• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مناجاة التائبين.. بوابة إحياء القلوب

فاطمة الركابي / الأحد 20 ايلول 2020 / اسلاميات / 4307
شارك الموضوع :

هنا لا يَتحدث الإمام (عليه السلام) عن مرض مُعين من الأمراض القلبية، إنما تَحدَث عما هو أخطر ألا وهو موت القلب معنوياً

تُعَد المُناجَيات الخمسة عشر لإمامنا زين العابدين (عليه السلام) -كما عُبر عنها- بحق [صيدلية للقلوب]، فهي دواء لأمراضه المعنوية، وبَوابة مَعرِفَةٍ بالنفس ليحيَّا صاحِبُها حياة مُتزنة وطيبة.

ومناجاة التائبين(١) أولى هذه المناجاة إذ نقرأ فيها هذه الفقرات: [اِلـهي اَلْبَسَتْنِي الْخَطايا ثَوْبَ مَذَلَّتي، وَجَلَّلَنِى التَّباعُدُ، مِنْكَ لِباسَ مَسْكَنَتي، وَاَماتَ قَلْبي عَظيمُ جِنايَتي، فَاَحْيِهِ بِتَوْبَة مِنْكَ يا اَمَلي وَبُغْيَتي وَيا سُؤْلي وَمُنْيَتي].

هنا لا يَتحدث الإمام (عليه السلام) عن مرض مُعين من الأمراض القلبية، إنما تَحدَث عما هو أخطر ألا وهو موت القلب معنوياً، كما وفي حديثه تنبيه لشدة خطورة الخطايا، وإلى أي خاتمة سيئة توصل مرتكبيها إذ ما تراكمت دون توبة؟! فهو يَعيش بها ويَمشي على الأرض لكن بلا حياة حقيقية كريمة عزيزة - كما تُبين الفقرات الأولى- إذ تُلبِسه المَذلة والمَسكَنة، وتَجعلُه من المُبعدين، المَطرودين.

وكما إن الذِلَة والمَسكنَة هي لباس معنوي مذموم، فإن في قبالها لباس معنوي ممدوح، يُلفت نظرنا إليه الإمام (عليه السلام) لنُوجِده فينا ولنجعله رداء لقلوبنا، والذي هو كما في قوله تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} (الاعراف:26)، وفي قوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }(الحجرات:13)، فالتقوى هي خير زاد ولباس يُكسب الإنسان العزة، كما وتوصله إلى بلوغ الكرامة أي اكتساب القرب من الخالق (جل وعلا).

ثم في هذا المقطع: [فَاَحْيِهِ بِتَوْبَة مِنْكَ]، الإمام (عليه السلام) في طلب التوبة هنا قال (منك) وليس (مني)، وهنا تأكيد آخر لخطورة أن يَصل الإنسان إلى مرحلة أن يكون قلبه ميت معنوياً، فلا قدرة له بتقديم التوبة، ولا رجعة ولا حياة لقلبه إلا بلطف ورحمة من الله تعالى قد تشمله.

إنما يملك مقدمات أخرى يُقدمها -كما يبدو- وذلك عندما يناجي ربه بهذه العبائر: [يا اَمَلي وَبُغْيَتي وَيا سُؤْلي وَمُنْيَتي]، فبالأمل وحسن الظن بالله تعالى ولو كانت خطاياه شديدة لدرجة أنها تَسبب موت القلب، يُمكن لهكذا إنسان أن يَطلب العودة ليَقبله ربه ويُصلح له حاله بعد كل ما جَنى وارتكب، ويتولد لديه الدافع بأن يَرجع إلى مَن لا يَجد غيره طبيباً، مُجيباً ليَسأله ويَقصِده ليحيِّ ويشفي قلبه الذي لا شفاء له، ولا حياة فيه.

فحاشا لله تعالى أن يُرجعه خائباً، بل يَعود ويتوب عليه، فهو الحي القيوم، إذ قال تعالى: {ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (التوبة:27)، وهذا قد يكون أحد المقاصد التربوية الموجهة لنا.

كما ويمكن أن نفهم مقصداً آخر وهو إن الإمام (عليه السلام) يُعطينا الدواء قبل أن يُصاب قلبنا بداء الشقاء(الموت)، فإدراك الخطورة موجب للوقاية، ومفتاح الوقاية هو أن الإنسان يَصل إلى يقين أن الله تعالى هو الأمل والغاية والمطلب والأمنية التي لابد أن يَنشغل بها قلبه كي يَبقى حيَّاً، وإن ارتكب الخطايا والذنوب - فلا أحد منا معصوم - إلا إنه بهذه العلاقة الوجدانية التي تربطه بمولاه (جلّ وعلا)؛ سيستدرك الأمر، ويمده تعالى بالعون فيتوب عليه.

 (١) الصحيفة السجادية: ص٢٩١.

الدين
الحياة
الامام السجاد
الايمان
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن

    الخاسرون في اختبار الولاية

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    آخر القراءات

    النُصح.. بَين الأخذ به ورده

    النشر : الأربعاء 02 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    لا تضيعوا ثروة الآخرة

    النشر : الأربعاء 19 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    نصف العقل.. التغافل

    النشر : الخميس 20 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    هل تحلم بتأسيس عمل في منزلك؟

    النشر : الخميس 26 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    من درر أنيس النفوس: من لزمنا لزمناه

    النشر : السبت 17 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الغرغرة بالعلم.. موضة العصر الحديث

    النشر : الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 999 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 637 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 618 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 591 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 442 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1072 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1049 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 999 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 973 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 744 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الصمت الذي أنقذ أمة.. قراءة في الحكمة المغيَّبة من إرث الإمام الحسن
    • منذ 10 ساعة
    الخاسرون في اختبار الولاية
    • منذ 10 ساعة
    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب
    • منذ 10 ساعة
    دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف الذكية على الأطفال
    • منذ 10 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة