• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مناجاة التائبين.. بوابة إحياء القلوب

فاطمة الركابي / الأحد 20 ايلول 2020 / اسلاميات / 4418
شارك الموضوع :

هنا لا يَتحدث الإمام (عليه السلام) عن مرض مُعين من الأمراض القلبية، إنما تَحدَث عما هو أخطر ألا وهو موت القلب معنوياً

تُعَد المُناجَيات الخمسة عشر لإمامنا زين العابدين (عليه السلام) -كما عُبر عنها- بحق [صيدلية للقلوب]، فهي دواء لأمراضه المعنوية، وبَوابة مَعرِفَةٍ بالنفس ليحيَّا صاحِبُها حياة مُتزنة وطيبة.

ومناجاة التائبين(١) أولى هذه المناجاة إذ نقرأ فيها هذه الفقرات: [اِلـهي اَلْبَسَتْنِي الْخَطايا ثَوْبَ مَذَلَّتي، وَجَلَّلَنِى التَّباعُدُ، مِنْكَ لِباسَ مَسْكَنَتي، وَاَماتَ قَلْبي عَظيمُ جِنايَتي، فَاَحْيِهِ بِتَوْبَة مِنْكَ يا اَمَلي وَبُغْيَتي وَيا سُؤْلي وَمُنْيَتي].

هنا لا يَتحدث الإمام (عليه السلام) عن مرض مُعين من الأمراض القلبية، إنما تَحدَث عما هو أخطر ألا وهو موت القلب معنوياً، كما وفي حديثه تنبيه لشدة خطورة الخطايا، وإلى أي خاتمة سيئة توصل مرتكبيها إذ ما تراكمت دون توبة؟! فهو يَعيش بها ويَمشي على الأرض لكن بلا حياة حقيقية كريمة عزيزة - كما تُبين الفقرات الأولى- إذ تُلبِسه المَذلة والمَسكَنة، وتَجعلُه من المُبعدين، المَطرودين.

وكما إن الذِلَة والمَسكنَة هي لباس معنوي مذموم، فإن في قبالها لباس معنوي ممدوح، يُلفت نظرنا إليه الإمام (عليه السلام) لنُوجِده فينا ولنجعله رداء لقلوبنا، والذي هو كما في قوله تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} (الاعراف:26)، وفي قوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }(الحجرات:13)، فالتقوى هي خير زاد ولباس يُكسب الإنسان العزة، كما وتوصله إلى بلوغ الكرامة أي اكتساب القرب من الخالق (جل وعلا).

ثم في هذا المقطع: [فَاَحْيِهِ بِتَوْبَة مِنْكَ]، الإمام (عليه السلام) في طلب التوبة هنا قال (منك) وليس (مني)، وهنا تأكيد آخر لخطورة أن يَصل الإنسان إلى مرحلة أن يكون قلبه ميت معنوياً، فلا قدرة له بتقديم التوبة، ولا رجعة ولا حياة لقلبه إلا بلطف ورحمة من الله تعالى قد تشمله.

إنما يملك مقدمات أخرى يُقدمها -كما يبدو- وذلك عندما يناجي ربه بهذه العبائر: [يا اَمَلي وَبُغْيَتي وَيا سُؤْلي وَمُنْيَتي]، فبالأمل وحسن الظن بالله تعالى ولو كانت خطاياه شديدة لدرجة أنها تَسبب موت القلب، يُمكن لهكذا إنسان أن يَطلب العودة ليَقبله ربه ويُصلح له حاله بعد كل ما جَنى وارتكب، ويتولد لديه الدافع بأن يَرجع إلى مَن لا يَجد غيره طبيباً، مُجيباً ليَسأله ويَقصِده ليحيِّ ويشفي قلبه الذي لا شفاء له، ولا حياة فيه.

فحاشا لله تعالى أن يُرجعه خائباً، بل يَعود ويتوب عليه، فهو الحي القيوم، إذ قال تعالى: {ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (التوبة:27)، وهذا قد يكون أحد المقاصد التربوية الموجهة لنا.

كما ويمكن أن نفهم مقصداً آخر وهو إن الإمام (عليه السلام) يُعطينا الدواء قبل أن يُصاب قلبنا بداء الشقاء(الموت)، فإدراك الخطورة موجب للوقاية، ومفتاح الوقاية هو أن الإنسان يَصل إلى يقين أن الله تعالى هو الأمل والغاية والمطلب والأمنية التي لابد أن يَنشغل بها قلبه كي يَبقى حيَّاً، وإن ارتكب الخطايا والذنوب - فلا أحد منا معصوم - إلا إنه بهذه العلاقة الوجدانية التي تربطه بمولاه (جلّ وعلا)؛ سيستدرك الأمر، ويمده تعالى بالعون فيتوب عليه.

 (١) الصحيفة السجادية: ص٢٩١.

الدين
الحياة
الامام السجاد
الايمان
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    كيف نتعامل مع الشائعات في ظل الأزمات؟

    النشر : الأحد 15 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الزموا حبل الجماعة.. من أفكار سلطان المؤلفين السيد محمد الشيرازي

    النشر : الأحد 06 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    شجرة زقوم

    النشر : الأحد 14 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    قبس من زيارة آل يس: سلام وإكرام

    النشر : الخميس 04 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    نور العقل

    النشر : الأثنين 02 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    النشر : الأربعاء 17 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 494 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 433 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 381 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 359 مشاهدات

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    • 327 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1207 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1112 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1090 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 9 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 9 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 9 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 9 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة