• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عقد مقدّس تحت سماء مكة

منار قاسم / الخميس 29 آيار 2025 / اسلاميات / 760
شارك الموضوع :

لم يكن هذا الزواج مجرد ارتباط بين فردين كريمين، بل كان لقاءً بين نورين، وتأسيساً لبيت النبوة

في الأيام المباركة من شهر ذي الحجة، شهر الحج الأكبر وشهر الله الحرام، وفي اليوم الأول منه تحديداً، شهدت مكة المكرمة حدثاً إلهياً فريداً قلّ نظيره في التاريخ الإسلامي: زواج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) من سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (س) بنت رسول الله (ص).

لم يكن هذا الزواج مجرد ارتباط بين فردين كريمين، بل كان لقاءً بين نورين، وتأسيساً لبيت النبوة، وعهداً مقدساً أراده الله تعالى أن يكون أنموذجاً أبدياً للزواج في الإسلام، قائماً على التقوى والمحبة والإيثار والتواضع.

تفاصيل حدث خالد:

1. الاختيار الإلهي والتقدير الرباني

تشير الروايات الإسلامية الموثوقة (في المصادر الشيعية والكثير من السنّة) إلى أن هذا الزواج كان بتدبير إلهي. فقد نزل جبريل (ع) على النبي (ص) يخبره أن الله تعالى قد زوّج فاطمة من علي، وجعله ولي أمرها. فكان اختياراً إلهياً قبل أن يكون بشرياً. هذا الاختيار لم يأتِ من فراغ، بل جاء تتويجاً لمسيرة علي (ع) الفذة في الإيمان والتضحية والفداء منذ نعومة أظفاره، وهو الذي تربى في حجر النبي (ص) وكان أول من آمن به من الصبيان. كما جاء تكريماً لمقام فاطمة (س) التي تربت في بيت الوحي وكانت جزءاً لا يتجزأ من حياة أبيها الروحية والجهادية.

2. استشارة الزهراء (س) وإيثارها

رغم العلم الإلهي والنبوي، حرص النبي (ص) على استشارة ابنته فاطمة وإرادتها، تأكيداً على حق المرأة في اختيار شريك حياتها. وعندما عرض عليها الأمر، سكتت سكوتاً يعبر عن الرضا والحياء، ففهم النبي (ص) موافقتها. تجسد موقف الزهراء (س) أعلى درجات الإيثار والتوكل على الله. فقد رفضت – بإيعاز من أبيها أو بتقديرها الخاص – عروضاً من كبار الصحابة كانت تأتي بمهور باهظة، ورضيت بعلي (ع) وهو الفقير الذي لا يملك شيئاً من متاع الدنيا.

3. المهر: رمزية الإخلاص والتقوى

اشتهر مهر فاطمة (س) بتواضعه العظيم وعمقه الرمزي الخالد. فقد باع علي (ع) درعه (حُلَّته الحَطَمِيَّة) ليجهز به المهر، وكان مقداره 480 أو 500 درهم (في روايات مختلفة). هذا المهر المتواضع لم يكن نقصاً في حق فاطمة (س)، بل كان إعلاءً لقيم الإسلام التي تجعل أساس الزواج التقوى والخلق، لا المال والجاه. أصبح مهر فاطمة (س) سُنةً يُقتدى بها، دليلاً على أن تكاليف الزواج يجب أن تكون في متناول الجميع.

4. الوليمة: بساطة تجسد العظمة

أقام النبي (ص) وليمة العرس، وكانت تجسيداً عملياً لتعاليم الإسلام في البساطة وعدم الإسراف. روي أنه (ص) أمر بذبح شاة، وأطعم منها الصحابة، كما أُحضر بعض التمر والزبيب والسمن. لم تكن وليمة باذخة، لكنها كانت مليئة بالبركة والنور.

5. بيت الزوجية: مدرسة الأخلاق والجهاد

جهز النبي (ص) لابنته بيتاً متواضعاً مجاوراً لمسجده في المدينة بعد الهجرة (حيث تم الدخول بعد الهجرة). كانت أدوات البيت قليلة وبسيطة، لكنه كان بيتاً طهراً وبركةً. من هذا البيت المتواضع خرجت سلالة النبوة الطاهرة: الحسن والحسين (عليهما السلام) وزينب وأم كلثوم (عليهما السلام)، الذين حملوا مشعل الإسلام والهداية من بعد النبي (ص). كان هذا البيت قلعة الإيمان ومدرسة العلم والتضحية، حيث نشأ جيل حمل لواء الإسلام في أحرج الظروف.

دروس خالدة ونور مستمر

زواج الإمام علي (ع) والسيدة فاطمة الزهراء (س) في الأول من ذي الحجة ليس مجرد ذكرى تاريخية تُحكى، بل هو نموذج حي ومنارة هداية لكل زمان ومكان. إنه يعلّمنا:

* أن أساس اختيار الزوجين هو التقوى والإيمان والخلق، لا المال أو الجاه أو الشكل.

* أهمية بساطة تكاليف الزواج والتخفيف على الشباب، متخذين من مهر فاطمة ووليمتها مثالاً أعلى.

* ضرورة احترام إرادة الفتاة واستشارتها في شأن زواجها.

* أن البيت الإسلامي قائم على المودة والرحمة والإيثار والتعاون على طاعة الله، كما جسدته حياة علي وفاطمة (عليهما السلام) بأسمى معانيها.

* أن هذا الزواج المبارك كان حلقة أساسية في سلسلة الهداية الإلهية، حيث أنجبت فاطمة من علي الأئمة المعصومين (ع) الذين حفظوا الإسلام وعلومه.

فهنيئاً لأمة الإسلام بهذا العرس المقدس، الذي أضاء الدنيا بنورين من نور الله، نور النبوة ونور الولاية، وليبقى هذا النور شاهداً وهادياً إلى يوم الدين.


الامام علي
فاطمة الزهراء
التاريخ
الزواج
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    آخر القراءات

    اشعارات الهاتف.. دُفعات من البهجة المتعبة للعقل

    النشر : الأثنين 07 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    طرق للتنفيس عن الغضب.. تعرف عليها

    النشر : الخميس 04 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    الكرونوفوبيا: الرهاب من المستقبل

    النشر : الثلاثاء 08 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    عشائر بني اسد.. تُجدد الولاء لشهداء واقعة الطف

    النشر : الأثنين 24 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    المدارس الاهلية.. بين الخدمات العالية ومستوى التعليم المتدني

    النشر : الثلاثاء 26 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    اخطبوط العصر الحديث

    النشر : الخميس 26 آيار 2016
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 475 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 411 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 361 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 359 مشاهدات

    الرأسمعرفية: المفهوم والدلالات

    • 337 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1192 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1090 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1078 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 660 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة
    • منذ 24 ساعة
    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية
    • منذ 24 ساعة
    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"
    • منذ 24 ساعة
    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • الأحد 14 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة