• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

دورة الحياة

د. زهراء منصور الحلفي / السبت 16 كانون الأول 2023 / تطوير / 2259
شارك الموضوع :

بكى نفسه في هذه الحياة الفانية... لقد إستوحش رؤيتها فما كان شيء لينجده سوى دموعه مناديًا بها من يسعفه

بدأ بكاءه، وصراخه يتعالى شيئًا فشيئًا في عمره الثواني ظنَّ من حوله أنّهُ جائع؛ لذا سارعوا إلى لفّه بقطعةٍ بيضاء، وسلّموه إلى أمّه التي وضعته على صدرها الأيسر فسكن، وهدأ روعه وهكذا إبتسموا واثقين من إعتقادهم فقهقه بعضهم فرحًا، وصار الآخر يمازحه بطمعه؛ كونهُ جائعٌ ماصبر، لكن لم يُدركوا عمقَ هذا البكاء؟!

لم يعلموا لم هذا الصراخ المتعالية نبرته؟!

حتّى أنّهم ما إكتشفوا سرَّ الطمأنينة في نبض قلب أمه!... نعم، لقد بكى نفسه في هذه الحياة الفانية... لقد إستوحش رؤيتها فما كان شيء لينجده سوى دموعه مناديًا بها من يسعفه.

 إنقضت أيام، وسنون مرّ فيها بعوالمه المختلفة طفولته، صباه، مراهقته، شبابه ... آسرته الحياة في حلوها، ومرها تناسى حتّى نسى أنّهُ بكى منها يومًا من الأيام. وإذا بالهرم قد حلَّ في جسده ليصبح في أرذل العمر، وذا هو التاريخ  يكرر نفسه حيث تجدّدت التفاسير الخاطئة لحالته ولكن التعبير جاء مختلفًا عنها؛ لأنّهُ الآن الأكثر وعيًا لما هو عليه...

الآن هو أكثر هدوء عمّا في طفولته دموعٌ متناثرةٌ تملأ خديه، وتحرقها جدًا؛ لكثرة سيلانها، وذهنٌ سارح يرافقهما صمتٌ مطلق في غرفةٍ خصّصت لرعايته، فلم يكن قادرًا حتى ليسقي نفسه ماء... يطوف الأطفال من حوله كلّما تؤون لهم فرصة الدخول إليه؛ فهو دميتهم الأكثر متعة دمية تعيش الحياة. يقهقهون، ويحتالون عليه ولم يكن إلَّا بإبتسامته مجيبًا، إبتسامة ترافقها حسرة طويلة فلم الرد؟! ولا شيء في الدنيا يستحق أنْ يتعب نفسه من أجلها ولو بالهمس .

الحياة ... إنّها الحياة التي لاتعرف صاحبًا علمته كل شيء حتى وصل لما اليوم عليه ... إخترقه الفهم لدرجة بغضها؛ فلو خيّر بين أنْ يستعيد به العمر مراحله، أو الموت لأختار الموت على الإعادة .

في الفجر بعد صلاة الصبح إجتاحه الفرح شعر وكأنّه أصبح خفيفًا  أخذ يشم ريح كلماته العبادية... الإستغفار، البسملة، الحولقة، الصلاة على الأطهار المطهرين إنّهُ ذكر الله الذي فاته العمر ثم وعاه كان الأكثر أنسًا له من صدر أمه؛ فبه تطمئن القلوب.

 تشهد بالشهادتين، وبالأولياء الصالحين ثم سجد على تربته، وأطلق سراحه وها هو كيوم ولدته أمه ملفوفًا بالقطعة البيضاء ذاتها ولكن بدل أنْ يحوطه الجميع تركه الجميع إلّا من جافاه في حياته ألا وهو الله رب العالمين.                         

القيم
الايمان
قصة
الموت
الانسان
الحياة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    خفايا العقل: اكتشف كيف تحجب النقاط العمياء الحقيقة عنك!

    النشر : الأحد 29 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    قراءة في كتاب: جلسات نفسية

    النشر : الأربعاء 13 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    تعزيز وعي الشباب وحمايتهم من التوترات

    النشر : الأربعاء 06 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الضوضاء البيضاء: هل هي حقا وسيلة نافعة؟

    النشر : السبت 29 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    قراءة في كتاب: أنا تعب، لا أدري لماذا..!

    النشر : السبت 10 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    ماهي الأطعمة التي يجب أن تتجنبها قبل التمارين الرياضية؟

    النشر : الأثنين 16 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 988 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 629 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 440 مشاهدات

    ‏كنز المعارف

    • 355 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1070 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1048 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 988 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 971 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 4 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 4 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 4 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة