• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

رحلة العودة الى الماضي، استزادة ام استنزاف؟!

مريم حسين العبودي / السبت 02 آذار 2024 / تطوير / 1748
شارك الموضوع :

العَودة، مصطلح حمّال أوجه ومعانٍ تتأرجح بين الإيجابيّ جداً والسلبي جداً. العَودة كلمة دافئة في لفظها

رغم تحذيرات الناصحين والخبراء وغيرهم على عدم الرجوع للماضي والتفكير بالوقت الراهن فحسب، إلا أن المرء بطبعه يأبى إلا أن يعود ولو مجازاً أو خيالاً إلى ذاك الماضي، يتجوّل فيه كحديقةٍ مبهجة، يزورُ سنيّ الطفولة ويطوف بأيام الدراسة ويجدُ كل ذكرى ماضية تحوي حنيناً غريباً يكادُ يشمُ رائحته. لكن متى يجب أن يُجفِف الإنسان أنهار الرجوع بكل جداولها وأفرعها ووديانها؟؟ متى يقرر أن يقطع ذاك النبع الذي حفر كل هذه الخطوط؟

العَودة، مصطلح حمّال أوجه ومعانٍ تتأرجح بين الإيجابيّ جداً والسلبي جداً. العَودة كلمة دافئة في لفظها وفي الخيالات التي ترسِمها في الأذهان عند النطق الأول لها، شعورٌ آمن في العَودة إلى الوطن من بعد اغتراب، العَودة للجذور وللأرض الأولى التي شهِدت ولادة الإنسان، العَودة للمنزل بعد يومٍ شاق، حيثُ يُشكل باب الدار الرئيسيّ بوابة عبور نحو جنةٍ يعرفها ساكنو الدار حصراً، جنةٌ تتكئ على أي جدار فيها فيسندك، وتطلبُ فيها ما تشاء، جنةٌ فيها قلوبٌ تُحبك، وأشخاص يهتمون لأمرك ويقلقون عليك. العَودة تشملُ كُلَ رُجوع ذو نفع وطمأنينة، إنهُ رُجوعٌ يُعَوّلُ عليه.

بعضُ الرجوع يترتبُ عليهِ تفتُق جراح وتأجج نيران قد خمدت شرارتها، يحرّكُ مياهً عكِرة فيُزيد تلوثها ويُفسد صفائها، إذ يستفز أمورًا قد استقرت في قعرها واتخذت فيه مسكناً. يُتخذ قرار تجفيف المنابع هذا حين يصلُ المرء مراحل متقدمة من النُضج والألم على حدٍ سواء، يشعرُ بالتخُمة من التجارب والمحاولات والآمال التي لم تُفضِ إلى شيء. تكمن قوة القرار في الدأب عليه، في نيّة الرحيل الفعليّ عن كل مكان وكل شخص لا يجعل انهارنا تجري جريًا رائقًا آمناً ونحو الوجهة الصحيحة. تتضمن هكذا قرارات آلامًا روحية وقلبية مُبرحة، خاصةً حين ينتزع المرء نفسه انتزاعًا وينأى بها عن كل ما اعتادت عليه لفترة من الزمن، يخرجُ بها من منطقة رخائها المزيّفة إلى عراءٍ باردٍ تكسوه غربة المسافر لبلدٍ لا يعرف فيه شيئًا وهو ذاته البلد الذي سيكتشف لاحقًا أنه المكان المناسب له، وأن تحمّل البدايات الجديدة القاسية فيه كانت ذات جدوى، وأن خيار العودة لبلده الأم كان رغم دفئه وأُلفته سيكوّن مصيرًا آخر غير مُحبّذ.

إن للرجوع ضريبة وتكلفة قد لا يحتملها كُثر، فكُل خُطوة للوراء لها ثمنها، بعضُ الرجوع يجذبك إليه مثل كثبان رملية تتشبث بك وتسحبك لقاعها ولا تُخرجك منها ابداً، ومنه ما يذيقك بعض الاختناق والصفعات الموجعة ثم يرميك لحاضرك من جديد ولكنه رميٌ قاسٍ يجعلك ترتطم بقوّة تهزّ جمجمتك وذاكرتك. يمكن من جانبٍ آخر أن يُعاد تدوير آليات العودة تلك، أن تُبنى جُسور فوق تلك الكثبان وقناطر عبور فوق بقايا النهر، أن يُدرس الماضي بشكلٍ واعي لتُستسقى منه العِبر ويُتعَلم من مراراته وهفواته بحيث يكون الرجوع له فعل استزادة وتعبئة وقود لحاضرٍ ومستقبل بعيد، أن يُتعلم منه ويحرّم المرء على نفسه تكرار اخطائه. يمكننا أن نصنع ماضينا الآن، كل يوم، كل حدث هو تجهيز لماضٍ آخر، أما أن يُندم عليه أو يُستأنسُ به.

الحياة
الانسان
الشخصية
السلوك
التفكير
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    النساء العاملات في الوطن العربي.. بين قسوة الزمان وآراء المجتمع

    النشر : الأربعاء 02 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    متى يهوي الإنسان ويموت معنويا؟

    النشر : الخميس 27 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    كيف يمكن أن تكون الساعات الذكية خطرة؟

    النشر : الثلاثاء 08 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    من نجوم الولاية: أسماء بنت عميس

    النشر : الخميس 13 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    النشر : الأربعاء 17 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    التباهي.. سُكر مباح

    النشر : الأثنين 31 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 497 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 433 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 381 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 359 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 327 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1207 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1112 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1090 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 10 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 10 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 10 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 10 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة