• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

قُصصٌ وَ فُرَصٌ ١٠: كيف يتعامل الرسالي مع الحروب النفسية

فاطمة الركابي / الخميس 08 آب 2024 / اسلاميات / 978
شارك الموضوع :

من الحقائق التي لا تتغير هي إن من كانت دوافعه إلهية سوف يدافع عنها بكل ما أوتي من قوة

قال تعالى: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ}.

من الحقائق التي لا تتغير هي إن من كانت دوافعه إلهية سوف يدافع عنها بكل ما أوتي من قوة، وسيدفع عنه تعالى كل ما قد يضعفه أو يزلزله، وهكذا كان نبي الله (عليه السلام)، فالآية ابتدأت بـ {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ} إشارة للاستمرارية في التركيز على أداء مهمته الإلهية ثم ذكرت الصعوبات والمعوقات التي كان يواجهها.

فالملفت أن تلك الصعوبات هي ليست نابعة من المهمة التي كان عليه إنجازها، حتى أن القصة القرآنية لم تشر إلى ذلك -في إنها صعبة جداً بالمقاييس الطبيعية- إلا أن القصة ذكرت صعوبات أخرى متمثلة بالبيئة الرافضة وطبيعة التصادمات والأدوات والأساليب التي استخدمتها لإيقاف النبي عما كان يعمل.

وفي هذه الآية ذكرت أحدها وهي السخرية فهي كانت من أبرز أدوات وأسلحة قومه الكافرين برسالته ورساليته، وهو سلاح كثير ما تستخدمه الأقوام التي تتبع الباطل، فهي تعتمد على الحروب النفسية بالدرجة الأولى، وكأنها بذلك تكشف عن نقطة ضعفها لا نقطة ضعف المقابل، لذا النبي واجههم بنفس السلاح.

إلا إنه بَين مفهوم سخريته منهم التي هي ليست سخرية الاحتقار والإهانة اللفظية التي تصدر ممن لم يتربوا في المدرسة الإلهية بل بمعنى تصوير كيف سيحل عليهم العذاب الكاشف عن سوء الخاتمة.

كما نجد إن الآية عبرت بـ [نسخر]، بينما في عملية الصناعة قالت [يصنع] ولعل في ذلك إشارة إلى أن النبي كان هو صانع هذا الإنجاز في إنقاذ النفوس المؤمنة، وكأن بهذا التفرد شكر وتعظيم لهذا النبي ولما قام به ولما تَحمله للقيام بهذا الأمر، أما في عملية السخرية أتت بصيغة الجمع فهي -كما يبدو- إما أن النبي كان بذلك يشير إلى قوة موقفه كقوة وموقف الفرد الذي يقاس بأمة فهو في هذا الموقف كان أمة، ولعله إشارة وبشارة لمن سوف يؤمن الآن ويركب معه السفينة غداً هو يعيش هذا الشعور تجاه من سخر منه في الأمس، فكان بالجمع اشارة له ولمن آمن معه.

بل إن السخرية أتت بصيغة الحاضر لا المستقبل إذ أن الآية عبرت بأنه ليس [سيسخر] منهم لما يَحِلُ عليهم العذاب بل عبرت الآية [نسخر]، أي أننا الآن على يقين وبصيرة نرى بها ما سيحل بكم من العذاب، نحن الآن نرى كيف أن الخاسر الحقيقي -بالمقاييس الإلهية- انتم وكيف إن أعمالكم وجهودكم الدنيوية لن تنجيكم من العذاب بل ستكون وبال عليكم وستكون سبباً لأن تكونون مقيمين بالعذاب حيث لا توجد عندكم فرصة للنزوح أو المغادرة بل ستكون اقامة جبرية دائمة.

وهنا نرى في هذا التقريع والكلام مع حدته وشدته إلا أن باطنه شفقة ورحمة وتنبيه، فهو يريهم ما سيؤول إليه مصيرهم إن بقوا على ما هم عليه، وكذلك فيه تثبيت وتقوية لأهل الايمان ممن تبعه فالذي يؤمن بخاتمته، ويعرف خاتمة غيره ما هي لن ينهزم ولن يتراجع باستهزاء هذا أو أذى أو استصغار ذلك.

ولهذا هو فصل لهم قائلاً أولاً سيأتي العذاب وترونه وستخزون وترون بأعينكم من الذليل ومن هو العزيز، من هو الحق ومن هو الباطل، ثم يحل عليكم هذا العذاب بشكل دائم مقيم أي لن يبرحكم ولن يترككم فهو سينهي وجودكم في عالم الدنيا ثم يرافقكم بعدئذ في عالم الآخرة.

بالنتيجة الاستناد إلى القوة الإلهية في بناء القوة النفسية التي عمادها الإيمان بالمعتقد والبصيرة فيما هو أتى ومرتقب سيجعل الرسالي يقظ ومحصن من أي حرب نفسية يوجّهها له المعادي أو المخالف، وهذا ما يثمر تنفيذ وتحقيق المشروع الإلهي الذي به قد كُلف.

الايمان
القرآن
صحة نفسية
الدين
القيم
الشخصية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    جاهلية الأحكام الشرعية.. عقول حديثة ترفض القدم

    النشر : الثلاثاء 13 آب 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ما السرُ خلف جمالك؟

    النشر : الأحد 18 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    لو أدركته لخدمته أيام حياتي

    النشر : الأحد 22 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    \"كوباً من القهوة ام قلم رصاص!

    النشر : السبت 14 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كيف تنقص وزنك؟ وماهي أسباب السمنة عند الأطفال؟

    النشر : الأثنين 02 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    ابتعد عن السياسة والأسئلة الشخصية.. 22 جملة تجعلك تبدو وقحاً خلال مقابلة العمل

    النشر : الأربعاء 21 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 986 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 743 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 627 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 440 مشاهدات

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    • 364 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1070 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1048 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 986 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 971 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 743 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 3 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 3 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 3 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة