ناقشه المؤلف في كتابه هذا هو مسألة تسليع المعرفة الأكاديمية وبيعها للجهات الممولة للجامعات، من خلال سلسلة تبدأ أولا بالأستاذ الجامعي للحصول على المنح من هذه الجهات الممولة.

وهكذا، ينحدر العمل بالجامعة إلى درك التفاهة، فتتحول فيه من منتج للمعرفة إلى تاجر فيها، يعمل في وسط من الاعتبارات الكمية والقيم الزبائنية.

ولعل استنتاج ماكس فيبر Max Weber يصل إلى نفس النتيجة عندما يناقش الجامعة، فالتفاهة فيها أصبحت دارجة إلى درجة أن الخيارات المؤسسية صارت تقع ضمن محيط كل من «الحظ» و«الصدفة» العشوائيين. وهذه الأيام، وجد أسلوب المخاطر طريقه إلى الإدارة وصار يلعب دوراً رئيسياً فيها، إذ يجادل فيبر Weber إنه ليس من العدالة أن تُسائل القصور الشخصي لأعضاء هيئة التدريس أو لوزارات التربية فنجعلهم مسؤولين عن حقيقة أن هناك تفاهات عديدة تلعب دوراً مؤثراً في الجامعات.

"إن شيوع التفاهة إنما يُعزى إلى قوانين التعامل البشري، لا سيما تعامل عدة أطراف معاً...الخ" كما ذكر في كتابه «العلم بوصفه حرفة Science as a Vocation، الذي نُشر عام 1919. إن تحليل فيبر Weber هذا ما زال يثبت صحة حتى اليوم، فأسلوب الإدارة بالمخاطر ما زال مسيطراً على المؤسسة. فالباحث المُقاد بشغف مسيطر، حدس وفهم لطبيعة العمل لن يكون بوسعه النجاح إلا إذا حصل على منحةٍ تُمكّنه من المناورة وسط التعقيدات المؤسسية، حيث تكون السيادة للمعايير الكمية واعتبارات الرعاية.

إن هذه لا تعدو أن تكون بعضاً فقط من قوى، خيال متملك الظروف الخارجية لمهنة الرجل الأكاديمي، وفقاً لتعبير فيبر Weber .

أما عن المبالغة في الإكثار من خلق التخصصات الجامعية الدقيقة، فهذه أيضاً يرى فيها المؤلف سبباً آخر للتفاهة، فالجامعات الآن تسطح المعارف من خلال اهتمامها بتعميقها بدلاً من توسعتها فلا تُعنى - في معرض تدريس العلوم الموضوعية - بترسيخ القيم العلمية في طلبتها من تفكير نقدي والوقوف على العلاقات بين الموضوعات المتفرقة والفضول المعرفي وغيرها والحقيقة هي أن هذه مادة للتفكير فعلاً، إذ ما هو التحدي العلمي الأعظم: أن تحفر، عميقاً، في تربة علمك الدقيق، مثل قندس – فلا ترى إلا جزيئاته – لتتخصص؟ أم أن تحلق عالياً، في سماء مجاله الأرحب، مثل نسرٍ يُشْرِف على المشهد بأكمله - على أن تفوتك منه دقائقه لتتفلسف؟

مقتبس بتصرف من كتاب "نظام التفاهة" للمؤلف "د. الان دونو"
السلوك
العلم
الشباب
القيم
التفكير
جامعات
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    اوصيك بي خيراً

    النشر : الثلاثاء 28 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    أيُ كتابٍ أثر فيكِ؟.. فكرة جديدة في نادي أصدقاء الكتاب

    النشر : السبت 18 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    أي سر احتواك يا أم القمر

    النشر : الأحد 31 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 14 دقيقة

    الحرمان النفسي وسيكولوجية العقوق.. ارتباطية طردية ونتائج مدمرة

    النشر : الخميس 24 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    وقفة تأملية في سورة محمد ١

    النشر : الأربعاء 13 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    قم بتأسيس ذاكرة جديدة

    النشر : الأحد 12 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 549 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 461 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 423 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 402 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 375 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1165 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 675 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 12 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 12 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 12 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة