• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الأربعين: حيث تلتقي خطوات العالم على طريق الحب الحسيني

زينب شاكر السماك / الأحد 18 آب 2024 / اسلاميات / 1930
شارك الموضوع :

تبدأ الحشود الحسينية بالتحرك من مختلف أرجاء العراق، من شماله إلى جنوبه، من شرقه إلى غربه

مع حلول شهر صفر من كل عام، تتجه أنظار العالم إلى مدينة كربلاء المقدسة، حيث يبدأ العد التنازلي للزيارة الأربعينية. هذه الزيارة التي تحمل في طياتها أسمى معاني الحب والتضحية، تشهد تدفق الملايين من الزوار من مختلف المحافظات العراقية ومن خارج العراق، قلوبهم متلهفة للقاء سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين وأخيه أبا الفضل العباس (عليهما السلام).

تبدأ الحشود الحسينية بالتحرك من مختلف أرجاء العراق، من شماله إلى جنوبه، من شرقه إلى غربه. كل خطوة يخطوها الزوار نحو كربلاء هي خطوة تتجلى فيها معاني الولاء والإخلاص لقضية الإمام الحسين (عليه السلام). يغادرون منازلهم متوكلين على الله وعلى كرم أصحاب المواكب الحسينية الذين ينتظرونهم على طول الطرق المؤدية إلى كربلاء.

واحدة من أهم مظاهر الاستعداد للزيارة الأربعينية هي المواكب الحسينية المنتشرة على طول الطرق المؤدية إلى كربلاء. تتحول الطرقات التي يسلكها الزوار إلى مسارات مليئة بالحياة والكرم، حيث يتسابق أصحاب المواكب الحسينية لتقديم كل ما يحتاجه الزائر من ماء وغذاء وخدمات أخرى. تعمل هذه المواكب كخلية نحل بجهود جماعية منظمة، بهدف توفير الراحة للزوار.

يُدير هذه المواكب متطوعون من مختلف المناطق، مما يجسد روح الكرم والتضحية التي تعلمها الموالين من سيرة الإمام الحسين (عليه السلام). تبدأ المواكب بالتحضير منذ بداية محرم، حيث يتم إعداد الخيام، وتخزين المواد الغذائية، وتجهيز أماكن للراحة والصلاة، وتوفير خدمات طبية للزوار.

المواكب الحسينية ليست مجرد أماكن لتقديم الطعام والشراب، بل هي مراكز خدمات متكاملة تعمل على مدار الساعة لخدمة الزوار. تتنوع الخدمات التي تقدمها المواكب بين توزيع المياه الباردة، تقديم وجبات الطعام، توفير أماكن للنوم والراحة، فضلاً عن توفير خدمات صحية وإسعافات أولية للمرضى والمصابين. وتعتبر هذه المواكب بمثابة شرايين حياة تسري في جسد الطريق، لتبقي الزوار في حالة من الراحة والاستقرار، رغم مشاق الرحلة.

ومع اقتراب الزائرين من مدينة كربلاء، تزداد التحضيرات وتتسارع الخطوات لتقديم أفضل استقبال ممكن. تكون المواكب الحسينية في كربلاء في حالة استعداد قصوى، حيث يتم تجهيز أماكن الإقامة والطعام، ويُنسق الجهود مع الجهات الحكومية لتوفير الأمن والسلامة للزوار. ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة وحرارة الجو، فإن الروح العالية لدى أبناء كربلاء وزوارها تجعل من هذه الزيارة مناسبة استثنائية تتجلى فيها أسمى معاني التضحية والكرم.

في كربلاء، لا تقتصر الاستعدادات لاستقبال زوار الإمام الحسين (عليه السلام) على المواكب الحسينية فقط؛ بل إن العوائل الكربلائية تلعب دورًا محوريًا في هذا المشهد الروحي. فمنذ بدء موسم الزيارة الأربعينية، تبدأ البيوت الكربلائية في التسابق لاستقبال الزوار، معبرة بذلك عن حبها وولائها للإمام الحسين (عليه السلام) من خلال كرم الضيافة الذي تقدمه لهؤلاء الزوار الكرام.

العوائل الكربلائية تجعل من استقبال الزوار تقليدًا راسخًا، حيث يتنافس الجميع على تقديم أفضل ما لديهم، ليعكسوا بذلك مدى ارتباطهم بالإمام الحسين (عليه السلام) ومدى فخرهم بخدمة زائريه. يبدأ الاستعداد لهذا الحدث الاستثنائي بتجهيز البيوت لاستقبال الضيوف، حيث يتم تخصيص أماكن مريحة للمبيت، مجهزة بأحدث وسائل الراحة مثل الفراش النظيف والحمامات المجهزة بأفضل التجهيزات.

ولم يتوقف الكرم عند توفير مكان للإقامة فقط، بل يمتد ليشمل تقديم الطعام بما تشتهي الأنفس، من مأكولات متنوعة تم إعدادها بعناية وحب. حتى إن بعض العوائل تقوم بتوفير غسالات للزوار، ليتمكنوا من غسل ملابسهم والاستمرار في رحلتهم بارتياح.

والأمر لا يقتصر على الزوار من داخل العراق فقط، بل إن العوائل الكربلائية تستقبل زوارًا من مختلف أرجاء العالم، ليصبح بيتهم ملاذًا للراحة والطمأنينة لكل من يسعى نيل زيارة الأربعين. هذا الكرم وهذه الضيافة تعكسان مدى الارتباط المجتمعي العميق بين أهل كربلاء وزوار الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث يعتبر كل بيت جزءًا من هذه التجربة الروحية العظيمة.

الزيارة الأربعينية ليست مجرد حدث ديني عابر، بل هي ملحمة حب وولاء تتجدد كل عام. الملايين من الزوار يتوجهون بقلوبهم قبل أقدامهم نحو كربلاء، ليجددوا عهدهم مع الإمام الحسين (عليه السلام). هي ليست مجرد زيارة لضريح، بل هي رحلة روحية ونفسية يجدد فيها الزوار ولاءهم للإمام الحسين (عليه السلام) وقضيته العادلة. ومن خلال هذه المسيرة، يبعثون برسالة إلى العالم أجمع بأن مبادئ الحق والعدالة التي دافع عنها الإمام الحسين (عليه السلام) هي مبادئ خالدة تستحق أن تتوارثها الأجيال.

زيارة الاربعين
الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
الحب
الشيعة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    من أفكار المجدد الشيرازي: القوانين المادية في المجتمع الغربي

    النشر : الخميس 05 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    القلب أم العقل.. أيهما يفوز؟!

    النشر : الأثنين 31 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    كيف حمل الامام السجاد راية الاصلاح عن طريق الدعاء؟

    النشر : الثلاثاء 31 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 8 دقائق

    حافظ على صحتك النفسية

    النشر : الأربعاء 26 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    وصايا للتحكم في أوقات الفراغ والاستفادة منها

    النشر : الثلاثاء 24 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    عيد الغدير.. يوم العهد المعهود والميثاق المأخوذ

    النشر : الخميس 06 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 412 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 365 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 344 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1079 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 663 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 4 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 4 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 4 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة